إيران والعراق يوقعان مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون السياحي المشترك

وقعت الجمهورية الإسلامية في إيران وجمهورية العراق مذكرة تفاهم ثنائية لتعزيز التعاون السياحي، تهدف إلى تحقيق تبادل سنوي يصل إلى عشرة ملايين سائح بين البلدين.
وبالتزامن مع “حملة الترويج السياحي” التي أطلقتها إيران في العراق بتاريخ 6 تشرين الاول/اكتوبر، تم توقيع مذكرة تفاهم ثنائية لتطوير التعاون السياحي بين ايران والعراق في بغداد.
وقد وقّع المذكرة كلٌ من رئيس الجمعية المهنية لمكاتب خدمات السفر الجوي والسياحة في إيران، حرمت الله رفيعي، و رئيس الجمعية المهنية لمكاتب السفر والسياحة في العراق، حيدر عامر الدجيلي، وتنص المذكرة على التزام القطاع الخاص في كلا البلدين بإرسال 5 ملايين سائح سنويا الى كل منهما.
وبهذا الخصوص، صرّح رئيس الجمعية المهنية لمكاتب خدمات السفر الجوي والسياحة في إيران، حرمت الله رفيعي، قائلا: “إن جهود القطاع الخاص السياحي في إيران والعراق، باعتباره رائدا لصناعة السياحة في البلدين والمحرك الأساسي لعجلة الاقتصاد السياحي، تستحق التقدير، لا سيما في هذا التفاهم الرامي إلى تطوير التعاون السياحي الثنائي”.
وأشار رفيعي إلى أن تنظيم حملة الترويج السياحي الإيرانية في العراق وتوقيع مذكرة التفاهم الثنائية لتطوير التبادل السياحي بين البلدين سيؤدي إلى تغيير في توجّه الأسواق السياحية المستهدفة من الغرب نحو الدول المجاورة. وأضاف: “بموجب هذه المذكرة، سيصل نصيب القطاع الخاص السياحي في كلا البلدين من السياح الوافدين إلى 50%”.
وشدّد على أنه “وفقا للمذكرة الموقعة مع الجانب العراقي، وبفضل جهود الفاعلين في القطاع الخاص السياحي ودعم حكومتي إيران والعراق، سيتم التوصل إلى اتفاق يقضي بإرسال 5 ملايين سائح من كل دولة إلى الأخرى، ليصل إجمالي عدد السياح المتبادلين سنويا بين البلدين إلى 10 ملايين سائح”.
وأوضح رئيس الجمعية المهنية لمكاتب خدمات السفر الإيرانية أن “مذكرة التعاون بين الجمعيتين المهنيتين لمكاتب السفر في إيران والعراق تم إعدادها عقب اجتماع مشترك مع وزير الثقافة والسياحة والآثار العراقي، احمد الحكاك، ووُقعت اليوم في بغداد”.
وأضاف رفيعي أن “مذكرة التعاون السياحي المشتركة بين إيران والعراق تستند إلى أربعة محاور رئيسية: السياحة الدينية، والسياحة الترفيهية، والسياحة العلاجية، والسياحة الأكاديمية”.
ولفت إلى أن “السياحة الدينية قائمة حاليا بين البلدين، لكنها بحاجة إلى تنظيم مؤسسي، أما السياحة الترفيهية فقد فشل البلدان حتى الآن في استغلال إمكاناتهما فيها بشكل جدّي، وهذه المرة ستُنفَّذ لأول مرة على أرض الواقع”.
وأكمل قائلا: “المحور الثالث هو السياحة العلاجية، حيث تحتل إيران مكانة رائدة في هذا المجال على مستوى المنطقة. ومع ذلك، كان السياح العراقيون يسافرون -دون علمهم بهذه الإمكانات – إلى دول أخرى لتلقي العلاج بتكلفة أعلى بكثير من تكلفته في إيران. أما المحور الرابع فهو السياحة الأكاديمية، التي تم إدراجها بشكل خاص ضمن خطة العمل لتمكين جامعات البلدين من الاستفادة من حضور الطلاب الإيرانيين والعراقيين”.
بدوره أكد رئيس هيئة السياحة العراقية “ناصر غانم مراد”، أن “تطوير السياحة يعد إحدى الأولويات الثلاث للعراق في علاقاته مع دول العالم، بما في ذلك إيران حيث أمر رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، بتعزيز التعاون السياحي مع هذا البلد”.
وشدد رئيس هيئة السياحة العراقية على أهمية تطوير التعاون السياحي بين إيران والعراق؛ مبينا أن التسويق والتواصل الشعبي يعدان من أهم الركائز في تنمية صناعة السياحة بين البلدين.
وأشار إلى، أن “إيران تعد من أبرز الدول استقطابا للسياح في المنطقة، لما تمتلكه من بنى تحتية متطورة وإمكانات كبيرة لاستقبال السياح من مختلف أنحاء العالم”؛ مضيفا، أن “إيران لا تقتصر على السياحة الدينية في المدن المقدسة مثل قم ومشهد، بل تمتلك أيضا مقومات سياحية وتاريخية وثقافية كبيرة تجعلها وجهة متميزة للسياحة الدولية”.
كما أكد، أن “العراق يتمتع بدوره بمقومات سياحية مهمة، ولا سيما في مجال السياحة الدينية، حيث تستقبل مدن كربلاء والنجف ملايين زوار سنويا من إيران وسائر الدول الإسلامية”؛ مبينا أن “البلدين يمتلكان طاقات كبيرة في استقطاب السياح الدينيين بفضل العلاقات التاريخية والدينية المشتركة”.
وأشار مراد، الى أن بلاده تسعى لتوسيع نطاق التعاون السياحي مع إيران وبما يشمل مجالات مختلفة مثل السياحة التراثية والترفيهية والعلاجية والعلمية؛ مؤكدا أن إقامة الفعاليات السياحية المشتركة في مدن البصرة وبغداد وكربلاء المقدسة ستسهم في تنويع مجالات التعاون السياحي بين البلدين.
وتابع : إن اللقاءات الثنائية بين ممثلي القطاعين الخاصين الإيراني والعراقي خلال الفعاليات السياحية الأخيرة، جاءت بدعم من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، الذي يولي اهتماما خاصا بتطوير العلاقات السياحية مع إيران؛ مبينا ان “العراق هيّأ بنية تحتية جيدة للغاية في قطاع السياحة، والتي يمكن أن تكون حجر الزاوية في جذب السياح من إيران والدول الأخرى”.
وختم “مراد” تصريحاته بالقول : ترحب الحكومة العراقية بنشاط مختلف قطاعات صناعة السياحة الإيرانية في العراق، وتستقبل وزارة السياحة والآثار العراقية بكل ترحاب القطاع الخاص والناشطين السياحيين في إيران لتطوير السياحة؛ معربا عن أمله في أن تسفر هذه الجهود عن نتائج ملموسة في تعزيز حركة السياحة بين البلدين.
يشار إلى، أن “حملة الترويج السياحي” التي اطلقتها إيران في العراق، بدات في 6 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري وتستمر حتى التاسع من الشهر نفسه، في مدن البصرة وبغداد وكربلاء، بدعم من جمعية مكاتب خدمات السفر الإيرانية و وزارة التراث الثقافي والسياحة والحرف اليدوية.
وتستهدف هذه الحملة السياحية استقطاب خمسة ملايين سائح عراقي في العام 2026، من خلال التعريف بالمعالم السياحية الإيرانية المتنوعة، وهو ما يعكس الأهمية التي باتت توليها طهران لتنويع مصادرها وتعزيز دبلوماسيتها الإقليمية.
المصدر: موقع العالم