سقوط صواريخ إيرانية في النقب: لماذا لم يتم اعتراضها؟
أطلقت إيران 110 صواريخ بالستية من طراز “عماد” باتجاه كيان الإحتلال مطلع الأسبوع الماضي، واعترضت منظومتا “حيتس – 2″ و”حيتس – 3” قسما منها لكن قسما آخر لم يتم اعتراضه
لا يزال متنزهون “إسرائيليون” يعثرون على مخلفات صواريخ بالستية أطلقتها إيران خلال هجومها على الكيان الصهيوني، في 14 نيسان/أبريل الجاري، في منطقة النقب، رغم مرور عشرة أيام على الهجوم وادعاء المتحدث باسم الجيش “الإسرائيلي” أنه تم اعتراض 99% من الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية.
وبين أسباب عدم اعتراض هذه الصواريخ، أن احتياطي صواريخ منظومتي “حيتس – 2″ و”حيتس – 3” لاعتراض الصواريخ البالستية ومنظومة “مقلاع داود” التي تدعم المنظومتين، “ليس غير محدود”، وفق ما ذكر موقع “واللا” الإلكتروني اليوم، الخميس.
كما أن أسعار صواريخ هاتين المنظومتين مرتفع. فثمن الصاروخ الواحد في “حيتس – 2” مليون دولار تقريبا، وثمن الصاروخ الواحد في “حيتس – 3” حوالي 3 ملايين دولار، “والهدف هو تدمير صاروخ الهدف بأقل ما يمكن من الصواريخ الاعتراضية”، وفقا لـ”واللا”.
وتبين أن الصاروخ البالستي الذي سقط في جنوب فلسطين المحتلة هو من طراز “عماد” الإيراني الصنع، وهو نسخة متطورة عن صاروخ “شهاب 3”.
وأطلقت إيران 110 صواريخ بالستية، مطلع الأسبوع الماضي، وفي كل صاروخ كهذا يوجد رأس حربي متفجر يحمل 750 كيلوغرام من المتفجرات، التي بإمكانها إلحاق ضرر كبير حتى لو أصابت مبان محصنة.
كذلك يشمل هذا الصاروخ الإيراني أجنحة مناورة تسمح له بإصابة دقيقة لهدفه، وكذلك من أجل المناورة وتضليل منظومات الدفاع الجوي التي تحاول اعتراض الصاروخ.
ويصل مدى صاروخ “عماد” إلى حوالي 1700 كيلومتر، واحتمال إخطائه الهدف لا يزيد عن عشرة أمتار، وهذا يعتبر استهداف دقيق في حال كان الهدف مبنى.
ونقل “واللا” عن خبير “إسرائيلي” في البرنامج الصاروخي الإيراني، طال عنبار، قوله إن “الرأس الحربي هو الشحنة التي يحملها الصاروخ، وهدفه هو إدخاله إلى مساره في طريقه نحو الهدف. والمحرك يدفع الصاروخ الذي يحلق نحو إسرائيل بمسار بالستي، بارتفاع يتراوح بين 110 – 140 كيلومتر عن سطح الأرض”.
وأضاف عنبار أنه “في مكان ما فوق غرب إيران، أو فوق العراق، ينفصل الرأس الحربي عن الصاروخ الثقيل الذي يحمله، كي يتمكن من المناورة بسهولة نحو هدفه، ويواصلان مسارهما الذي يبدأ بالانفصال. والرأس الحربي هو القسم الخطير الذي ينبغي اعتراضه، وباقي الصاروخ سيهبط على الأرض في إسرائيل من دون وقود، وطالما أنه يسقط في منطقة غير مأهولة فإنه لا يلحق ضررا”.
وتم تطوير منظومة اعتراض الصواريخ بحيث تتمكن من التمييز بين الرأس الحربي والصاروخ نفسه، من أجل اعتراض في حال رصد سقوطه في منطقة مأهولة.
يشار إلى أن هدف عدد من الصواريخ الإيرانية كانت قاعدة “نيفاطيم” الجوية في النقب. وحسب تقارير “إسرائيلية”، فإن 5 صواريخ كهذه أصابت القاعدة الجوية وألحق أحدها ضررا بطائرة شحن عسكرية من طراز “هيركوليس” وأصاب آخر مدرج تحليق طائرات مقاتلة، بينما سقطت صواريخ أخرى في مناطق غير مأهولة وتعتبر أنها “خردوات”، حسب “واللا”، لكن “الجيش “الإسرائيلي” جمعها من أجل دراسة قدرات العدو”.
المصدر: عرب 48