غزة بعد وقف إطلاق النار: أزمة إنسانية وانتهاكات مستمرة

دخل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يومه الـ62، فيما تتفاقم المعاناة الإنسانية للنازحين الذين يعيشون في خيام ممزقة باتت عاجزة عن صدّ مياه الأمطار أو البرد. وقد أمضت آلاف العائلات ليلتها الثانية داخل خيام غمرتها المياه، في ظل منخفضات جوية متتالية كشفت هشاشة ظروف الإيواء التي خلفتها حرب الإبادة “الإسرائيلية”.
ووفق المعطيات الميدانية، فإن عشرات آلاف السكان يقيمون في خيام تتحول عند هطول المطر إلى برك من الطين والمياه الراكدة، فيما تتحول “أماكن الإيواء المؤقتة” إلى مصدر خطر إضافي مع تسرب المياه والرياح الباردة إلى داخلها. وأكدت تقديرات الدفاع المدني أن نحو 250 ألف أسرة تعيش داخل خيام مهترئة “مُعرّضة للسيول والبرد الشديد”.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني، محمود بصل، إن الطواقم تلقت أكثر من 2500 مناشدة عاجلة من نازحين بعد أن غمرت مياه الأمطار خيامهم، محذّرًا من كارثة إنسانية متصاعدة في المخيمات. كما حذّرت وكالة “الأونروا” من أن الأمطار الأخيرة “تزيد الوضع المعيشي هشاشة وخطورة، خصوصًا في مناطق الإيواء التي تفتقر إلى البنى التحتية الأساسية”.
وأهابت المديرية العامة للدفاع المدني في غزة بالنازحين الذين عادوا إلى منازلهم المتضررة بفعل قصف الاحتلال بضرورة توخّي الحذر وإخلاء المباني المتصدعة وغير الصالحة للسكن. وأوضحت أن طواقم الإنقاذ تعاملت، اليوم، مع ثلاثة منازل شهدت انهيارات جزئية في أحياء النصر وتل الهوا والزيتون، نتيجة تأثرها بالأمطار الغزيرة المصاحبة للمنخفض الجوي الذي يضرب القطاع.
وفي موازاة ذلك، أشار مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إسماعيل الثوابتة، إلى أن الجيش الإسرائيلي “لم يلتزم بوقف إطلاق النار أو بالبروتوكول الإنساني”، موضحًا أن أكثر من 386 شخصًا استشهدوا منذ بدء الهدنة، بفعل الغارات المتواصلة والقصف المدفعي الذي يسقط يوميًا شهداء وجرحى.
دوليًا، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن أسماء قادة العالم المشاركين في “مجلس السلام لغزة” ستُعلن مطلع العام المقبل، مؤكدًا أن عددًا من القادة أبدوا رغبتهم بالانضمام للمجلس الذي أُنشئ ضمن خطة غزة. كما أكد مندوب واشنطن لدى الأمم المتحدة أن المجلس “سيشرف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار”، وأن حركة حماس “ستُجرّد من سلاحها” وفق التصور الأميركي.
موقع قناة الإتحاد الفضائية موقع تلفزيوني اخباري شامل