ديالو، بلاتيني أم كيلر… من المرشح الأوفر حظا لرئاسة الاتحاد الفرنسي لكرة القدم بعد لوغريت؟
بعد تعليق مهامه في رئاسة الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، فإن وضع نويل لوغريت يمكن أن يزداد سوءا في حال طرد من منصبه وبخاصة بعدما كشفت صحيفة “لوموند” أن المكلفين بإعداد تقرير تدقيق رقابي طلبته الحكومة، أعلموا القضاء “بالعنف الجنساني” المحتمل الذي ارتكبه. وثمة العديد من الشخصيات المرشحة لخلافته على رأس الاتحاد… مثل فيليب ديالو ومارك كيلر وميشال بلاتيني.
هل تعليق مهام نويل لوغريت أمر موقت؟
لعب نشر شهادة تتعلق بسلوك نويل لوغريت، رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، المتحيز جنسيا وكذلك تعليقاته المهينة الموجهة إلى زين الدين زيدان دورا كبيرا في إيقافه الأربعاء 11 يناير/كانون الثاني الجاري عن ممارسة مهام منصبه طبقا لقرار لجنة تنفيذية عقدت استثنائيا (كومكس).
يوم السبت 14 يناير/كانون الثاني سربت جريدة “لوموند” اليومية معلومات تفيد بأن المفتشين المكلفين بإعداد تقرير التدقيق الرقابي الذي طلبته الحكومة حول إدارة الاتحاد الفرنسي لكرة القدم أعلموا القضاء “بالعنف الجنساني” المحتمل الذي ارتكبه نويل لوغريت. وحسب الصحيفة، فقد تم إشعار المدعي العام في باريس بعد شهادة سونيا سويد، وكيل العديد من اللاعبين الفرنسيين الدوليين، التي جمعها مدققو التفتيش العام للتعليم والرياضة والبحوث (إيجيسر).
وتنتظر اللجنة التنفيذية نتائج التدقيق الإداري لكيفية إدارة الاتحاد الفرنسي لكرة القدم الرسمية، والذي أمرت بإجرائه وزارة الرياضة، من أجل البت نهائيا في مصير لوغريت. وعلى الرغم من أن لوغريت أقسم أنه لم يصدر منه ما يشين بقوله: “ليس لدي علم بالحقائق التي يتم إلقاء اللوم عليَّ فيها أو الأشخاص الذين يقفون وراءها”. بيد أن صحيفة “ليكيب” اليومية تقدر أن عودته لممارسة مهام منصبه أمرا غير مرجح الآن.
إذن من بوسعه خلافته؟
من بين الشخصيات المطروحة، تبرز أسماء ثلاثة: فيليب ديالو ومارك كيلر وميشال بلاتيني.
فيليب ديالو: رئيس انتقالي لكنه قابل للبقاء
كان إيقاف لوغريت عاملا مهما في تسليط الضوء على شخصية ديالو من خلال منحه الرئاسة الموقتة للاتحاد الفرنسي لكرة القدم. كان شخصا مجهولا في عيون معظم الجماهير، مع إن فيليب ديالو هو أحد القلائل من العالمين ببواطن عالم كرة القدم. يبلغ من العمر 59 عاما ويحمل على كاهله مسيرة مهنية تناهز ما يقرب من 30 عاما (من 1992 إلى 2021) عبر إدارته لاتحاد أندية كرة القدم المحترفة، ونقابة رؤساء الأندية المحترفة، كما لعب على وجه الخصوص دورا مهما في الإصلاحات المتعلقة بانتقالات اللاعبين.
وهذا التكنوقراط الحاصل على شهادة في القانون العام وقانون الأعمال لديه أيضا خبرة دولية كقاض وحيد في غرفة تسوية النزاعات في الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) منذ عام 2003. في العام 2013، اعتلى رئاسة المجلس الاجتماعي للحركة الرياضية (كوزموس)، وهي منظمة لأرباب الأعمال تجمع بين جنباتها عدة آلاف من الهيئات (أندية، بطولات واتحادات، منظمو فعاليات… إلخ).
بالنسبة إلى فريديريك جايون، الصحافي السابق ومسؤول الاتصالات في رابطة كرة القدم للمحترفين برئاسة تيرييه، فإن فيليب ديالو هو “أحد أقل الشخصيات شهرة في كرة القدم الفرنسية ولكنه بلا شك واحد من أقواها وأكثرها نفوذا. إنه براغماتي وسياسي في الآن ذاته”.
وفي الأشهر الأخيرة، ركز نائب الرئيس المنتدب على إزالة الخلافات العديدة المحيطة بالاتحاد، معلنا، على سبيل المثال، التفكير في إنشاء صندوق تعويضات للعمال من ضحايا حوادث العمل في مواقع بناء منشآت كأس العالم الأخيرة في قطر. يشغل حتى الآن موقع رئيس الاتحاد، على الأقل حتى موعد انعقاد اللجنة التنفيذية القادمة، وهو ما يجعل مهمة ديالو الأولى والعاجلة تعزيز وتقوية صورة الاتحاد المهتزة. “بمجرد أن يتقلد المنصب، سنرى إن كان ’الرجل المناسب في المكان المناسب‘. وهو ما سيكون واضحا أمام الجميع”، كما يقول فريدريك جايون.
مارك كيلر: وريث نويل لوغريت
منذ انضمامه إلى اللجنة التنفيذية للاتحاد الفرنسي لكرة القدم لأول مرة في مارس/آذار 2021 على قائمة نويل لوغريت، لم يتوقف مارك كيلر، 54 عاما، عن الارتقاء على سلم كرة القدم الفرنسية. فهو مهاجم سابق ورئيس نادي ستراسبورغ، الذي تولى إدارته في عام 2012 بعد إفلاس الأخير والذي أدى إلى فقدان مكانته الاحترافية.
مناصرون ومشجعون يحظون بمعاملة خاصة، روابط مميزة مع الشركات المحلية، شراكة مع إدارة الإقليم… وضع مارك كيلر بيئته المحلية في قلب استراتيجية النادي وهو الأمر الناجح تماما إلى الآن. فعاد نادي ستراسبورغ إلى دوري الدرجة الأولى الفرنسي عام 2017 وفاز أيضا بكأسه عام 2019. نجاح أشاد به الجميع في عالم كرة القدم الفرنسية، وحتى نويل لوغريت لم يخف يوما رغبته في رؤية كيلر في خلافته.
“إن مارك كيلر رجل أدار حياته وناديه بصورة ناجحة. فهو لا يتخذ أي قرار اعتباطيا. بالطبع، سيتعين عليه قبل ذلك بيع ناديه، وهو ليس بالأمر الهين. لكن إن كان كيلر آنذاك حرا، فأنا أود أن يأخذ مكاني” كانت تلك كلمات نويل لوغريت في مارس/آذار 2022.
ومع ذلك، فإن كيلر كان ينتظر على أحر من الجمر انتخابات عام 2024 لتقديم نفسه. بيد أن الظروف التي يمر بها ناديه (في المركز 19 بدوري الدرجة الأولى)، والذي يكرس له كل مجهوده، قد تؤدي به إلى التخلي عن تقلد مبكر لمنصب رئيس الاتحاد.
ميشال بلاتيني: عودة بعد عفو؟
الرئيس السابق للاتحاد الأوروبي لكرة القدم (2007-2015)، والرئيس المشارك للجنة المنظمة لكأس العالم 1998 وأيضا نائب رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم السابق، اعتاد ميشال بلاتيني على مواقع المسؤولية في المؤسسات الكبيرة. أما عن شرعيته الكروية فهي ليست محل أي جدال: فقد كان اللاعب الذي جلب لفرنسا أول لقب دولي لها في عام 1984 كما فاز بثلاث كرات ذهبية متتالية من عام 1984 إلى عام 1986.
على الرغم من استقلال الاتحاد عن الحكومة فيما يتعلق بتعيين رئيسه، فإنه يبدو أن اسم ميشال بلاتيني يلقى قبولا من قبل الرئيس إيمانويل ماكرون ووزيرة الرياضة. فقد مهد الأول الطريق عبر الرسائل القصيرة، وفقا لإذاعة إر إم سي، في حين أن الثانية يجب أن تجتمع به في فبراير/شباط المقبل، بعد تسليم تقرير التدقيق الإداري الذي يمكن أن يضع نهاية لمسيرة لوغريت.
ومع ذلك، يتردد ميشال بلاتيني في العودة مجددا. وذلك لسبب وجيه: فمنذ عام 2015، واسمه كان واحدا من الأسماء الكبيرة في قائمة فضيحة الفساد المتعلقة بمنح كأس العالم 2022 لقطر. ومؤخرا انتهت محاكمته التي دامت ست سنوات بقرار تبرئته من تهم الاحتيال؛ لكن مكتب المدعي العام السويسري قرر استئناف الحكم.
من هم المرشحون الآخرون؟
رئيس نادي أوليمبيك ليون، جون ميشال أولاس، المقرب من نويل لوغاريت، يعد أحد الشخصيات الراسخة في عالم كرة القدم ومرشحا مثاليا لشغل المنصب. ولكن، بعد خروجه من اجتماع اللجنة التنفيذية، قال إنه ليس مهتما بهذا المنصب. ومع ذلك، فإن التوقيت يبدو مثاليا له، فقد سلم جون ميشال أولاس زمام الأمور في ناديه إلى الأمريكي جون تكستور.
رئيس رابطة إقليم العاصمة الفرنسية (إيل دو فرانس) لكرة القدم، جمال سنجق، يبدو هو الآخر طموحا لشغل هذا المنصب ولا سيما بعد تحالفه مع نويل لوغريت خلال الانتخابات الأخيرة. ومن المحتمل أن يحاول السيطرة على اتحاد كرة القدم الفرنسي كما فعل فريديريك تيرييه، الرئيس السابق لرابطة كرة القدم للمحترفين، الذي خسر الانتخابات الأخيرة لكنه عاد مؤخرا للمنصب بعد الفشل الذريع الذي مني به خصمه السابق.
المصدر: فرانس 24