هدوء حذر بالجبهات.. الدفاع السودانية تستنفر متقاعدي الجيش وكل القادرين على حمل السلاح ردا على تجاوزات الدعم السريع
دعت وزارة الدفاع السودانية، اليوم الجمعة، متقاعدي القوات المسلحة و”كل القادرين على حمل السلاح” للتوجه إلى أقرب قيادة عسكرية لتسليحهم تأمينا لأنفسهم وذويهم، وذلك ردا على تجاوزات قوات الدعم السريع ضد المدنيين ومتقاعدي الجيش وما وصفته بـ”إذلال رموز الدولة”.
يأتي ذلك فيما يسود هدوء حذر جبهات القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم، بعد يوم من الاشتباكات وصفت بأنها الأعنف خلال هدنة الأيام السبعة التي توصل لها الطرفان بوساطة سعودية أميركية في 20 مايو/أيار الجاري.
وقال وزير الدفاع السوداني ياسين إبراهيم ياسين -في بيان للوزارة- “نهيب بكل متقاعدي القوات المسلحة من ضباط وضباط صف وجنود وكل القادرين على حمل السلاح التوجه إلى أقرب قيادة عسكرية لتسليحهم تأمينا لأنفسهم وحرماتهم وجيرانهم وحماية لأعراضهم والعمل وفق خطط هذه المناطق”.
وأضاف أن هذا النداء جاء بعد “أن تمادت قوات التمرد في إذلال رموز الدولة من الأدباء والصحفيين والقضاة والأطباء، وأسر ومطاردة والقبض على متقاعدي القوات النظامية”.
كما اتهم قوات الدعم السريع باتخاذ المدنيين دروعا بشرية، قائلا إن “التمرد قد كسرت شوكته ولاذ بالمستشفيات والمرافق الخدمية واعتمد المواطنين دروعا بشرية، وهي (قواته) الآن تجوب بين الأزقة والحواري في الأحياء السكنية”.
ويسود هدوء حذر جبهات القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في الخرطوم بعد يوم من الاشتباكات “العنيفة” رغم إعلان هدنة لـ7 أيام إثر مفاوضات جرت السبت الماضي بجدة السعودية، بعد معارك ضارية منذ 5 أسابيع بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وشهدت أيضا ولايات جنوب وغرب دارفور وشمال كردفان غربي البلاد، هدوءا مماثلا.
وفي الأحياء القريبة من مناطق القتال، خلت الشوارع من الحركة، بينما تدافع الناس في مناطق أخرى للاستفادة من الهدنة لشراء احتياجاتهم؛ فيما حاول بعض التجار نقل بضائعهم إلى أماكن أكثر أمنا.
وكانت السفارة الأميركية في الخرطوم قد أعلنت في وقت سابق اليوم الجمعة، -في بيان مشترك- إن كلا من السعودية والولايات المتحدة لاحظتا تحسنا في احترام اتفاق وقف إطلاق نار قصير الأمد والترتيبات الإنسانية.
وأوضح البيان أنه رغم تسجيل استعمال الطيران الحربي ووقوع إطلاق نار متفرق في الخرطوم، فإن الوضع تحسّن.
وأضاف أن خروق وقف إطلاق النار عرّضت المدنيين للخطر، وعرقلت المساعدة الإنسانية، وحالت دون استعادة الخدمات الأساسية، وقوّضت الأهداف الرئيسة لوقف إطلاق النار.
وحذّر البيان المشترك بين أميركا والسعودية الأطرافَ السودانية من خرق إضافي لوقف إطلاق النار، مطالبا باحترامه.
كما دعا الأطراف السودانية إلى الالتزام بتعهداتها لحماية المدنيين واتخاذ الخطوات الضرورية لإيصال المساعدات الإنسانية واستعادة الخدمات الأساسية.
قلق أممي
بدورها، أبدت مبعوثة الأمم المتحدة الخاصة إلى القرن الأفريقي حنّا تيتيه قلقها تجاه التطورات في السودان، وكتبت على حسابها في تويتر أمس الخميس “التطورات في السودان مقلقة، تم التوقيع على اتفاق لوقف إطلاق النار.. ومع ذلك لا يزال القتال مستمرا”.
وأضافت “هذا غير مقبول ويجب أن يتوقف.. يجب أن يكون الناس قادرين على عيش حياتهم في سلام”.
كما قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر أمس “لا نزال نشهد انتهاكات لوقف إطلاق النار”، وخصوصا في الخرطوم ودارفور.
وأضاف “نمارس ضغطا على الطرفين في شأن هذه الانتهاكات”، مؤكدا أن الولايات المتحدة تحتفظ بحقها في فرض عقوبات “عند الضرورة”، لكنه لم يتحدث عن جدول زمني أو عن الأفراد الذين قد تستهدفهم هذه العقوبات.
يشار إلى أن النزاع المتواصل في السودان منذ 15 أبريل/نيسان الماضي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أسفر عن مقتل المئات ونزوح أكثر من مليون شخص داخليا وفرار أكثر من 300 ألف شخص إلى الدول المجاورة.
وحسب بيانات موقع النزاعات المسلحة ووقائعها “إيه سي إل إي دي” (ACLED)، فقد بلغت حصيلة القتلى منذ اندلاع النزاع 1800 شخص، سقط معظمهم في الخرطوم وفي الجنينة عاصمة غرب دارفور.