الشيخ قاسم: الدولة أمامها مسؤولية مواجهة العدوان.. وواشنطن تسعى للتضييق مالياً على حزب الله ولبنان

أكّد الأمين العام لحزب الله اللبناني، الشيخ نعيم قاسم، في كلمة له بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد مسؤول العلاقات الإعلامية السابق في الحزب محمد عفيف، اليوم الاثنين، أن لبنان أمام عدوان خطير له امتداداته، ويجب مواجهته بكل الأشكال الدبلوماسية والسياسية.

ولفت الشيخ قاسم إلى أنّ ما يجري اليوم ليس عدم تطبيق لوقف إطلاق النار، بل هو عدوان موصوف يهدف إلى السيطرة على لبنان، وتجريده من كل أنواع قوته، واضعاً الحكومة والدولة اللبنانية أمام مسؤوليتهما لجهة وضع برامج للمواجهة، ومشدّداً على أنّ العدوان هو المشكلة وليس المقاومة.

كما توجّه الشيخ قاسم إلى الحكومة اللبنانية بالقول: “نحن جزء من الحكومة، والدولة كذلك لا تقبل العبث بلبنان”، معتبراً “الانتشار جنوب الليطاني تنازلاً، وإعلان القبول بالتفاوض تنازلاً، وإقرار بنود ورقة براك تنازلاً أيضاً”.

وتابع: “نحن شركاء في هذا البلد ولنا كلمتنا ومعنا قسم كبير من الشعب اللبناني والقوى الحليفة “.

“الوصاية الأميركية على لبنان خطر كبير جداً”

في سياق متّصل، وصف الأمين العام لحزب الله دور الولايات المتحدة في لبنان بـ “الوصاية” وبأنها “خطر كبير جداً، وهي لا تعمل من أجل استقرار لبنان”، وأكّد أنّ “أميركا ليست وسيطاً بل راعيةً للعدوان”.

وأضاف الشيخ قاسم أنّ “الإسرائيلي يقول إن القصف جاء بعد التنسيق مع الأميركي، وهذا مطلوب منه لذا يوظفها في إطار الدور الأميركي”.

وعن أهداف واشنطن في الداخل اللبناني، قال الشيخ قاسم إنّ “هناك تدخلاً أجنبياً أميركياً يريد إحداث فتنة داخلية، وتعديل الموازين الداخلية”، متهماً الولايات المتحدة بالوقوف خلف انهيار العملة، وإفلاس المصارف، وتضرر الاقتصاد، وتعطل التنقيب عن النفط واستخراجه.

كذلك، تناول زيارة وفد من الخزانة الأميركية الأخير إلى بيروت، قائلاً إنه يهدف إلى “التضييق مالياً على حزب الله وكل اللبنانيين”، ونصح الحكومة وحاكم مصرف لبنان والمعنيين بـ”وقف الإجراءات التي تضيّق على كل اللبنانيين”.

وأشار الشيخ قاسم أيضاً إلى أنّ “القرض الحسن” هو مؤسّسة اجتماعية، والكل يستفيد منه، وأنّ “أميركا تريد الخراب لكل اللبنانيين”.

ولفت إلى أنّ قيادات سياسية من طوائف مختلفة تقول إن هناك “بخّاً للسم”، موضحاً أنّ ذلك يعني أنّ “هناك تحريضاً وكلاماً كاذباً لإثارة الفتنة”.

“تعطيل مجلس النواب لا مبرر له”

أمّا في ما يتعلّق بأزمة قانون الانتخابات النيابية المقبلة وتعطيل البرلمان اللبناني، فطالب الأمين العام للحزب بالتوقف عن تعطيل المجلس النيابي لأن “هذا التعطيل لا مبرر له”، واصفاً الهجوم على رئيس المجلس نبيه بري بــ “الآثم”.

الشيخ قاسم يدعو إلى استعادة خطوات الاستقلال

على صعيد آخر، استذكر الشيخ نعيم قاسم عيد الاستقلال اللبناني عن الانتداب الفرنسي، قائلاً إنّه “في 22 تشرين الثاني 1943، أخذ لبنان استقلاله، ومنذ ذلك الوقت نحتفل بعيد الاستقلال في هذا الزمن”، مؤكّداً أنّ “لبنان لم يحصل على استقلاله إلّا بالمعاناة والمطالبة والموقف وبالسجن”.

كما أشار إلى أنّه “بعد التحرير عام 2000، الجميع اعتبر أنّ ‘إسرائيل’ عدو، وأنّ المتعامل معه سيكون منبوذاً من قبل كل اللبنانيين”، ناصحاً القوى السياسية بأن يجرّبوا قول ‘لا’ على أساس حقوق لبنان، “ونكون معاً، وسننجح إذا وقفنا معاً، ومعاً نحرر أرضنا، ونستعيد خطوات الاستقلال”.

وجددّ الشيخ قاسم المطالبة بالأرض اللبنانية والأسرى اللبنانيين، حيث قال: “نريد أرضنا وأسرانا واستقرارنا واقتصادنا وسياستنا وحقوقنا، ومن حقّنا الحصول على هذه الحقوق”.

“مستوى قوة أهلنا ومجتمعنا غير مسبوقة”

وبالتطرق إلى قوة مجتمع المقاومة، أكّد الشيخ قاسم أنّ “مستوى قوة أهلنا ومجتمعنا غير مسبوقة، وهذه القوة لا يمكن أن تُهزم”، مضيفاً: “اليوم هناك ضغوطات كثيرة لكنّها لن تنجح مع الصمود، نتحملها كمرحلة، ولا نقبل أن نصبح عبيداً لأحد”.

“الشهيد عفيف اسم لامع في عالم الإعلام”

وتحدّث الشيخ قاسم عن صاحب المناسبة، وقال إنّ “الشهيد محمد عفيف اسم لامع في عالم الإعلام، ومخزون كبير من الثقافة والوعي والرؤية”، مشيداً بقدرته على “مواكبة العمل الإعلامي، ونسج العلاقات مع كل الوسائل الصديقة أو المخاصمة”.

يذكر أنّ الاحتلال الإسرائيلي أقدم على اغتيال عفيف و4 من رفاقه، في غارة جوية استهدفته في شقة، قي منطقة رأس النبع، بالعاصمة بيروت في 17 تشرين الثاني/نوفمبر 2024.

وكان للشهيد عفيف دور بارز خلال العدوان “الإسرائيلي” الأخير على لبنان، خلال العام الماضي، حيث أقام مؤتمرات صحفية عدة، بيّن فيها موقف المقاومة، وطمأن بيئتها الحاضنة.