معارك في قره باغ بجميع نقاط التماس، ودعوة لاجتماع بمجلس الأمن
اندلعت اشتباكات عنيفة بين القوات الأرمينية والأذربيجانية في جميع نقاط التماس بإقليم ناغورني قره باغ، في وقت طلبت فرنسا عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي لبحث الموقف.
ودعت السلطات الأرمينية في قره باغ المدنيين للبقاء في الملاجئ ومراكز الإيواء.
وجاءت الاشتباكات بعيد إعلان أذربيجان -اليوم الثلاثاء- أنها أطلقت “عمليات لمكافحة الإرهاب” تستهدف القوات الأرمينية في ناغورني قره باغ، بينما نفت أرمينيا وجود قوات تابعة لها في الإقليم وطالبت المجتمع الدولي بالتحرك لوقف ما وصفته بـ”عدوان” باكو.
وأعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية تدمير عدد من نقاط إطلاق النار التابعة للقوات الأرمينية في قره باغ.
وقالت الوزارة -في بيان- إن قواتها وجهت ضربات بأسلحة دقيقة ضد القوات والمواقع العسكرية الأرمينية، مشيرة إلى أن الهدف من هذه العملية هو إخراج التشكيلات المسلحة من “أراضي أذربيجان” وتدمير البنية التحتية العسكرية الأرمينية في الإقليم.
وأضافت أن العملية تهدف أيضا لإنهاء “استفزازات” أرمينيا وتأمين الحماية للعائدين إلى “المناطق المحررة”، وفقا للبيان.
من جهته، قال مساعد الرئيس الأذربيجاني إن بلاده تسعى لإزالة البنية العسكرية “غير الشرعية” في قره باغ.
وأضاف أن التحدي الأكبر هو وجود عشرات آلاف المسلحين وقوات أرمينية في الإقليم. وتطالب باكو بحل السلطات الانفصالية الأرمينية في قره باغ.
هجوم واسع النطاق
في المقابل، قالت وزارة الخارجية الأرمينية إن أذربيجان تشن “عدوانا واسع النطاق” في إقليم قره باغ، ودعت مجلس الأمن الدولي وقوات حفظ السلام الروسية للتحرك لوقف القوات الأذربيجانية.
كما نقلت وكالة إنترفاكس عن رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان قوله -اليوم الثلاثاء- إن قوات أذربيجان تحاول السيطرة على المراكز السكانية في قرة باغ.
وأضاف باشينيان أنه على اتصال بقادة الانفصاليين في قره باغ ويتوقع أن تتحرك قوات حفظ السلام الروسية من أجل استعادة الاستقرار.
ونفت يريفان اليوم وجود قوات تابعة لها في الإقليم، وقالت وزارة الدفاع -في بيان نشرته عبر تليغرام- “أعلنت وزارة الدفاع الأرمينية مرارا، وتعلن مجددا، أن أرمينيا ليست لديها قوات في ناغورني قره باغ”.
وأعلن الانفصاليون في قره باغ مقتل مدنيين وإصابة 11 شخصا في الهجمات التي تشنها القوات الأذربيجانية.
الموقف الروسي
وأعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أن الجيش الروسي على اتصال مباشر بالجانبين الأرمني والأذري، على أعلى المستويات.
وأضاف بيسكوف في إفادة صحفية، اليوم الثلاثاء:” تجري الاتصالات الآن في المقام الأول من خلال جيشنا والإدارات الأخرى، كما يجري تنسيق الاتصالات على أعلى المستويات”.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت روسيا تخطط لإجراء مزيد من الاتصالات مع الجانبين خلال الساعات المقبلة، أجاب بيسكوف أنه “بمجرد التوصل إلى اتفاقات نهائية سنبلغكم على الفور، بما في ذلك الاتصالات المحتملة على أعلى مستويات”.
وأكدت موسكو أنها تلقت تنبيها من باكو “قبل دقائق” من انطلاق العملية الأذربيجانية في قره باغ.
وقالت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا عبر تليغرام “تنتشر أنباء في وسائل الإعلام مفادها أن الجانب الأذربيجاني نبّه قوات حفظ السلام الروسية مسبقا… ذلك لا يتوافق مع الواقع، تبلّغ الجانب الروسي بالمعلومة قبل دقائق من بدء العملية”.
دعوة فرنسية لإنعقاد مجلس الأمن
من ناحية أخرى، دعت فرنسا إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي لبحث التطورات في قره باغ.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية -في بيان- إنه لا مسوغ للعملية العسكرية الأذربيجانية، وإنها تعمل مع شركائها للإعداد “لرد قوي” على هذا “الهجوم غير المقبول”.
في الوقت نفسه، استنكر الاتحاد الأوروبي التصعيد العسكري في قره باغ، وأعرب عن أسفه على الخسائر البشرية، داعيا أذربيجان لوقف التصعيد.