ترحيب تركي وعربي ودولي بالاتفاق السعودي-الإيراني بشأن استئناف العلاقات
رحبت تركيا ودول ومنظمات عربية وإسلامية الجمعة بالاتفاق السعودي-الإيراني على استئناف العلاقات الدبلوماسية بعد انقطاعها منذ 2016 إثر خلافات، وإعادة فتح السفارات في غضون شهرين، وذلك عقب مباحثات برعاية صينية في بكين.
رحبت وزارة الخارجية التركية في بيان بالاتفاق السعودي-الإيراني على استئناف العلاقات الدبلوماسية. وهنأت السعودية وإيران بـ”هذه الخطوة المهمة التي اتخذها البلدان”، معربة عن ثقتها بأن “التقدم في العلاقات بين البلدين سيسهم بشكل كبير في استقرار المنطقة وازدهارها”.
كما عبّر وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو خلال اتصال هاتفي مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان عن ترحيب بلاده بالاتفاق، وفق وكالة الأنباء السعودية.
من جهته قال الوزير ابن فرحان مساء الجمعة إن إبرام بلاده اتفاقية لاستئناف العلاقات مع إيران “تفضيل للحل السياسي والحوار”.
جاء ذلك في تغريدة للوزير تعليقاً على إعلان التوصل إلى اتفاق سعودي-إيراني برعاية صينية.
وقال ابن فرحان: “يأتي استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المملكة وإيران، انطلاقاً من رؤية المملكة القائمة على تفضيل الحلول السياسية والحوار، وحرصها على تكريس ذلك في المنطقة”.
وأضاف: “يجمع دول المنطقة مصير واحد وقواسم مشتركة تجعل من الضرورة أن نتشارك سوياً لبناء أنموذج للازدهار والاستقرار لتنعم به شعوبنا”.
في المقابل قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في تغريدة على تويتر إن عودة العلاقات بين بلاده والمملكة العربية السعودية إلى طبيعتها ستوفر قدرات كبيرة للبلدين والمنطقة والعالم الإسلامي.
وحسب وكالة “إرنا” الرسمية أكد عبد اللهيان أن “عودة العلاقات الطبيعية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية توفر قدرات كبيرة للبلدين والمنطقة والعالم الإسلامي”.
وأضاف أن “سياسة الجوار وباعتبارها المحور الرئيسي للسياسة الخارجية للحكومة الثالثة عشرة، تتحرك بقوة في الاتجاه الصحيح، كما يقف الجهاز الدبلوماسي بنشاط وراء التحضير لمزيد من الخطوات الإقليمية.
وعقب المباحثات قال مستشار الأمن الوطني السعودي مساعد العيبان: “توصلنا اليوم إلى الاتفاق الذي يأتي تتويجاً للمباحثات المتعمقة التي أجريناها خلال هذا الأسبوع، والتي حظيت بدعم قيادات دولنا الثلاث”، وفق وكالة الأنباء السعودية.
وأوضح أن تلك المباحثات “جرت خلالها مراجعة مستفيضة لمسببات الخلافات وسبل معالجتها”.
وتابع: “يحدونا الأمل أن نستمر في مواصلة الحوار البنّاء، وفقاً للمرتكزات والأسس التي تضمنها الاتفاق”.
وأعلنت السعودية وإيران الجمعة استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين برعاية صينية، حسب بيان مشترك للبلدان الثلاثة، وفق ما نقلته وكالتا الأنباء السعودية “واس” والإيرانية “إرنا”.
ويأتي الاتفاق عقب استضافة بكين في “الفترة من 6 إلى 10 مارس/آذار الجاري مباحثات بين وفدَي السعودية وإيران برئاسة مساعد بن محمد العيبان مستشار الأمن الوطني السعودي، وعلي شمخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران”، حسب البيان ذاته.
وتستضيف بغداد منذ 2021 مباحثات بين إيران والسعودية لإنهاء القطيعة الممتدة منذ عام 2016، والتوصل إلى تفاهمات بشأن الخلافات بينهما بعدة ملفات، أبرزها الحرب باليمن والبرنامج النووي.
ولأول مرة يعلن الجانبان الإيراني والسعودي وساطة سلطنة عمان التي تجمعها علاقات قوية بالبلدين.
ترحيب دولي وعربي بالاتفاق
وقدّم رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ترحيب بلاده بالاتفاق خلال اتصالين هاتفيين مع وزيرَي الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان والإيراني حسين أمير عبد اللهيان، وفق ما نقلته وكالة الأنباء القطرية.
وأعرب رئيس وزراء قطر عن الأمل بأن “تساهم هذه الخطوة في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وتلبية تطلعات شعبي البلدين”.
كما أكدت الكويت في بيان للخارجية “دعم” الاتفاق، آملة أن “يسهم في تعزيز ركائز الأمن والاستقرار في المنطقة”.
وعبّر أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات عن ترحيبه بالاتفاق. وكتب قرقاش على تويتر: “نرحب بالاتفاق بين السعودية وإيران على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، ونثمن الدور الصيني في هذا الشأن”.
ورحبت البحرين في بيان للخارجية بالاتفاق، آملة أن “يشكل خطوة إيجابية على طريق حل الخلافات وإنهاء النزاعات الإقليمية كافة بالحوار والطرق الدبلوماسية”.
وفي بيان أصدرته وزارة الخارجية رحبت سلطنة عمان بالاتفاق معربة عن أملها أن تسهم الخطوة في تعزيز استقرار المنطقة.
من جانبه رحب العراق باتفاق السعودية وإيران فتح صفحة جديدة من العلاقات بينهما معتبراً أنه “سيعطي دفعة نوعية في تعاون دول المنطقة”.
وأعلنت مصر في بيان لوزارة خارجيتها أنها “تتابع باهتمام هذا الاتفاق”، معربة عن تطلعها لأن “يسهم الاتفاق في تخفيف حدة التوتر في المنطقة وأن يعزز من دعائم الاستقرار والحفاظ على مقدرات الأمن القومي العربي”.
ورحبت وزارة الخارجية الأردنية في بيان بالاتفاق معربة عن أملها أن “تسهم هذه الخطوة في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة”
ووصفت الجزائر في بيان للخارجية الاتفاق بأنه “مهم”، متوقعة أنه “سيُمكّن البلدين من حل الخلافات مما سيُسهِم في تعزيز السلم والأمن في المنطقة وفي العالم”.
ورحب السودان في بيان للخارجية بالاتفاق، مؤكداً أنه “ستنعكس حتماً آثاره الإيجابية على مجمل الأوضاع الإقليمية حاضراً ومستقبلاً”.
كما رحبت وزارة الخارجية اللبنانية في بيان بالاتفاق، مؤكدة أنه “سيترك أثره الإيجابي على مجمل العلاقات الإقليمية في المرحلة المقبلة”.
فلسطين رحبت أيضاً في بيانين للرئاسة والخارجية بالاتفاق، ورأت أنه “سيساهم في معالجة القضايا والأزمات العالقة في المنطقة ويعزز المناخ الإيجابي بها”.
كما رحّبت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان بالاتفاق مؤكدة أنه “تطور دبلوماسي مهم بين البلدين سيساهم في إحلال الاستقرار بالمنطقة وخارجها”.
منظمات وحركات عربية وإسلامية ترحب بالاتفاق
وعلى مستوى المنظمات والحركات العربية والإسلامية، رحبت منظمة التعاون الإسلامي في بيان بالاتفاق السعودي-الإيراني، معربة عن أملها أن “تساهم هذه الخطوة في تعزيز ركائز الاستقرار في المنطقة”.
كما رحبت رابطة العالم الإسلامي في بيان بالاتفاق، آملة أن “يُسهِم في تعزيز الاستقرار والازدهار الإقليمي والدولي”.
ورحب مجلس التعاون الخليجي في بيان بالاتفاق، معرباً عن أمله أن “يسهم في تعزيز الأمن والسلام في المنطقة ودعم استقرارها”.
ورحبت حركة المقاومة الإسلامية حماس بالاتفاق، واصفة إياه بأنه “خطوة مهمة لتعزيز الأمن والتفاهم العربي والإسلامي وتحقيق استقرار المنطقة”، وفق بيان لعضو المكتب السياسي للحركة خليل الحية.
وفي خطاب متلفز وصف أمين عام جماعة حزب الله اللبنانية حسن نصر الله الجمعة الاتفاق السعودي-الإيراني بأنه “تطور مهم ولو سار بمساره الطبيعي يمكن أن يفتح آفاقاً بكل المنطقة ومن ضمنها لبنان”.
ودون أن يسمي الاتفاق أو السعودية وإيران غرّد محمد عبد السلام المتحدث باسم جماعة أنصار الله اليمنية (الحوثيين) حليفة طهران، قائلاً إن المنطقة “بحاجة إلى عودة العلاقات الطبيعية بين دولها”.
وفي يناير/كانون الثاني 2016 قطعت السعودية علاقاتها مع إيران إثر اعتداءات تعرضت لها سفارة الرياض في طهران وقنصليتها بمدينة مشهد (شرق)، احتجاجاً على إعدام المملكة لرجل الدين الشيعي السعودي نمر النمر لإدانته بتهم منها الإرهاب.
المصدر: TRT عربي