الطوفان في يومه الثاني… المقاومة تمسك بزمام الميدان وتعلن استمرار المعركة
إنه الصباح مجدداً. صباح المقاومة في فلسطين. لا صوت يعلو على صوت رصاص مجاهديها. هم أسياد الميدان الآن، أصحاب الطلقة الأولى والأخيرة.لا وقت ولا مكان للمساومة رغم كل الأصوات الداعية إلى ذلك. المعركة مستمرة والمفاجآت كثيرة حتى تحقيق النصر الكبير. أما العدو فقد أقرّ واعترف على لسان المتحدث باسم جيشه “عشنا أوقاتاً عصيبة في الساعات الـ24 الماضية، الحرب قاسية وأمامنا أيامٌ قاسية أخرى”.
في المقابل، أعلن المتحدث باسم كتائب القسام أبو عبيدة أنهم تمكنوا في الساعات الماضية من استبدال بعض القوات بمواقع القتال بقوات أخرى، مضيفاً أن الكتائب قامت بإسناد المقاومين في سديروت من خلال قصفها بمئة صاروخ، مؤكداً استمرار عملية “طوفان الأقصى”. وقال أبو عبيدة “لا يزال مجاهدونا يخوضون اشتباكات ضارية وبطولية ويواصلون القتال على محاور عدة”.
مسيرات انتحارية
وفي اليوم الثاني من “طوفان الأقصى”، نشرت كتائب عز الدين القسام، (الجناح العسكري لحركة حماس)، مشاهد لإطلاق مسيرات انتحارية تجاه قوات الاحتلال الإسرائيلي.
“قاعدة رعيم”
هذا وأعلنت كتائب القسام، السيطرة على قاعدة “رعيم” العسكرية، مقر قيادة فرقة غزة الإسرائيلية، خلال اليوم الأول من المعركة، قائلةً إن مقاتليها نفذوا المهمة ثم عادوا إلى قطاع غزة.
وأطلقت كتائب القسام، عملية “طوفان الأقصى” فجر السبت، ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، رداً على الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى. وأطلقت فصائل المقاومة آلاف الصواريخ تجاه بلدات ومدن الاحتلال، أعقبها اختراق للحدود واشتباكات مسلحة مع قوات الاحتلال في مستوطنات غلاف غزة. العملية البطولية ادّت حتى الآن إلى مقتل 350 إسرائيلياً وجرح 1864، في حين أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأحد عن أسماء القتلى من قادة ألويته وكتائبه برصاص المقاومة.
وقالت إذاعة جيش الاحتلال “سمح بالنشر.. من بين القتلى في صفوف الجيش بغلاف غزة: قائد لواء الناحال، قائد كتيبة الاتصالات، نائب قائد وحدة ماجلان، قائد سرية وقائد فصيل في قيادة الجبهة الداخلية”، وأضافت القناة “الجيش الإسرائيلي ينشر أسماء 30 جنديًا وضابطًا إسرائيليًا قتلوا برصاص المقاومين الفلسطينيين بغلاف غزة”.
عدد الأسرى خلال ساعات
وزفّت القسام في بيانها “بشرى لأسرانا وشعبنا”، بأنها ستكشف عن عدد الأسرى الإسرائيليين المعتقلين لديها خلال ساعات، والذين تمكنت من أسرهم خلال اليوم الأول من المعركة. يأتي ذلك بعد أن تحدث اعلام العدو عن أسر حماس 100 إسرائيلي منذ بدء الهجوم، مشيرة إلى أنه “لا يمكن حصر” أعداد القتلى والجرحى حتى الآن. جاء ذلك في وقت أفادت فيه صحيفة “جيروزالم بوست” بأن التقديرات غير الرسمية تشير إلى أن نحو 750 إسرائيلياً لا يزالون في عداد المفقودين.
وفي السياق، كشف المفوض العام للشرطة الإسرائيلية فقدان عدد من أفراد الشرطة وانقطاع الاتصال بهم، قائلاً إن مصيرهم مجهول.
تطورات الميدان
في السياق ذاته، أعلنت القسام “توجيه ضربةً صاروخيةً كبيرة لمغتصبة سديروت بـ 100 صاروخ رداً على استهداف البيوت الآمنة”.
وقالت بلدية سديروت إن 6 أشخاص أصيبوا إصابات مباشرة في مبان بالمدينة نتيجة الصواريخ التي أطلقت من القطاع. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بمقتل 15 إسرائيليا على يد مسلحين توغلوا في منطقة مفكيم جنوب عسقلان، بينما اختطفت المقاومة سيارة شمال عسقلان. وأفادت مصادر رسمية إسرائيلية بمقتل 3 مسلحين كانوا داخل السيارة المخطوفة قرب عسقلان. وأفادت المصادر بإطلاق نار من مركبة على مفترق عسقلان وانسحاب المنفذين شمالاً، قائلة إن قوات الجيش الإسرائيلي تطاردهم. كما استولى مسلحون فلسطينيون على سيارة ركاب على مفرق مفكيعيم بغلاف غزة، باعتراف مصادر العدو التي لفتت إلى أنه “تجري مطاردتهم”.
وفي عسقلان ايضاً، قالت كتائب القسام إن مقاتلي كوماندوز تابعين لها نفذوا عملية ناجحة بـ 5 زوارق على شواطئ المنطقة وسيطروا على مواقع. وأضافت القسام إن مقاتلي الكوماندوز كبدوا العدو خسائر بالأرواح وعدد منهم يواصل القتال.
في سياق آخر، أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام تمكن مقاتليها من الإجهاز على مارتن كوزميتزاك، قائد سرية في مديرية تنسيق عمليات فرض القانون في جيش الاحتلال الإسرئيلي.
من جهة ثانية أعلنت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي أن قوات العدو قتلت إسرائيلياً في عسقلان أمس نتيجة خطأ في تحديد هويته.
وفي وقت تعجز فيه قوات الاحتلال حتى اللحظة على استعادة السيطرة في مستوطنات الغلاف، إذ تتواصل الاشتباكات بين جيش الاحتلال ومقاومين فلسطينيين في مستوطنات بينها كيسوفيم وكفار عزة، إضافة إلى موقع ناحل عوز، قال المتحدث باسم الجيش إن “مناطق غلاف غزة تعيش أوضاعاً خطيرة”، مضيفاً “سنعمل على إجلاء السكان لمواصلة القتال”. وجاء ذلك ايضاً في وقت قالت فيه كتائب القسام إنها تمكنت “الليلة وفجر اليوم من التسلل لعدد من مواقع الاشتباك لمد مجاهدينا بالقوات والعتاد”.
المقاومة أعلنت كذلك أن مقاتليها “لا يزالون يخوضون اشتباكات ضارية في عدة مواقع داخل الأراضي المحتلة”، مضيفة أن مفارز المدفعية تقوم بإسناد المقاتلين بالقذائف الصاروخية في أوفاكيم وسديروت وياد مردخاي وغيرها. وأفاد مراسل القناة 14 الإسرائيلية بحدوث تبادل إطلاق النار في مستوطنة “ياد” بغلاف غزة بين قوات الأمن والمقاومين.
وقال المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية إنه “لا يزال هناك مسلحون يتجولون في بعض المناطق الجنوبية ويختبئون فيها”، مضيفاً أن عمليات التفتيش مستمرة في منازل ومبان مجاورة لمركز الشرطة في مستوطنة سديروت.
وذكرت الشرطة الإسرائيلية أن مسلحين فلسطينيين ما زالوا داخل الحدود، وأن “الإعلان عن القضاء عليهم ما زال بعيداً”. كما ذكرت وسائل إعلام العدو أن قائد الشرطة حذر من وقوع عمليات في جميع أنحاء الكيان.
إلى ذلك، درات اشتباكات عنيفة بين مسلحين وجنود إسرائيليين في كيبوتس ماغين شرق غزة، حيث استعان الجيش الإسرائيلي بالمدفعية. وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إن السلطات الإسرائيلية أعطت تعليمات للسكان في مستوطنة أوفاكيم بالبقاء داخل المنازل “بسبب مخاوف من تسلل مسلحين”. وقالت وسائل إعلام العدو إن تبادلا لإطلاق نار جرى بين جيش الاحتلال ومسلحين بمستوطنة ماغن بغلاف غزة، إضافة إلى اعلان مصادر رسمية إسرائيلية “استنفارا أمنيا كبيرا في مفترق الطرق الرئيسي بالقرب من معبر إيريز”.
إلغاء عشرات الرحلات الجوية
وألغت شركات طيران عدة عشرات الرحلات إلى تل أبيب في نهاية هذا الأسبوع في أعقاب العملية العسكرية للمقاومة. ومن بين هذه الشركات التي أوقفت رحلاتها إلى مطار بن غوريون، لوفتهانزا وطيران الإمارات و”راين إير” وخطوط إيجه الجوية وشركات أميركية والخطوط الجوية الفرنسية.
المصدر: موقع المنار