الرئيسية » Top » كواليس المكالمة الأخيرة: ترامب وبّخ نتنياهو لتثبيت وقف إطلاق النار

كواليس المكالمة الأخيرة: ترامب وبّخ نتنياهو لتثبيت وقف إطلاق النار

كشفت تقارير متطابقة أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وجّه توبيخًا حادًا لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وطالبه بإلغاء الهجوم الجوي على إيران بعد المزاعم الإسرائيلية بـ”خرق طهران لوقف إطلاق النار”، وذلك في مكالمة هاتفية حملت عبارات بعيدة عن التخاطب الدبلوماسي التقليدي.

وبحسب ما أفاد موقع “أكسيوس”، الثلاثاء، فإن ترامب تدخّل بشكل مباشر في اللحظات الأخيرة، وطلب من نتنياهو “عدم إسقاط القنابل” على إيران، وكتب في منشور على منصة “تروث سوشيال”: “إسرائيل. لا تُسقِطوا تلك القنابل. إذا فعلتم، فسيُعد ذلك خرقًا جسيمًا. أعيدوا طيّاريكم، على الفور!”.

وكانت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي قد انطلقت بالفعل لتنفيذ هجوم موسّع على أهداف في طهران، ردًا على مزاعم بـ”خرق إيراني لوقف إطلاق النار” بإطلاق 3 صواريخ صباح الثلاثاء، أعقبت موجات متتالية من الهجمات الصاروخية أسفرت عن مقتل 4 أشخاص في بئر السبع وإصابة آخرين.

وبينما كانت الطائرات في الجو، صرّح ترامب للصحافيين، قبل صعوده طائرته الرئاسية، بلهجة غاضبة: “أنا غير راضٍ عن إسرائيل، وغير راضٍ عن إيران. لكنني غير راضٍ إطلاقًا عن إسرائيل. عندما أقول 12 ساعة من وقف إطلاق النار، فلا تذهب وتُسقِط كل ما لديك عليهم بعد ساعة من ذلك بسبب صاروخ واحد ربما أُطلق عن طريق الخطأ”.

وأضاف بحدة: “لدينا دولتان تقاتلان منذ وقت طويل وبقسوة لدرجة أنهما لا تعلمان ما الذي تفعله كل منهما بحق الجحيم”، على حد تعبيره.

مكالمة “صعبة” ولغة غير مألوفة

وأكد مصدر في البيت الأبيض لموقع “أكسيوس” أن ترامب أجرى المكالمة مع نتنياهو قبيل إقلاع طائرته من ماريلاند للمشاركة في قمة الناتو، وقال إن الرئيس “تحدث بلهجة استثنائية الحدة والوضوح”.

وأفاد مسؤول أميركي رفيع بأن “الرئيس أوضح لنتنياهو ما يجب القيام به للحفاظ على وقف إطلاق النار. رئيس الحكومة فهم خطورة الوضع والمخاوف التي عبّر عنها ترامب”.

أما صحيفة “معاريف” فقد أفادت بأن المكالمة الهاتفية بين ترامب ونتنياهو كانت “قاسية بنفس القدر الذي اتّسمت به تصريحات ترامب العلنية”، وأضافت أن تعليمات إعادة الطائرات صدرت مباشرة بعد المكالمة وبينما كان ترامب يغرد على منصته للتواصل الاجتماعي.

وفي بيان صدر لاحقًا عن مكتب نتنياهو، جاء أن “وقف إطلاق النار تقرر عند الساعة 7:00 صباحًا”، وأن إسرائيل “هاجمت بقوة في قلب طهران عند الساعة 3:00 فجرًا، وقتلت مئات من عناصر الباسيج والأجهزة الأمنية الإيرانية”، إلا أن إيران “أطلقت رشقة صاروخية قبل دخول الهدنة حيّز التنفيذ، ما أسفر عن مقتل 4 إسرائيليين في بئر السبع”.

وبحسب البيان ذاته، فإن إيران أطلقت في الساعة 7:06 صباحًا صاروخًا آخر، وفي الساعة 10:25 صاروخين إضافيين. وتابع البيان: “ردًا على خروقات إيران، دمّر سلاح الجو الإسرائيلي نظام رادار قرب طهران”.

وأضاف “بناءً على مكالمة الرئيس ترامب مع رئيس الحكومة نتنياهو، امتنعت إسرائيل عن تنفيذ ضربات إضافية. في المكالمة، عبّر الرئيس ترامب عن تقديره الكبير لإسرائيل التي حققت كل أهداف الحرب، كما عبّر عن ثقته في استقرار وقف إطلاق النار”.

سلاح الجو ينفّذ “تحية ودية” ويعود

في منشور لاحق، كتب ترامب على “تروث سوشيال”: “إسرائيل لن تهاجم إيران. جميع الطائرات ستلتف وتعود إلى الوطن، بينما تؤدي ‘تحية الطائرة’ الودية لإيران. لن يتضرر أحد، وقف إطلاق النار قائم! شكرًا لاهتمامكم بهذا الأمر!”.

وذكرت صحيفة “معاريف” أن “عشرات المقاتلات الإسرائيلية كانت في طريقها إلى طهران”، وأن نتنياهو، عبر سكرتيره العسكري، أمر الطيارين بالعودة إلى القواعد، مضيفةً: “في النهاية، هوجمت فقط أهداف رمزية وتم تنسيقها مع الأميركيين لإغلاق الملف”.

وأفادت هيئة البث العام الإسرائيلية (“كان 11”) بأن ذلك جاء عقب اجتماع عقده نتنياهو مع وزير الأمن، يسرائيل كاتس، ورئيس أركان الجيش، إيال زامير، تم خلاله الاتفاق على “بنك أهداف” في إيران، تقرر مهاجمته ردًا على ما وُصف بأنه “خرق إيراني لوقف إطلاق النار”.

وعبرت مصادر داخل الجيش الإسرائيلي عن ارتباك كبير. وأفادت مصادر مطلعة بأن هناك “حالة من الحيرة في سلاح الجو وفي هيئة الأركان، إذ رفض الجيش تأكيد أن الطائرات كانت بالفعل في طريقها إلى إيران، وامتنع عن الرد على طبيعة الأوامر التي صدرت”.

ووفقا لما أوردت صحيفة “معاريف”، فإن “نتنياهو لم يُوَبَّخ بهذا الشكل من قبل”، مشيرةً إلى أن الرئيس الأميركي “صبّ غضبه عليه”، الأمر الذي أدى إلى “انسحاب طائرات المقاتلة الإسرائيلية” من الأجواء الإيرانية.

ارتدادات داخل القيادة العسكرية

وبحسب المصادر ذاتها، فإن بعض المسؤولين في وزارة الأمن اعتبروا أن سلاح الجو “الإسرائيلي” “تعرّض لإذلال” في أعقاب التوبيخ العلني الذي وجّهه ترامب، كما صرّح مسؤول إسرائيلي لصحيفة “معاريف” بأن “هناك تساؤلات في تل أبيب حول كيفية المضي قدمًا بعد أن تدخّل الرئيس الأميركي بهذا الشكل العلني في لحظة عملانية”.

كشفت تقارير أن المسؤولين الأميركيين نقلوا بالتوازي رسائل لإيران عبر الوسيط القطري، مفادها: “لا مزيد من الحماقات. لا إطلاق نار”، فيما أعلن الحرس الثوري الإيراني أن “الرد على أي عدوان سيكون مضاعفًا ومدمرًا”.

المصدر: موقع عرب 48

x

‎قد يُعجبك أيضاً

استهدافات متفرقة في طهران والرد العسكري مسألة وقت

شهدت الساعات الماضية سلسلة من الاعتداءات المتفرقة، كان أبرزها استهداف سجن في شمال العاصمة طهران، ...