طوفان الأقصى في اليوم الخامس، العدو لم يحقق انجازاً عسكرياً، وغزة تواجه جنونه وحصاره الوحشي
يمضي كيان العدو الاسرائيلي قدماً في سياسة الجنون. جنونُ من تلقى صفعة تاريخية ولا زال يواجه تداعياتها. جنون المستميت لتحصيل أوراق قوة ترمم بعضاً من الردع المهشم، “الذي لن يرمم”.
في اليوم الخامس بعد “طوفان الأقصى”، العدو الاسرائيلي متخبط، وهذا ليس مبالغة. ما الذي حققه الأخير حتى اللحظة؟ أعلن استعادة السيطرة على غلاف غزة؟ ربما إلى حد ما، لكنه مما لا شك فيه لا زال يواجه تسللاً للمقاومين بين الحين والآخر، بل إن المقاومة أعلنت أنها لا زالت قادرة على استبدال عناصرها في الغلاف تحديداً على محاور زيكيم، عسقلان وغيرها، وهذا ما تؤكده أخبار الاشتباكات المتواصلة في تلك المنطقة.
ما الذي حققه العدو؟ استهداف جنوني للمدنيين في قطاع غزة، وما الانجاز العسكري في ذلك، في وقت لا تزال صواريخ المقاومة تنهمر على كل حدب وصوب وبالوتيرة نفسها، والتي ارست معادلة “التهجير بالتهجير” من قبل المقاومة، مع ترقب المزيد من المفاجآت أو بالأحرى أوراق القوة في معركة لا يبدو أنها ستنتهي قريباً.
المنطق يقول إنه بغض النظر عما يخطط له العدو، الذي يعدّ العدة لتشكيل حكومة طوارئ عقب اتفاق بين نتنياهو وغانتس، كخيار الأرض المحروقة أو العملية البرية الواسعة، في ظل حصار قاس للقطاع، وبغض النظر عن التغطية والدعم الأميركي والغربي، أكدت مصادر حضور عسكري أميركي مباشر في إدارة العمليات على الأرض، فإنه لا عودة إلى ما قبل السابع من تشرين الأول/اكتوبر.
لا شيء يمحو ما حدث من ذاكرة المنتصر ولا من ذاكرة المهزوم وعلى هذه المعادلة سيبنى الكثير الكثير مما تحمله الفترة المقبلة من أحداث وتطورات على صعيد مسار الصراع الاسرائيلي الفلسطيني أو ما هو أوسع من ذلك.
ما هي أهم تطورات اليوم الخامس بعد الطوفان إن كان لجهة المعركة القائمة بين المقاومة الفلسطينية والعدو، أو لجهة العدوان الوحشي الذي يشنّه الأخير ضد المدنيين العزّل في غزة؟
تطورات الميدان
كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أعلنت في ما أسمته “البلاغ رقم 7” تمكنها مساء أمس وصباح اليوم من “القيام باستبدال للمقاتلين في محور “زيكيم”-عسقلان ومحور “صوفا” ومحاور أخرى”، مضيفة أن مجاهديها “يخوضون في هذه الأثناء اشتباكاتٍ عنيفة في منطقة “صوفا””.
وقالت كتائب القسام إنها قصفت مطار بن غوريون بالصواريخ رداً على استهداف المدنيين. وفي السياق، قالت مصادر إعلامية إن انفجارات وقعت في تل أبيب، مشيرةً إلى إصابة مباشرة في أحد المباني بضاحية ريشون لتسيون.
وأكدت بيانات ملاحية تعذر هبوط طائرات بمطار بن غوريون بعد ضربات صاروخية من غزة.
من جهتها، أعلنت هيئة البث الإسرائيلية تعليق الرحلات المغادرة من مطار بن غوريون بعد قصف استهدف المنطقة. ويأتي ذلك في وقت سبق أن أطلق فيه العدو تحذيرات من “اختراق طائرة مسيرة من القطاع أجواء نير عوز جنوبي غلاف غزة”.
كما انطلقت دفعات صاروخية جديدة من قطاع غزة تجاه مدينة عسقلان، أصيب على إثرها إسرائيليان بجروح، في وقت قال فيه المتحدث باسم جيش العدو الإسرائيلي إن قطاع غزة “منطقة عسكرية مغلقة والدخول إليها محظور تماماً، ويشكل خطراً أمنياً جسيماً”.
من جهتها، قالت كتائب القسام إنها استهدفت مسيرة إسرائيلية من نوع هيرمز في سماء المحافظة الوسطى بـ3 صواريخ “متبر1”.
وفي وقت سابق، دوّت صفارات الإنذار في مستوطنات سديروت وزيكيم وإيبيم وإيريز في غلاف غزة.
وذكرت وسائل إعلام العدو أن الصواريخ التي أطلقتها المقاومة من قطاع غزة، أدت إلى 4 إصابات مباشرة في المباني بسديروت. كما أفادت القناة 13 الإسرائيلية بتضرر 5 أبنية، وعدد من المركبات.
هذا وبثّت كتائب عز الدين القسام مشاهد من اقتحام مقاتليها موقع عين هبشور العسكري الإسرائيلي ضمن معركة طوفان الأقصى.
وفي تطور لافت ايضاً، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن مقاتلي حماس وصلوا الليلة الماضية إلى عسقلان عبر البحر دون أن يلاحظهم جيش الاحتلال.
من جهته، نشر الأخير صوراً لوصول أول طائرة تحمل ذخيرة أميركية متقدمة، قائلاً إنها “ستسمح بتنفيذ ضربات كبيرة”.
وزعم الجيش أنه قصف أكثر من 80 هدفاً في بيت حانون.
أما لجهة خسائر الطوفان، التي لا زال العدو يقوم باحصائها، فقد قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية إن 350 إسرائيلياً أبلغت عائلاتهم عن فقدانهم منذ بدء الحرب.
وأفادت إذاعة الجيش بنشر قائمة جديدة لقتلى قوات الاحتلال تضم أسماء 14 ضابطاً وجندياً سقطوا منذ بدء المواجهات، ليرتفع العدد المعلن لقتلى الجيش منذ بدء عملية “طوفان الأقصى” إلى 169 ضابطاً وجندياً.
أما الرقم الإجمالي لعدد القتلى، وكحصيلة غير نهائية، فقد بلغ 1200، بحسب اعلام العدو. وسجلت وزارة الصحة الإسرائيلية أكثر من 3 آلاف مصاب في المستشفيات بينهم 28 في حالة حرجة و345 في حالة خطيرة.
وكثف جيش الاحتلال غاراته على القطاع لليوم الخامس على التوالي مخلفاً حتى الآن 1055 شهيداً و5184 جريحاً. وكشفت وزارة الصحة الفلسطينية أن نحو 60% من الإصابات هي من الأطفال والنساء.
المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي عبير عطيفة دعت إلى فتح ممرات إنسانية لإدخال المساعدات وتسهيل دخول الإمدادات الغذائية إلى غزة، معربة عن القلق الكبير من الوضع الإنساني، مؤكدة أن “المواد الغذائية في مخازن البرنامج بقطاع غزة ستنفد يومين أو ثلاثة”.
وانقطع التيار الكهربائي عن عموم القطاع بعد توقف محطة توليد الكهرباء عن العمل. وكان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة قد قال إن شركة توليد الكهرباء مهددة بالتوقف خلال ساعات جراء نفاد الوقود. ووجّه المكتب نداء استغاثة عاجلاً للمجتمع الدولي ومنظماته الإنسانية بضرورة التحرك السريع لإيقاف ما الجريمة ضد الإنسانية.
من جهتها، دعت حركة حماس الأمة العربية والإسلامية والمجتمع الدولي لإلزام الاحتلال بفتح المعابر لتزويد قطاع غزة باحتياجاته.
من جهة ثانية، قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن 3 مسعفين استشهدوا شمالي غزة بعد استهداف العدو سيارة إسعاف بشكل مباشر. المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة قال إن قوات الاحتلال تتعمد استهداف الطواقم الطبية والمؤسسات الصحية وسيارات الإسعاف.
وأضاف المصدر ذاته أن الطواقم الطبية تعمل في ظروف خطرة، وطالب الجهات الدولية بخطوات فاعلة لحمايتها.
المدفعية الإسرائيلية قصفت بكثافة مناطق شرق خان يونس جنوبي قطاع غزة. وشُنّت غارات على مناطق في شرق حي التفاح بمدينة غزة.
وقال جيش العدو، صباح اليوم الأربعاء، إن عشرات المقاتلات هاجمت أكثر من 200 هدف في حي الفرقان شمالي قطاع غزة. كما قصفت طائرات حربية الجامعة الإسلامية في مدينة غزة. كما تجددت الغارات العنيفة على المناطق الشرقية لمخيم جباليا شمال القطاع.
المصدر: موقع المنار