لافروف: نمر بمنعطف تاريخي والمعركة جارية من أجل مستقبل النظام العالمي
أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن تطورات الأحداث الأخيرة حول أوكرانيا تحظى بأهمية قصوى بالنسبة للعالم برمته، واصفا إياها بأنها “معركة من أجل مستقبل النظام العالمي”.
وقال لافروف، في حوار مع قناة RBC الروسية اليوم الأربعاء: “لا يتعلق هذا الأمر بأوكرانيا إطلاقا، أو بالأحرى يخص النظام القانوني في العالم أكثر من أوكرانيا. أحكمت الولايات المتحدة هيمنتها على أوروبا بأكملها. نمر الآن بمنعطف مفصلي في التاريخ المعاصر يعكس المعركة من أجل مستقبل النظام العالمي”.
وأوضح الوزير أن الغرب مقتنع بشكل خاطئ بـ”تفوقه المطلق على الآخرين” وسعى “بناء عالم سيسيطر فيه على كل الأمور دون أي عقاب أو احتجاجات”.
وتابع: “هناك الآن الكثير من الأحاديث عن ضرورة تركيز الضغوط على روسيا لأنها تشكل آخر حر ينبغي تجاوزه قبل الانتقال إلى مواجهة الصين. إنه كلام بسيط لكن فيه حقيقة جوهرية”.
وحمل لافروف دول الغرب المسؤولية عن ابتكار مصطلح “النظام العالمي المبني على قواعد محددة”، مضيفا: “تمت صياغة هذه المبادئ ضمن مجموعة ضيقة بالتزامن مع إنشاء هياكل ضيقة غير رسمية. هناك القانون الإنساني والمفوضية الخاصة بها ضمن الأمم المتحدة، لكن الاتحاد الأوروبي أنشأ شراكة خاصة بنفس المسألة حيث يتبنى قرارات دون مراعة مواقف المجتمع الدولي”.
وأشار لافروف إلى أن شركاء روسيا الغربيين “تجاهلوا بتعجرف” مبادرة الضمانات الأمنية التي تقدمت بها موسكو في ديسمبر الماضي ردا على توسع الناتو في أوروبا على مدى عقدين، مشددا على أن الغرب لم يرغب في حل المسائل الأمنية مع روسيا سلميا.
وتابع: “سألتني لماذا لم يكن من الممكن حل هذه المسألة سلميا، لكننا اقترحنا حلها سلميا على مدى سنين”.
واتهم الوزير الغرب بمحاولة “خفض عقلانية الشعب الأوكراني وتحريضه ضد روسيا”، مشيرا إلى أن واشنطن تلعب دورا رئيسيا في تحديد موقف حكومة كييف في محادثاتها مع موسكو، لكن روسيا “لم تر من قبل الولايات المتحدة اهتماما بتسوية النزاع حول أوكرانيا بأسرع وقت ممكن”.
وأكد لافروف أن سويسرا تقدمت بمبادرة أداء دور الوسيط في المحادثات بين روسيا وأوكرانيا، مشددا على أن موسكو ترفض التوسط من قبل أي دولة انضمت إلى العقوبات المفروضة على موسكو على خلفية عمليتها العسكرية في أوكرانيا.
في الوقت نفسه، لفت لافروف إلى أن موسكو تنظر إيجابا إلى مقترحات إسرائيل وتركيا بشأن التوسط في المحادثات مع كييف.
المصدر: RBC + وكالات