الرئيس الايراني: لو لم يتم الرد على عدوان الصهاينة لكان ذلك سيؤدي إلى حرب شاملة في المنطقة

رأى الرئيس الايراني “مسعود بزشكيان” انه لو لم يتم الرد على عدوان الكيان الصهيوني، لكان من الممكن أن يؤدي إلى حرب واسعة النطاق وخارجة عن السيطرة في المنطقة.
واثناء كلمته في قمة الاتحاد الاقتصادي الأوراسي اليوم عبر تقنية الفيديو كونفرانس، شكر الرئيس الايراني بيلاروسيا -حكومة وشعبا – على استضافة قمة الاتحاد الاقتصادي الأوراسي.
وضمن اشارته الى ان الكيان الصهيوني شن عدوانا وحشيا وهجمات إرهابية ومسلحة غير قانونية على الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، بيّن بزشكيان ان هذا العدوان يأتي في خضم المفاوضات الايرانية-الامريكية غير المباشرة بشأن البرنامج النووي السلمي الإيراني، والتي تعرضت خلالها المنشآت النووية السلمية الإيرانية أيضا للهجوم.
واضاف الرئيس الايراني ان الهجمات العسكرية التي شنها الكيان الصهيوني وامريكا على المنشآت النووية السلمية الإيرانية، والتي تخضع للإشراف الكامل للوكالة الدولية للطاقة الذرية، تشكل انتهاكا صارخا لجميع القواعد الدولية، وتعتبر ضربة لا يمكن إصلاحها لمكانة نظام منع الانتشار النووي من قبل عضو دائم في مجلس الأمن.
واشار الى ان هذا الهجمات العدوانية غير القانونية استهدفت القوات العسكرية خارج اماكن خدمتهم،كما استهدفت أساتذة الجامعات والعلماء والمدنيين العزل ، مما ادى الى ستشهاد عدد كبير من المدنيين واصابة آخرين في هذه الهجمات على المناطق السكنية والبنية التحتية العامة والمستشفيات والمراكز الطبية.
واوضح انه خلال هذه الحرب المفروضة التي استمرت اثني عشر يوما، انخرطت القوات المسلحة الإيرانية، استنادا إلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، في الدفاع المشروع عن الشعب الإيراني الشريف وسيادته الوطنية وسلامة أراضيه، معتبرا انه انه لو لم يتم الرد على عدوان الكيان الصهيوني، لكان من الممكن أن يؤدي إلى حرب واسعة النطاق وخارجة عن السيطرة في المنطقة.
وفي هذا السياق، رأى الرئيس الايراني انه يجب على المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن يتبنى موقفا أكثر مسؤولية تجاه المعتدين ومفتعلي الحرب.
وبالاشارة الى أنه أصبح من الواضح الآن أكثر من أي وقت مضى ،أن سياسة الاسترضاء مع الكيان الصهيوني في سياق الانتهاكات المنهجية والمتكررة لحقوق الإنسان يجب التخلي عنها، اكد بزشكيان قائلا: أرى من الضروري أن أشكر جميع الدول التي أدانت هذه الاعتداءات السافرة بمسؤولية. كما أن قمة قادة الاتحاد اليوم تشكل فرصة ثمينة لنقل الموقف الجماعي للأعضاء إلى العالم في إدانتهم الحازمة لهذه الاعتداءات والتهديدات الإقليمية والعالمية التي تشكلها.
وبيّن بزشكيان انه لطالما سعت ايران الى أن تكون عضوا وشريكا فاعلا وموثوقا به في العلاقات الاقتصادية الإقليمية، مضيفا ان تطبيق اتفاقية التجارة الحرة بين إيران والاتحاد الاقتصادي الأوراسي تعد خطوة مهمة نحو تعميق العلاقات الاقتصادية في المنطقة، وتوفر فرصا فريدة للاقتصادات الوطنية ورجال الأعمال في الدول المتعاقدة.
وتابع الرئيس الايراني: أقدر قرار القمة السابقة لزعماء الاتحاد بمنح صفة المراقب للجمهورية الإسلامية الإيرانية، الأمر الذي سيؤدي إلى حضور أوسع وأكثر فعالية في أنشطتنا الاقتصادية كاتحاد.
وفيما يتعلق في مجال الترانزيت، اوضح بزشكيان انه يتم النظر في تطوير وتحديث ممرات السكك الحديدية والطرق القائمة وتعزيز النقل الجوي وإنشاء مناطق مشتركة خاصة واستخدام قدرات الترانزيت في الموانئ الإيرانية لربط الدول الأعضاء في الاتحاد بالأسواق العالمية.مضيفا انه وفي قطاع الطاقة، فإن التعاون بين المنتجين والمستهلكين واستخدام القدرات الموجودة لربط شبكات الطاقة في المنطقة من الأمور التي تهمنا.
واما فيما يخص التكنولوجيات الجديدة،فقد اعتبر بزشكيان ان إنشاء البنية التحتية اللازمة لتعزيز التعاون في مجال التكنولوجيات الرقمية وتسهيل تبادل المعلومات والتجارة الجديدة، وتنظيم الذكاء الاصطناعي، وبذل جهود مشتركة لمكافحة الأحادية في هذا المجال من شأنه أن يزيد من القدرات الوطنية والجماعية.
ولفت الى انه مما لا شك فيه أنه لن يكون من السهل الاستفادة الكاملة من إمكانات وفوائد اتفاقية التجارة الحرة دون تطوير بنية تحتية مصرفية مستقلة ومناهضة للعقوبات،اعتبر انه وفي هذا السياق، قد يكون من بين المواضيع المطروحة تمويل مشاريع البنية التحتية والصناعية المشتركة من قِبل بنك التنمية الأوراسي، وتوسيع نطاق نظام التداول المالي للاتحاد ليشمل الدول المراقبة المهتمة، وإدخال نظام تسوية بالعملات الوطنية.
واستطرد قائلا: إنني على ثقة بقدرتنا على تقديم نموذج ناجح للتكامل الإقليمي، وتحويل هذه الفرصة التاريخية إلى نقطة تحول نحو النمو المشترك، فالمستقبل للدول التي تمهد الطريق للتقدم من خلال التعاون والثقة المتبادلة.
واختتم الرئيس بزشكيان كلمته قائلا: “أتمنى النجاح لهذا الاجتماع المهم، والرخاء والراحة والرفاهية والآفاق المشرقة لحكومات ودول الاتحاد الأوراسي الموقرة”.