خبير بيئي يحذر من “خطر كبير” تنتظره مدينة درنة الليبية
قال المختص في الإدارة البيئية، مراد معزب، إن عدد الجثث والضحايا التي تم دفنها في مدينة درنة شرقي ليبيا تمثل عددا بسيطا مقابل المفقودين الذي لا يزالون تحت الأنقاض وفي البحر.
وأوضح أن عدد سكان مدينة درنة نحو 170 ألف نسمة، وعندما حصل الإعصار ضرب وسط المدينة التي تتركز فيها الكثافة السكانية، ما يعني أن أعداد الضحايا قابلة للزيادة بشكل كبير.
وأشار إلى أن البحر يشهد تغيرا في التيارات تجاه الشرق، وأغلب الضحايا يتم انتشالهم على بعد 65 كيلومترا شرقًا، وبالتحديد في مناطق مرزم وخليج البومبا وعين غزالة.
وأكد أن أعداد الضحايا تتزايد وأن الجثث أخذت في التحلل، مبينا أن أغلب المتطوعين يتعاملون مع الجثث بشكل مباشر دون وجود لوسائل مكافحة العدوى أو الوقاية من الأمراض، بحكم أن الجثث انتفخت وبالتالي فإن المخاطر كبيرة من انتقال أمراض جراء السوائل المنبعثة من الجثث.
وحذر معزب من “الخطر الأكبر” على المدينة وهو المياه الجوفية التي يعتمد عليها السكان بشكل رئيسي في حياتهم اليومية، وعندما ضرب الإعصار المدينة اختلطت مياه الشرب بالصرف الصحي، ما يشي بخطر محدق وهو احتمالية الإصابة بوباء الكوليرا، بالإضافة إلى الكبد الوبائي A.
وحث الخبير البيئي الجهات المختصة على المضي قدما في عمل حظر كامل على تحرك المواطنين وعدم دخول الجهات غير المختصة إلى مواقع العمل في المناطق المنكوبة لتدارك الموقف قبل حدوث كارثة جديدة.
ولفت معزب إلى وجود حالة من التخبط تشهدها درنة، نظرا لوضع أسر الضحايا، الذين يستمرون في البحث عن ذويهم المفقودين، ما يربك فرق الإنقاذ الدولية والمحلية، مشيرا إلى أن مقبرة مرتوبة التي تبعد عن مدينة درنة 20 كيلو متر استقبلت لوحدها نحو 860 جثمانا.
كما شدد المختص في الإدارة البيئية على ضرورة توفير أجهزة مختصة في البحث والكشف عن المفقودين والضحايا سواء تحت الأنقاض أو في البحر، مشيرا إلى أن الأمل ما زال موجودا في العثور على أحياء حتى مع مرور أيام.
وفي وقت سابق، طالبت منظمة الصحة العالمية ومنظمات الإغاثة السلطات في ليبيا، اليوم الجمعة، بوقف دفن ضحايا الفيضانات في مقابر جماعية، وذلك استنادا إلى تقرير صادر عن الأمم المتحدة يفيد بأن أكثر من ألف شخص قد دفنوا بهذه الطريقة حتى الآن عقب وقوع الكارثة.
وجاء في بيان مشترك صادر عن كازونوبو كوجيما، المسؤول الطبي للسلامة البيولوجية والأمن البيولوجي في برنامج الطوارئ الصحية التابع لمنظمة الصحة العالمية، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، أنه يجب على السلطات في المناطق المتأثرة بالكارثة أن لا تستعجل في عمليات الدفن الجماعي أو حرق الجثث بشكل جماعي.
المصدر: سبوتنيك