عراقجي: نؤكد دعمنا لوحدة لبنان وسيادته في وجه الاحتلال والتدخلات

وصل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي صباح اليوم الثلاثاء إلى العاصمة اللبنانية بيروت، في زيارة رسمية قادماً من القاهرة، ضمن جولة إقليمية تشمل عدداً من دول المنطقة.
وكان في استقباله في مطار رفيق الحريري الدولي السفير الإيراني في بيروت، وعدد من نواب كتلة “الوفاء للمقاومة”، إلى جانب شخصيات رسمية أخرى.
وفي مؤتمر صحفي مقتضب فور وصوله، شدد عراقجي على دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية لوحدة وسيادة الأراضي اللبنانية، مؤكداً أن “لا يحق لأي طرف التدخل في الشؤون الداخلية للبنان”، ومجدداً وقوف بلاده إلى جانب بيروت في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
وهنّأ الوزير الإيراني الشعب اللبناني بمناسبة عيد المقاومة والتحرير الذي يصادف في 25 أيار من كل عام، كما قدّم التهاني بعيد الأضحى المبارك.
وأوضح أن زيارته تأتي في إطار جولة إقليمية بدأها من القاهرة، لافتاً إلى أنه سيلتقي خلال وجوده في بيروت كبار المسؤولين اللبنانيين، بينهم رئيس الجمهورية، ورئيس مجلس النواب، ورئيس الحكومة، بالإضافة إلى وزير الخارجية.
وأضاف: “أولوية السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية هي دول الجوار ومنطقة غرب آسيا، وأصدقاؤنا في هذه المنطقة”. وأكد أن العلاقات بين إيران ولبنان “تاريخية ومتجذّرة، وقائمة على الاحترام المتبادل”، مشيراً إلى “عزم طهران على تعزيز هذه العلاقات بما يخدم المصالح المشتركة بين البلدين”.
وشدد عراقجي على أن “استقلال لبنان وسيادته ووحدة أراضيه مسألة أساسية لإيران ولمنطقة غرب آسيا بأسرها”، مضيفاً: “دعمنا للبنان ضد الاحتلال الصهيوني هو موقف ثابت ومستمر، لا سيما في ظل الظروف الصعبة الراهنة التي يمر بها”.
وقال: “نحن دولة صديقة للبنان، ودعمنا له لا يعني بأي حال من الأحوال تدخلاً في شؤونه الداخلية، بل هو تأكيد على وقوفنا إلى جانب الشعوب المستضعفة، ومنها الشعب اللبناني”.
كما أدان استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأراضٍ لبنانية، معتبراً أن “إدانة الاحتلال هو موقف داعم لسيادة لبنان، ولا يجوز لأي دولة في المنطقة أن تتدخل في شؤون الدول الأخرى”. وختم الوزير الإيراني كلمته بالتعبير عن أمله بأن تُفتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية بين لبنان وإيران، “تقوم على الاحترام المتبادل وتُراعي مصالح الشعبين”.
حميد: إيران وقفت إلى جانب لبنان في أصعب الظروف
من جهته، أكد عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب أيوب حميد، خلال استقباله الوزير الإيراني في المطار، أن “الشعب الإيراني لطالما وقف إلى جانب الشعب اللبناني في أحلك الظروف”، معرباً عن ترحيبه بعراقجي باسم الرئيس نبيه بري وقيادات “حركة أمل”، و”حزب الله”، والفصائل الفلسطينية، والقوى الوطنية والإسلامية كافة.
وقال حميد إن “المواقف التاريخية للجمهورية الإسلامية منذ انتصار الثورة الإسلامية، جسّدت دعماً ثابتاً لقضايا الإنسان وحقوق المستضعفين، وفي طليعتها القضية اللبنانية”.
وأضاف: “نُقدّر المبادرات الإيرانية المستمرة في دعم لبنان، لا سيما في الأوقات العصيبة، سواء خلال التحرير أو في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة، ونثمّن العروض الإيرانية المتعلقة بإعادة إعمار البنى التحتية، ومنها ملف الكهرباء”.
وأشار إلى أن “العلاقة بين الشعبين الإيراني واللبناني راسخة، وطبعتها روح الأخوّة والاحترام المتبادل”، مؤكداً أن “الحضور الشعبي والرسمي الكثيف اليوم في استقبال الوزير عراقجي يعبّر عن عمق هذه العلاقة”.
وختم حميد بالقول: “نرحب بكم بين أهلكم وإخوانكم في لبنان، ونتطلع إلى تعزيز أواصر التعاون بين بلدينا في مختلف المجالات، بما يخدم قضايا شعوبنا العادلة”.
واستهلّ الوزير عراقجي زيارته إلى بيروت بلقاءٍ مع نظيره اللبناني يوسف رجي، في مقر وزارة الخارجية، وذلك بحضور الوفد المرافق وعلى رأسه السفير الإيراني مجتبى أماني. وقد كان في استقبالهم إلى جانب الوزير رجي عدد من المستشارين وموظفي الوزارة.
عون لعراقجي: الحوار الداخلي المدخل لحلّ المسائل المختلف عليها
ودعا عراقجي إلى “الحوار الوطني في لبنان بين الطوائف والمجموعات والاتجاهات المختلفة”، فيما أكد رئيس الجمهورية جوزاف عون أن “الحوار الداخلي هو المدخل لحل المسائل المختلف عليها، وكذلك الحوار بين الدول بعيداً عن العنف”.
وأكد، عراقجي خلال لقائه عون في بعبدا اليوم بحضور وزير الخارجية يوسف رجي، أنّ دعم إيران للبنان يأتي في إطار العلاقات الجيدة بين البلدين ومبدأ عدم التدخل في السياسة الداخلية، مشيراً إلى دعمها أيضاً لاستقلال لبنان وسيادته ووحدة أراضيه والجهود التي يبذلها لانهاء الاحتلال الإسرائيلي.
من جانبه، قال عون إنّ “لبنان يتطلع إلى تعزيز العلاقات من دولة إلى دولة مع إيران”.
وإذ أبدى عراقجي استعداد الشركات الإيرانية للمشاركة في إعادة إعمار لبنان إذا كانت الحكومة اللبنانية ترغب في ذلك، لفت عون إلى أن إعادة اعمار ما هدمته الحرب الإسرائيلية على لبنان من “الأولويات التي نعمل عليها مع الحكومة بالتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة وفق القوانين المرعية الإجراء”.
عراقجي من عين التينة : ندعم إستقلال لبنان وسيادته ووحدة أراضيه والجهود المبذولة لإخراج المحتل
كما استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة،الوزير عراقجي والوفد المرافق، في حضور السفير الإيراني لدى لبنان مجتبى أماني حيث تناول البحث الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية وملف إعادة الإعمار والعلاقات الثنائية بين البلدين.
وبعد اللقاء الذي إستمر لأكثر من ساعة تحدث الوزير عراقجي للاعلاميين :”كانت لدي لقاءات جيدة و مفيدة للغاية مع فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس المجلس رئيس البرلمان وأيضا معالي وزير الخارجية ، طبعا إن العلاقات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية ولبنان لطالما كانت علاقات جيدة للغاية بين الحكومتين والشعبين، وإننا عازمون تماما ان نستمر في هذه العلاقات الجيدة في ظل الظروف الجديدة”.
وأضاف :”والحمد لله فقد لمست هذه الإرادة أيضا في فخامة الرئيس اللبناني وباقي المسؤولين في لبنان وإن شاء الله سنستمر في مسارنا هذا من أجل تعزيز العلاقات السياسية والإقتصادية”.
وتابع:”إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدعم بشكل تام إستقلال لبنان وسيادته ووحدة أراضيه. ونحن نتطلع نحو إقامة علاقات قائمة على الإحترام المتبادل والمصالح المتبادلة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي من الطرفين”.
وأضاف :”نحن ندين إحتلال أجزاء من الأراضي اللبنانية عبر الكيان الصهيوني وندعم أيضا كل الجهود التي تبذلها أو يبذلها لبنان حكومة وشعبا من أجل إخراج المحتل بأي طريقة كانت ، أي من الطرق الديبلوماسيه أيضا.
وتابع :”طبعا أنا قلت لنظيري معالي وزير الخارجية اللبناني أنه بإمكانه أن يعتمد على إيران بخصوص الجهود الديبلوماسية التي يبذلها من أجل إنهاء الإحتلال وإعادة إعمار لبنان والإصلاح الإقتصادي، وبطبيعة الأمر هذا الأمر هو قائم على العلاقات الودية والأخوية في ما بيننا وليس بمعنى التدخل في الشؤون الدلخلية”.
وفي موضوع إعادة الاعمار، قال الوزير عراقجي :”طبعا في موضوع إعادة اعمار لبنان فإن الشركات الايرانية مستعدة للمشاركة في هذا الأمر واذا كانت الحكومة ترغب في هذا الأمر بإمكان ان تتم هذه العملية عبر الحكومة اللبنانية” .
وأضاف عراقجي :” طبعا نحن ندعم الحوار الوطني في لبنان والوحدة الوطنية والوفاق الوطني وسندعم ايضا قرار يتوصل اليه كافة المجموعات والاطياف والطوائف اللبنانية، هذا الحوار أمر يخص اللبنانيين فقط واي دولة ليس لديها الحق بأن تتدخل في ذلك”.
عراقجي من السرايا: ايران حريصة على فتح صفحة جديدة في العلاقات مع لبنان
واستقبل رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام الوزير عراقجي، الذي وجه له دعوة باسم الرئيس الايراني مسعود بزشكيان لزيارة طهران. وأكد” حرص بلاده على فتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية مع لبنان، تقوم على قاعدة الاحترام المتبادل وعدم تدخل اي دولة بشؤون الأخرى”.
بدوره أكد الرئيس سلام أن” لبنان حريص على العلاقات الثنائية مع إيران على قاعدة الاحترام المتبادل والحفاظ على سيادة البلدين، وما يضمن استقلال كل دولة لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة”.
كما شدد الوزير عراقجي على “ضرورة تطوير وتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين، والعمل على تذليل العقبات أمام الاستثمارات والتبادل التجاري”.
المصدر: موقع المنار