تحليل إخباري | بعد ظهور عناصرها وسط غزة: القسام غرزت أصبعا في عين الجيش “الإسرائيلي”
المشهد الذي بثته كتائب القسام، أثار سخط “الإسرائيليين”، ونسف رواية جيشهم في الأيام الأخيرة بأنه سيطر على مدينة غزة وقضى على مقاتلي الحركة فيها، حيث بدت المنطقة مناقضة تماما لذلك، إذ خرج مقاتلو القسّام بعتادهم العسكري وبدوا مسيطرين على المكان.
ظهور عناصر كتائب القسام بكامل لباسهم وعتادهم العسكري في ميدان فلسطين وسط مدينة غزة، الواقعة في شمال القطاع، أصاب “الإسرائيليين” بالصدمة والذهول ونسف رواية جيشهم حول السيطرة على شمال القطاع، والاستعداد للانتقال إلى المرحلة التالية من الحرب في الجنوب.
بعد 50 يوما قام خلالها هذا الجيش الأقوى في الشرق الأوسط والأكثر فتكا في العالم، بإلقاء 40 ألف طن من المتفجرات، سقطت غالبيتها على شمال القطاع ودمرت 60% من بيوته ومبانيه وبنيته التحتية وقتلت وجرحت عشرات الآلاف من سكانه وتسببت بتهجير غالبيتهم، بعد كل ذلك طلعت عناصر كتائب القسام محاطة بجماهيرها وحاضنتها الشعبية لتؤكد أنها ما زالت بكامل عنفوانها وما زالت تمسك بزمام الأمور في الميدان، على امتداد مساحة القطاع في الجنوب والوسط والشمال، موجهة صفعة أخرى لنتنياهو وغالانت وغانتس وقيادة جيشهم وجنرالاته.
وعنون موقع “واللا” “الإسرائيلي” شريط الفيديو الذي بثته حركة حماس لعملية تسليم الأسرى وسط غزة، في صفحته على الشبكة بأنه “أصبع في عين الجيش “الإسرائيلي”، يثبت من هو “صاحب البيت” الحقيقي في غزة، وفي التفاصيل، كتب المراسل العسكري للموقع، أمير بوحبوط أنه “تحت أنظار مئات المؤيدين ووسط صيحات النصر جرى أمس تحرير “المختطفين” في إطار الدفعة الثالثة، بجانب ‘نصب المقاومة‘ في مدينة غزة، حيث يظهر تمثال قبضة اليد التي تمسك بميداليات أسماء الجنديين هدار غولدين وأورون شاؤول اللذين تحتجز جثتيهما في غزة منذ عام 2014″.
وأشار الموقع إلى مشهد سيارة “التويوتا” البيضاء التي تنتصب فوقها الرشاشات ويعتليها عناصر حماس المسلحين، مستذكرا أنها من طراز السيارات المعروفة من عملية السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، التي استقلها مقاتلو حماس لدى دخولهم إلى “إسرائيل”، وتساءل إذا ما كانت “إسرائيل” تسيطر حقا على شمال قطاع غزة.
وفي وقت سابق، كان الموقع قد نشر شهادات لجنود الجيش “الإسرائيلي” يتحدثون خلالها عن مشاهدتهم لعناصر من حماس وهم يخرجون من بين أنقاض المنازل المهدمة ويقومون بكسر عصي الإعلام “الإسرائيلية” وتمزيقها، وهو ما يشير إلى مدى سيطرة حماس في هذه المواقع، على حد تعبير “واللا”.
ونقل الموقع على لسان الجنود قولهم: “الآن فقط ندرك كم من مقاتلي حماس بقي في المواقع التي ظننا أننا نحتلها، وكم من المهام تنتظر الجيش “الإسرائيلي” في المساحة الجغرافية للمناورة العسكرية البرية”.
وتعليقا على رمزية ما حدث في ميدان فلسطين وسط مدينة غزة ومن ظهور عسكري لعناصر القسام، كتب مدير مركز السياسات اليهودي، بروفيسور يديديا شتيرن، في مقال نشره موقع “واينت” أنه “في المواجهة بين إسرائيل، القوة الأقليمية العظمى مدنيا وعسكريا، مقابل حماس، الأضعف من بين أعدائنا وبعد 50 يوما من يوم السبت المخيف، والتي تجند خلالها ‘العضل‘ “الإسرائيلي” بتصميم كبير، الجنود وأبناء عائلاتهم الذين أثبتوا استعدادا لمواصلة المهمة حتى الحسم، وذلك إلى جانب القوة الأعظم في العالم التي تؤيدنا بشكل غير مسبوق، ورغم تمكننا من احتلال أكثر من نصف وجه الأرض في قطاع غزة وتدميرها، ما زالت حماس ليس أنها لم تنكسر فقط بل هي تتحكم بسردية الحرب أيضا”.
شتيرن، الذي يصف قضية “الرهائن” “الإسرائيليين” بـ”كعب أخيل” “الإسرائيلي” ويحاول أن يعلل بواسطتها قضية الضعف “الإسرائيلي”، يعترف بفشل الجيش “الإسرائيلي” في تحقيق أهدافه رغم الحشد والاستعداد والدعم والوقت الذي أتيح له لهذا الغرض، ما اضطره إلى الموافقة على هدنة تشمل إبرام صفقة تبادل “أسرى” مع حماس، تيسر خلالها ظهور كتائبها المسلحة مثلما ظهرت متماسكة ومتعافية وتملك ناصية السيطرة حتى في المواقع التي يدّعي الجيش “الإسرائيلي” احتلالها.
المصدر: عرب 48