السيد نصر الله: إذا لم يُسمَح للبنان باستخراج الغاز.. فإنّ الحرب أشرف
قال الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، اليوم الأربعاء، إنّ “من جملة إنجازات المقاومة في حرب تموز إسقاط المشروع الأميركي للشرق الأوسط الجديد”.
وفي خطابٍ متلفز حول آخر التطورات السياسية، أضاف السيد نصر الله أنّ “من جملة إنجازات حرب تموز أيضاً إيجاد قواعد ردع بين لبنان والعدو الإسرائيلي”.
وشدد السيد نصر الله على أنّه “كان هناك مشروع أميركي للسيطرة على المنطقة، من خلال القوات العسكرية المباشرة، لكنّ صمود المقـاومة ولبنان وفشل أهداف حرب تموز، وجّها ضربةً قاسيةً جداً لمشروع الشرق الأوسط الجديد”.
وتعليقاً على تهديد وزير الأمن الإسرائيلي، بني غانتس، بالسير إلى بيروت وصيدا وصور، قال السيد نصر الله إنّ “كل الإسرائيليين يدركون أنّ الكلام حول دخول لبنان فارغ”.
ونصح غانتس أن “يجري مراجعة لتجربة حرب تموز، في أيامها الأخيرة، حين اتخذوا قراراً بدخول بنت جبيل”، وأضاف متسائلاً: “غزة المحاصرة، والتي تعاني من ظروفٍ صعبة، لا تجرؤ على التقدم خطوات فيها، فكيف تهدد بالوصول إلى صيدا وبيروت؟”.
وأكّد السيد نصر الله أنّ “على الإسرائيلي، لدى إجراء حساباته للحرب، أن يأخذ بعين الاعتبار البيئة والقدرات والجغرافيا التي كلها مع المقاومة”.
ولفت إلى أنّ “أميركا اليوم هي غير أميركا في 2003 و2006″، قائلاً إنّ “رئيسها العجوز هو صورة عن أميركا التي دخلت مرحلة الشيخوخة”.
وبشأن أهداف زيارة بايدن إلى الشرق الأوسط، أوضح السيد نصر الله أنّ “ما جاء بالرئيس الأميركي إلى المنطقة أمران، أحدهما إقناع دول الخليج بتصدير النفط والغاز، والذي يتقدم موضوع إسرائيل”، مضيفاً أنّ “ليس لدى بايدن ما يقدمه للشعب الفلسطيني على الإطلاق”.
وأكّد في السياق أنّ “مهمة الأميركيين الأولى والحاسمة في نتائج الحرب الروسية الأوكرانية هي تأمين البديل من الغاز الروسي لأوروبا”، مشيراً إلى أنّ “أميركا تقــاتل روسيا بالأوكرانيين حكومة وجيشاً وشعباً، وجرّت معها كل الدول الأوروبية”.
وبيّن السيد نصر الله في خطابه، أنّ الهدف الثاني من زيارة بايدن إلى المنطقة، هو “الالتزام بأمن إسرائيل والتركيز على التطبيع”.
السيد نصر الله: الفرصة الذهبية في مسألة استخراج الغاز والنفط هي الآن
وحول استخراج النفط والغاز في لبنان، شدد السيد نصر الله على أنّ “الفرصة الذهبية المتاحة في مسألة استخراج الغاز والنفط هي الآن، أي هذان الشهران”، لافتاً إلى أنّه “بعدهما ستكون الكلفة أعلى”.
وتوجّه إلى المسؤولين اللبنانيين قائلاً: “لا تسمحوا للأميركي بخداعكم وإضاعة الوقت، وإذا لم تثبتوا حقوقكم قبل أيلول/سبتمبر (منصة الغاز في كاريش ستبدأ بالعمل في أيلول/سبتمبر)، فإنّ الأمور ستكون مكلفة بعد هذه المهلة”.
وأكّد أنّ “المقــاومة هي القوة الوحيدة التي يملكها لبنان للحصول على حقه بالنفط والغاز”، مبيّناً أنّ “استخراج النفط والغاز يؤمن مليارات الدولارات للدولة اللبنانية من دون أي ديون خارجية، وهذا هو طريق الإنقاذ الوحيد للبلد”.
وقال السيد نصر الله إنّ “الوسيط الأميركي لا نعدّه وسيطاً، بل هو طرف يعمل لمصلحة إسرائيل ويضغط على الجانب اللبناني”، مضيفاً “ما أتى بالوسيط الأميركي آموس هوكستين في زيارته الأخيرة أمران، الحاجة الملحة لتأمين بديل من الغاز الروسي وتهديدات المقاومة الجدية”.
وأضاف أنّ لدى “العدو الإسرائيلي نقطة ضعف هي حاجته للغاز والنفط في مقابل نقطة القوة لدى لبنان، والتي تكمن في قدرته على التعطيل”، قائلاً للمسؤولين اللبنانيين إنّ “المقاومة نقطة القوة الوحيدة التي لديكم في مفاوضات ترسيم الحدود فاستفيدوا منها واستغلوها”.
وتابع: “لم نتفق أو نعد أحداً بأننا لن نقدم على أي خطوة وأننا ننتظر المفاوضات، ومن يعد الأميركيين بذلك فهو يخدعهم”، مؤكداً أنّ من “حق المقاومة الإقدام على أي خطوة في الوقت المناسب والحجم المناسب للضغط على العدو الإسرائيلي”.
وأردف قائلاً: “نحن خلف الدولة في الترسيم أي إنّها هي التي تفاوض وليس نحن من نفاوض، لكن قلنا إنّنا لن نقف مكتوفي الأيدي”.
السيد نصر الله: حزب الله تقصّد إرسال 3 مسيرات للاستطلاع ولإسقاطها من قبل الإسرائيلي
وعن اطلاق 3 مسيّرات غير مسلّحة في اتجاه “المنطقة المتنازع عليها” عند حقل “كاريش” مطلع الشهر الجاري، أوضح السيد نصر الله أنّ “المسيرات جاءت بعد الجواب الأميركي الواضح بالخداع وتقطيع الوقت وتركيب الطرابيش”.
وأشار السيد نصر الله في السياق إلى أنّ حزب الله تقصّد “إرسال 3 مسيرات للاستطلاع ولإسقاطها من قبل الإسرائيلي”، لافتاً إلى أنّه “لأول مرة في تاريخ الكيان الإسرائيلي، تطلق باتجاهه 3 مسيرات في آنٍ واحدٍ، وعلى هدف واحد”.
وبيّن أنّ “رسالة المسيّرات كانت تقول إننا جديون وذاهبون في التدرج بخطواتنا، وهذه الرسالة فهمها الإسرائيلي والأميركي”، مشدداً على أنّ “كل شيء يخدم ملف المفاوضات سنقدم عليه بالحجم المناسب والوقت المناسب”.
كذلك، توجّه السيد نصر الله إلى العدو والصديق قائلاً إنّ “مسألة ترسيم الحدود مصيرية، وهي الطريق الوحيد لإنقاذ لبنان وشعبه، ولا نمارس فيها الحرب النفسية”.
وأضاف السيد نصر الله: “لنكن كلبنانيين على موقف واحد نُسمعه للإسرائيلي بعيداً عن الأزقة والخلافات”، مؤكداً أنّه “إذا كان الخيار عدم مساعدة لبنان ودفعه باتجاه الانهيار ومنعه من استخراج الغاز، فإنّ التهديد بالحرب، بل والذهاب إليها، أشرف بكثير”.
وأردف: “أقول للعدو وللأميركي إنّ رسالة المسيرات بداية متواضعة عما يمكن أن نذهب إليه”، موضحاً أنّ “هناك من يريد لهذا الشعب أن يموت جوعاً وأن نقــتل بعضنا على أبواب الأفران ومحطات البنزين”.
وأعلن السيد نصر الله أنّه “إذا وصلت الأمور إلى نقطة سلبية، فلن نقف فقط في وجه كاريش.. سجلوا هذه المعادلة، سنذهب إلى كاريش وما بعد بعد كاريش”، كاشفاً عن أنّ حزب الله “يتابع كل ما هو موجود على الشواطئ المقابلة ويملك كل الإحداثيات”.
وأيضاً، توعّد السيد نصر الله بأنّه “إذا مُنع لبنان من استنقاذ نفسه باستخراج غازه ونفطه، فلن يستطيع أحد أن يستخرج أو يبيع غازاً ونفطاً أيّاً كانت العواقب”.
وختم السيد نصر الله متوجهاً إلى الشعب اللبناني قائلاً: “أيها الشعب اللبناني، لقد وصلنا إلى نهاية الخط، ونحن لا ننتظر إجماعاً.. ولن نتخلى عن الدولة”.