إيران تغيّر وعي المجتمع الصهيوني بعد انتهاء الحرب وتجبر الآلاف على المغادرة

بعد انتهاء الحرب بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والاحتلال الصهيوني، نجحت طهران في إحداث تغييرٍ عميق في وعي المجتمع الصهيوني، وأجبرت الآلاف على مغادرة الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ورغم أن الحرب التي خاضتها إيران بكل جدارة واقتدار ضد الكيان الصهيوني قد انتهت عمليًّا لصالحها، فإن آثارها ونتائجها على المجتمع الإسرائيلي لا تزال تتفاقم يومًا بعد يوم، وتنعكس على تفاصيل الحياة اليومية للمستوطنين، إذ إن منازل عشرات الآلاف مدمّرة أو شبه مدمّرة، والخسائر فادحة.
وبالأرقام، أفاد ما يُسمّى “صندوق التعويضات” في سلطة الضرائب الإسرائيلية بأنه حتى صباح الأربعاء، تم تسجيل 41,651 طلبًا للتعويض عن أضرار مادية مباشرة ناتجة عن الصواريخ الإيرانية، بينها 32,975 طلبًا عن أضرار لحقت بالمباني، و4,119 طلبًا لأضرار في الآليات، و4,456 طلبًا تتعلق بالممتلكات. وقد تركزت الطلبات في تل أبيب بـ26,084 طلبًا، وفي عسقلان بـ12,364، وهما المدينتان الأكثر تضررًا نتيجة الاستهداف الصاروخي الإيراني.
وقال الخبير في الشأن الإسرائيلي، عادل شديد، في مقابلة مع قناة المنار، إن ما جرى شكّل “سابقة نوعية ومفاجئة للمستوطن الصهيوني”، مضيفًا أن الإسرائيلي اعتاد أن يرى الدمار في الأماكن العربية والفلسطينية، ولم يتوقّع أن يعيش هذه المشاهد في قلب المدن والأحياء الإسرائيلية. وأشار إلى أن هذا الواقع “أحدث تغييرًا في وعي المجتمع الإسرائيلي”.
وخلال الحرب، ركّزت الصواريخ الإيرانية على المراكز الأمنية والعسكرية في عمق الكيان، بالرغم من تعمّد الاحتلال استهداف منشآت مدنية في إيران، لتكون النتيجة مشاهد دفعت المستوطن إلى التفكير جديًا في مغادرة فلسطين المحتلة. فـ”ما كان يفعله في غزة ولبنان من بطش ودمار طُبّق عليه، وبتوقيعٍ إيراني”، بحسب ما كشفت عنه الصحف العبرية، التي تناولت ظاهرة اندفاع المستوطنين نحو التملّك في قبرص واليونان.
وأوضح شديد أن المجتمع اليهودي، الذي كان داعمًا لاستمرار الحرب على قاعدة أن “الحرب لا تدور إلا في أرض العدو”، بات اليوم يرى أن “إسرائيل تدفع الثمن كما تدفعه الأطراف الأخرى من دمار وخراب”، مضيفًا: “كل إسرائيلي يشعر اليوم أن الصاروخ، إن أُطلق، فهو موجه إليه مباشرة… وما حصل في هذه الحرب تجاوز عشرات العقود من الصراع”.
وهكذا، تكون الجمهورية الإسلامية في إيران قد نجحت في إحداث تغيير جذري في الوعي الصهيوني، واضعة الإسرائيليين أمام خيارين لا ثالث لهما: إما الرحيل، أو العيش في رعبٍ دائم بانتظار الصواريخ في أي جولةهجوم قادمة.
تقارير قبرصية: ارتفاع غير مسبوق في تملّك المستوطنين الصهاينة للعقارات وسط تحذيرات من “تهديد للأمن القومي”
بالتزامن مع تفاقم الأضرار التي لحقت بكيان الاحتلال خلال الحرب الأخيرة، كشفت تقارير إعلامية قبرصية عن ارتفاع كبير في أعداد الصهاينة الذين يتملكون عقارات في قبرص، خشيةً من تطورات الأوضاع داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وفي هذا السياق، طرحت صحيفة بوليتيس القبرصية تساؤلًا جدّيًا: “هل تتحوّل قبرص إلى موطن جديد لسكان إسرائيل؟”، في إشارة إلى تسجيل موجة نزوح جماعي غير مسبوقة من المستوطنين إلى الجزيرة عبر البحر خلال الأسبوعين الماضيين، هربًا من الصواريخ الإيرانية.
الصحيفة القبرصية حذّرت مما وصفته بـ”ظاهرة مقلقة”، تتمثل في تصاعد وتيرة شراء المستوطنين الصهاينة للأراضي والمنازل، خاصةً بعد انطلاق المواجهة الأخيرة بين الكيان الصهيوني والجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وقال ستيفانوس ستيفانو، الأمين العام لحزب “أكيل” اليساري القبرصي المتطرف “الإسرائيليون يشترون الأراضي في بلادنا دون أي رقابة… بلدُنا يُنتزع منا… إسرائيل تحتلنا. الخطر كبير وقادم، وبلدنا يضيع”.
وأكدت بوليتيس أن المستوطنين الصهاينة الوافدين إلى الجزيرة يقتربون من تأسيس مدينةٍ خاصة بهم، مشيرة إلى أن حركة “حباد” اليهودية الصهيونية تمتلك حاليًا ستة منازل، وكنيسًا، وروضة أطفال، ومدفنًا، إلى جانب منشآت مخصصة للأنشطة الصيفية.
ونقلت الصحيفة عن أحد النشطاء القبارصة قوله “من الواضح أنهم سيحاولون الاستيلاء على قبرص. لقد بدأوا فعليًا بشراء المنازل والشقق والشركات. المكان ممتلئ بالإسرائيليين الآن، إنها مسألة وقت فقط، وأنا واثق أنهم سيجدون شيئًا في الكتاب المقدس يبرر استيلاءهم على أرضنا”.
كما صرّح الناشط الصحفي والمحامي ديميتري لاسكاريس قائلاً “الإسرائيليون يتدفقون إلى قبرص لشراء أي شيء. أشعر أن الناس لا يدركون حجم العقارات التي يشترونها، أو ماهية استراتيجيتهم من وراء ذلك. هذا فيديو من العام الماضي، وربما أصبح الوضع أسوأ الآن”.
وحذّر مراقبون قبارصة من هذه “العملية العشوائية للشراء الإسرائيلي”، معتبرين أن هناك مشروعًا إسرائيليًا واسع النطاق قد يجعل من قبرص “أرضًا موعودة” جديدة، بعدما بلغ عدد الصهاينة الفارين إلى الجزيرة نحو 15 ألف مستوطن.