مصادر “إسرائيلية” تنفي ربط استهداف قيادة حماس بعمليات القدس وغزة وتؤكد التخطيط منذ أسابيع

نفت مصادر عسكرية “إسرائيلية” أن يكون استهداف قيادة حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة، أمس الثلاثاء، قد تم كرد مباشر على عملية إطلاق النار في القدس المحتلة التي أسفرت الإثنين عن مقتل ستة “إسرائيليين”، أو على الهجوم شمالي قطاع غزة الذي أوقع أربعة قتلى في صفوف جيش الاحتلال.
وأكدت المصادر، خلافًا لما ذكره رئيس الحكومة “الإسرائيلية” بنيامين نتنياهو ووزير الحرب يسرائيل كاتس في بيان مشترك، أن التحضيرات للعملية بدأت قبل أسابيع، وأن اختيار التوقيت جاء بناءً على “فرصة استخبارية” تمثلت في اجتماع قادة حماس. وأوضحت المصادر أنّه في وقت وقوع عملية القدس، كانت خطة تنفيذ الاستهداف قد بلغت مراحل متقدمة، وكانت مقاتلات سلاح الجو الإسرائيلي بالفعل في الأجواء على بُعد دقائق من الضربة في الدوحة.
وأشارت المصادر إلى أن الاجتماع الذي جمع فريق التفاوض الأساسي في حماس كان حدثًا استثنائيًا بتركيبته القيادية العليا، وجاء على خلفية المقترح الأميركي المطروح على طاولة المفاوضات، معتبرةً أن الهدف الأميركي المحتمل قد يكون دفع قيادة الحركة للاجتماع تمهيدًا للاستهداف.
ولفتت المصادر إلى أنّ قيادات حماس في الخارج لا تتحرك بحرية حتى في قطر، وتعمل بسرية تامة نظرًا لكونها أهدافًا مطلوبة لدى الكيان “الإسرائيلي”، وأن مستوى الحذر لدى القيادات ارتفع منذ الحرب الأخيرة على إيران، ما دفعها إلى “رفع مستوى التحصين” واعتماد إجراءات مشددة لحماية تحركاتها.
من جهته، أكد بيان مشترك لنتنياهو وكاتس أن القرار باستهداف قيادة حماس اتُخذ “بعد الهجمات في القدس وغزة”، مشيرين إلى أن العملية جاءت نتيجة فرصة عملياتية وبدعم كامل من الأجهزة الأمنية. وأضاف البيان أن العملية مبررة لأن قيادة حماس هي من بادرت ونظّمت عملية السابع من أكتوبر.
وأفادت هيئة البث العام “الإسرائيلية” (“كان 11”) بأن بعض المسؤولين الأمنيين عارضوا توقيت العملية في ظل تجدد المحادثات وطرح مقترح أميركي جديد لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، معتبرين أنّ هناك ما يمكن استثماره في المفاوضات. وأوضحت القناة أن الاعتراض كان على توقيت العملية وليس على جوهرها، وأن العملية خُطط لها منذ أكثر من عام، وأن الفرصة العملياتية تمثلت في الاجتماع النادر لكبار قادة حماس، بمشاركة معظم القيادات باستثناء خالد مشعل.
ونقل مراسل القناة 12 “الإسرائيلية” وموقع “أكسيوس” الأميركي عن مسؤول في البيت الأبيض أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تلقت إخطارًا بالهجوم على قيادات حماس في قطر “بعد إطلاق الصواريخ بالفعل”، مشيرًا إلى أن واشنطن لم يكن أمامها فرصة للتدخل أو إبداء موقف.
بدوره، أكد الرئيس “الإسرائيلي” يتسحاق هرتسوغ أنّ قرار استهداف قيادة حماس كان مهمًا وصحيحًا، مشيرًا إلى أن قادة الحركة مسؤولون عن هجمات السابع من أكتوبر ويعرقلون مرارًا جهود التسوية المتعلقة بإطلاق الرهائن، بحسب زعمه.
المصدر: عرب 48