بيان لبناني–عُماني مشترك: لوقف فوري للاعتداءات “الإسرائيلية” والانسحاب الكامل من الأراضي المحتلة

عقدت صباح الأربعاء في سلطنة عُمان الجولة الثانية من المحادثات بين رئيس الجمهورية اللبنانية جوزاف عون والسلطان هيثم بن طارق في قصر العلم، بحضور أعضاء الوفدين اللبناني والعُماني.
واستكمل البحث خلال الجولة الثانية في المواضيع ذات الاهتمام المشترك، وتم التوافق على نقاط عدة سوف تعلن في البيان المشترك الذي سيصدر في أعقاب الزيارة.
وصدر بيان مشترك لبناني–عُماني عقب المحادثات، اوضح أن “هذه الزيارة تأتي في سياق العلاقات الأخوية التاريخية التي تجمع البلدين وحرص قيادتيهما على تعزيز التعاون وتجسيد قيم الإخاء والتضامن العربي”، وتابع “خلال جلسة مباحثات رسمية بين الرئيس عون والسلطان هيثم، جرى استعراض العلاقات الثنائية الراسخة، وأكد الجانبان عزمهما على توسيع آفاق التعاون والتنسيق في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية والمصرفية والسياحية، إلى جانب النقل والخدمات اللوجستية، بما يخدم مصالح الشعبين”.
وقال البيان “كما ثمّن القائدان الدور البنّاء للجالية اللبنانية في عُمان، واتفقا على الإعداد المبكر لانعقاد الدورة الأولى للجنة العُمانية–اللبنانية المشتركة في مسقط، برئاسة وزيري الخارجية، والعمل على توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم جديدة تعزّز برامج التعاون الثنائي وتدعم التبادل التجاري والثقافي والعلمي، مع منح القطاع الخاص دوراً أكبر في مشاريع التنمية المشتركة”.
وفي الشأن الإقليمي، أعرب الطرفان عن “قلقهما الشديد من استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية واحتلال الأراضي العربية في خرق واضح للقرار 1701 ولقرارات الشرعية الدولية”، وطالبا “بوقف فوري لهذه الاعتداءات والانسحاب الكامل من الأراضي المحتلة، مع دعم الجهود الدولية الرامية إلى منع التصعيد وتثبيت الاستقرار وتسهيل عودة النازحين وإعادة الإعمار”.
كما جدد الجانب العُماني “تأكيده الدعم الكامل للبنان في الحفاظ على سيادته واستقلاله ووحدة أراضيه، وتعزيز مؤسساته الرسمية ولا سيما الجيش والقوى الأمنية الشرعية، إضافة إلى مساندة الإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية التي تعمل عليها الحكومة اللبنانية”.
وشدّد الجانبان على “الموقف العربي الثابت بضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وعلى أهمية التضامن العربي واحترام سيادة الدول ومبادئ حسن الجوار والقانون الدولي”.
بعد انتهاء المحادثات ودّع السلطان هيثم بن طارق الرئيس عون، فيما توجه اعضاء الوفد اللبناني لعقد لقاءات مع نظرائهم العمانيين.
ودوّن الرئيس عون في السجل الذهبي لقصر العلم الكلمة الآتية: “يسعدني أن أزور اليوم قصر العلم العامر، هذا الصرح الذي يحمل في أروقته تاريخًا عريقًا، ويقف شامخًا في قلب مسقط القديمة شاهدًا على محطات سياسية بارزة ولقاءات رفيعة جمعت قادة المنطقة والعالم.
لقد شكّل هذا القصر العامر، على مدى عقود، رمزًا للحكمة العُمانية ونهجها القائم على الحوار والتفاهم، ومقصدًا للقاءات الديبلوماسية التي أسهمت في ترسيخ الاستقرار وتعزيز جسور التعاون بين الدول”.
وكان الرئيس عون قد بدأ الثلاثاء على رأس وفد زيارة إلى سلطنة عُمان تستمر يومين بدعوة من سلطانها، يبحث خلالها سبل تطوير العلاقات الثنائية.
وعقدت الثلاثاء الجولة الأولى من المباحثات الثنائية، حيث رحب سلطان عُمان بالرئيس عون والوفد اللبناني المرافق، متمنيا له إقامة طيبة وزيارة موفقة.
من جهته، عبر الرئيس عون عن سعادته بأنه وطأ أرض سلطنة عُمان، وأبدى تطلعه إلى بحث سبل تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، ولا سيما الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والثقافية والتعليمية، بما يخدم مصالح الشعبين ويفتح آفاقا جديدة للشراكة تواكب التطورات المتسارعة في المنطقة والعالم.
وأشاد عون “بالدور الحكيم والمسؤول الذي تضطلع به سلطنة عُمان على الصعيدين الإقليمي والدولي، تحت القيادة الرشيدة للسلطان هيثم بن طارق، مثمنا مواقف مسقط الداعمة للبنان في مختلف المحافل الدولية، ووقوفها إلى جانبه في مواجهة التحديات التي يمر بها”.
وختم الرئيس عون إن “لبنان، بموقعه الجغرافي المميز وتنوعه الثقافي، يتطلع إلى أن يكون جسرا للتواصل والحوار”، متمنيا أن “تفتح الزيارة صفحة جديدة من التعاون المثمر بين لبنان وسلطنة عُمان”.
المصدر: موقع المنار
موقع قناة الإتحاد الفضائية موقع تلفزيوني اخباري شامل