كيان الاحتلال في انتظار حل الكنيست وعلى موعد مع رئيس وزراء جديد
يتجه كيان الاحتلال “الاسرائيلي” نحو انتخابات مبكرة للكنيست بعد التصويت على حله بالقراءة الأولى وانتظار القراءتين الثانية والثالثة، بينما وزير الخارجية يائير لابيد على وشك أن يكون رئيس الوزراء.
ومن المتوقع أن يحل البرلمان “الإسرائيلي” نفسه، اليوم الأربعاء، لينهي ولاية رئيس الوزراء نفتالي بينيت التي استمرت عاما، وإطلاق انتخابات خامسة في أقل من أربع سنوات، قد تشهد عودة رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو للسلطة.
باستثناء اتفاق مفاجئ في الساعة 11 لإنقاذ التحالف أو تشكيل حكومة جديدة داخل البرلمان الحالي، فإنه من المقرر أن ينتهي تحالف بينيت المكون من ثمانية أحزاب بحلول منتصف الليل، وينصب وزير الخارجية يائير لابيد كرئيس للوزراء، في حين أن نتنياهو حتى آخر لحظة قبل التصويت، قد يتمكن من النجاح بتشكيل حكومة بديلة، إذ انه يحاول بعد انشقاق نير أورباخ عن الائتلاف الحاكم وإعلانه، منح الفرصة لتشكيل حكومة يمين بديلة.
ومن المقرر أن يرأس المذيع التلفزيوني السابق حكومة انتقالية قبل الانتخابات المقرر إجراؤها في أواخر أكتوبر أو أوائل نوفمبر المقبلين.
قدم تحالف بينيت المتنوع الذي تم تشكيله في عام 2021 مهلة من حقبة غير مسبوقة من الجمود السياسي، حيث أنهى الرقم القياسي لنتنياهو لمدة 12 عاما متتالية في السلطة وتمرير أول ميزانية لكيان الاحتلال “الإسرائيلي” منذ عام 2018.
وأظهرت استطلاعات رأي متعددة أن نتنياهو – وهو مثير للانقسام، متحالف مع القوميين اليمينيين المتطرفين والأحزاب اليهودية الأرثوذكسية المتطرفة في الكيان – وعد بالفوز في انتخابات جديدة، لكنه قد يكافح مرة أخرى لحشد الأغلبية البرلمانية، إذ أنه يحاكم حاليا بتهم فساد، وفيما ينفي هذه التهم.
تجدر الإشارة إلى أنه من المرجح أن يقود المعسكر المناهض لنتنياهو، يائير لابيد، أحد مشاهير التلفزيون الوسطيين السابقين، الذي فصل من منصبه باعتباره خفيف الوزن عندما دخل السياسة قبل عقد من الزمان، بينما فاجأ الكثيرين بمهاراته السياسية، وفق ما ذكرت “فرانس برس”.
عندما أعلن هو وبينيت الأسبوع الماضي أن تحالفهما لم يعد ممكنا، سعى لابيد إلى اعتبار عودة نتنياهو المحتملة إلى السلطة تهديدا وطنيًا، حيث قال: “ما يتعين علينا القيام به اليوم هو العودة إلى مفهوم الوحدة “الإسرائيلية”، ولا ندع قوى الظلام تمزقنا من الداخل”.
في حين بدا انهيار البرلمان شبه مؤكد، لا تزال مفاجآت اللحظة الأخيرة ممكنة في ظل المناخ السياسي المتقلب في الكيان، إذ تخشى الأطراف من مختلف الأطياف السياسية أن تخسر استطلاعات الرأي الجديدة مقاعدها أو ينتهي بها الأمر خارج البرلمان بالكامل من خلال التراجع عن الحد الأدنى للدعم، وهو 3.25% من جميع الأصوات المدلى بها، لكن خيارات تجنب انتخابات أخرى كانت بعيدة على نحو متزايد، وفقا لتقارير “إسرائيلية”.
وهذا يعني أنه من المتوقع أن يتولى لابيد منصبه في منتصف الليل بعد أن أعطى البرلمان الموافقة النهائية على مشروع قانون الحل، وفقا لاتفاق تقاسم السلطة الذي اتفق عليه مع بينيت في يونيو الماضي.
وكان بينيت – وهو قومي ديني- قد قاد ائتلافا من اليمينيين والوسطيين والحمائم والإسلاميين من فصيل الرعام، الذي دخل التاريخ من خلال كونه أول حزب عربي يدعم حكومة “إسرائيلية” في تاريخ الدولة اليهودية الممتد 74 عاما.
والائتلاف، الذي توحده رغبته في الإطاحة بنتنياهو وكسر حلقة مدمرة من الانتخابات غير الحاسمة، تعرض للخطر منذ البداية بسبب الانقسامات الأيديولوجية، لكن بينيت أوضح أن القشة التي قصمت ظهر البعير كانت “الفشل في تجديد الإجراء الذي يضمن لنحو 475 ألف مستوطن يهودي في الضفة الغربية المحتلة العيش بموجب القانون “الإسرائيلي”.
ورفض بعض المشرعين العرب في الائتلاف دعم مشروع قانون قالوا إنه يمثل إقرارا بحكم الأمر الواقع لاحتلال استمر 55 عاما أجبر فلسطينيي الضفة الغربية على العيش تحت حكم الإحتلال.
بالنسبة لبينيت وهو مؤيد قوي للمستوطنات، فإن السماح بانتهاء صلاحية ما يسمى بقانون الضفة الغربية أمر لا يطاق، في حين أن حل البرلمان قبل انتهاء صلاحيته في 30 يونيو يجدد الإجراء مؤقتا.
وقال بينيت للقناة “الإسرائيلية “12” بعد أيام من إعلان زوال تحالفه: “قاتلنا كالأسود، حتى اللحظة الأخيرة، حتى أصبح الأمر ببساطة مستحيلا”.
ومن المتوقع أن يظل بينيت في منصب رئيس الوزراء المناوب ويكون مسؤولا عن سياسة إيران، حيث تتخذ القوى العالمية خطوات لإحياء المحادثات المتوقفة بشأن برنامج طهران النووي، فيما تعارض “إسرائيل” استعادة اتفاق 2015 الذي منح إيران تخفيفا للعقوبات مقابل فحص برنامجها النووي.
يذكر أن لابيد سيحتفظ بلقب وزير خارجيته أثناء توليه منصب رئيس الوزراء “الإسرائيلي” الرابع عشر.
المصدر: “فرانس برس” + RT