جهاز تتبع على فقمة يقود علماء إلى مؤشرات لاكتشاف “كارثة مناخية محتملة”
تمكَّن علماء متخصصون في المناخ من اكتشاف مؤشرات قد تدل على “كارثة مناخية محتملة”، بعدما وضعوا جهاز تتبع على فقمة وتابعوا مسار طريقها منذ عام 2011.
وضع علماء جهاز تتبع على فقمة عام 2011، وكان طولها يتجاوز ثلاثة أمتار، وتزن أكثر من 800 كلغم، إذ تَعرَّفوا مسار رحلاتها التي تجاوزت 1500 ميل قرب القارة القطبية الجنوبية.
وحسب تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست ظهرت الفقمة في مسار بعيد عن شاطئ نهر جليدي يسمى دينمان بمارس/آذار 2011، وبتتبع العلماء للرحلة حصلوا على “دلائل مبكرة” على أن نهر دينمان الجليدي يمكن أن “يشكل تهديداً على السواحل العالمية”.
ولكن العلماء حسب التقرير لم يلقوا أهمية كبيرة للبيانات التي حصلوا عليها بداية الأمر، بخاصة أن النهر الجليدي غالباً ما يكون محبوساً بسبب الجليد البحري على نطاق واسع.
ولكنهم فيما بعد أدركوا أن النهر الجليدي يفقد جزءاً من كتلته، إضافة إلى أن “دينمان” قد يشكل مدخلاً محتملاً إلى منطقة من الجليد العميق والسميك للغاية، وفتح هذا المدخل قد يسمح لمياه المحيط الأكثر دفئاً بالبدء في التهام الجليد السميك، مما يؤدي إلى ذوبان تدريجي، ينتج عنه تدفق هائل يطلق العنان لنحو 15 قدماً من الزيادة في ارتفاع مستوى سطح البحر، ما يعني “إعادة تشكيل الخط الساحلي بالعالم”.
ودفع هذا الأمر العلماء إلى مراقبة دينمان من كثب بالطائرات والأقمار الصناعية.
وعام 2019 نشر العلماء خريطة ارتفاع جديدة للأراضي المدمرة تحت الغطاء الجليدي في أنتاركتيكا ليظهر تحت دينمان نقطة عميقة جداً أعمق من واد “غراند كانيون”، أو بنحو ميلين تحت مستوى سطح البحر، فيما أظهرت معلومات أخرى أن هذا النهر الجليدي يلامس قاع البحر والمحيط.
وعام 2020 بدأ مجموعة من العلماء في أستراليا إرسال روبوتات تحت نهر جليدي آخر يدعى توتن، ولكن انحرف أحدها وظهر بعد ثمانية أشهر تحت نهر دينمان، الذي استطاع توفير معلومات حول درجات الحرارة وتحديد كمية المياه الدافئة المتدفقة التي كانت ضخمة.
ووجد العلماء معلومات تظهر أن الماء الدافئ يتسلق بشكل أكبر ويهاجم الأنهار الجليدية في نقاط ضعفها، ما قد يعني تدفق ملايين الأطنان من الجليد في المحيط كل عام.
المصدر: TRT عربي