السيد الحوثي: جرائم العدو الإسرائيلي في غزة تجسيد للإبادة الجماعية وتوحّش غير مسبوق

وصف قائد أنصار الله، السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، استهداف العدو الإسرائيلي للأطفال في قطاع غزة بالجرائم الوحشية القاسية، والانتهاك لكل الحرمات، مؤكداً أن العدو تجاوز كل الاعتبارات المتعارف عليها.
وقال السيد الحوثي، في خطاب له اليوم الخميس حول آخر التطورات والمستجدات في قطاع غزة: “جرائم العدو الإسرائيلي شاهدة على أنه بلغ حد التجرد من كل المشاعر الإنسانية والقيم الفطرية، وأنه لا يعترف بشرع إلهي، ولا بقوانين، ولا بمواثيق، ولا بحقوق، ولا بأعراف.”
وأكد أن حصيلة العدوان الإسرائيلي، بالشراكة مع أمريكا، خلال هذا الأسبوع تجاوزت 3500 شهيد وجريح من الأطفال والنساء والنازحين، مشيراً إلى أن “مصائد الموت الأمريكية الإسرائيلية لا تزال تقدم وجبات القتل باستمرار كل يوم.” وأضاف أن “جريمة التجويع من أقبح وأسوأ جرائم العدو الإسرائيلي في قطاع غزة، وأن معاناة الأطفال كبيرة جداً نتيجة للتجويع وسوء التغذية.”
وأوضح أن العدو الإسرائيلي يحاول خداع العالم بأنه يسمح بإلقاء المساعدات على رؤوس الشعب الفلسطيني وفق مخطط يستهدفه، مؤكداً أن هذه المساعدات الجوية “مصائد موت” تقتل الأطفال والنازحين، وأن القليل الذي يُسمح بدخوله غالباً ما يكون قد انتهت صلاحيته، بعد أن احتجزت الشاحنات على أبواب المنافذ حتى فسدت حمولتها.
وأشار السيد الحوثي إلى استمرار سقوط الشهداء يومياً، ولا سيما الأطفال الأكثر تضرراً والأقل تحملاً، مؤكداً أن جنود العدو الإسرائيلي يتعمدون الاستهداف المباشر والقنص القاتل للأطفال، وأنه قتل حشوداً بأكملها أثناء تجمع المواطنين في نقاط توزيع المساعدات. واعتبر أن العدو يستهدف جيلاً كاملاً من الشعب الفلسطيني، ولهذا تُوصَف جرائمه بالإبادة الجماعية، وهي حقيقة باتت معترفاً بها حتى في المجتمعات الغربية.
وتطرق إلى جريمة استهداف الإعلاميين في قطاع غزة، حيث استشهد ستة منهم في خيمتهم، مؤكداً أن الاستهداف كان متعمداً لمنع الحقيقة من الوصول إلى العالم. ووصف العصبة الصهيونية الطاغية بأنها بلغت من الإجرام ما لم يبلغه غيرها، وأنها لم تترك شكلاً من أشكال الجرائم إلا واستخدمته ضد الشعب الفلسطيني، متفننة في ابتكار أساليب الاضطهاد والتعذيب والظلم.
ورأى أن جرائم العدو الإسرائيلي تعبّر عن “النفسية المتوحشة والحقودة” وعن أهداف الإبادة الجماعية، مشيراً إلى أن الصهاينة يسعون لقتل أكبر عدد ممكن من أبناء الأمة بكل الوسائل، من القتل المباشر إلى التجويع والتعطيش والتهجير القسري.
كما لفت إلى أن العدو يعلن عن مناطق آمنة ثم يستهدف النازحين فيها لتهجيرهم مجدداً، مؤكداً أن قادة الكيان وزعاماته الدينية والتربوية يربّون أجيالهم على ثقافة الإجرام. وكشف أن بعض المجندات الصهيونيات يتباهين بقتل الأطفال عمداً للتسلية، محذراً من التعامل مع هذه الجرائم وكأنها أفعال معزولة عن فكر وثقافة هذا الكيان.
وختم بالتأكيد على أن الخطر الأكبر على الأمة هو التجاهل والتغافل عن حقيقة العدو، مشدداً على ضرورة التمسك بالمبادئ الإسلامية، ولا سيما قدسية المسجد الأقصى، في مواجهة محاولات التهويد ورفع الأعلام الإسرائيلية في باحاته، وصولاً إلى رفعها على صحن مسجد قبة الصخرة.
المصدر: المسيرة