“إسرائيل” تتحسب من التوصل لاتفاق نووي أميركي – إيراني مرحلي خلال شهر

تقرير: خطة “إسرائيل” لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، التي لجمها ترامب، كان هدفها التسبب بسقوط النظام الإيراني، وتسريب الخطة هدفه الضغط على إيران في المفاوضات، لكن “إسرائيل” تتحسب من “تنازلات” يقدمها ترامب في المفاوضات.
تأمل “إسرائيل” من الناحية الإستراتيجية بأن يلحق تفكيك البرنامج النووي الإيراني، من خلال هجوم عسكري واسع أو بواسطة مفاوضات، ضربة شديدة للغاية بالنظام تؤدي إلى سقوطه، “مثلما حدث لنظام القذافي في ليبيا. وعندها فقط، وفق القناعة في “إسرائيل”، سيزول التهديد النووي علينا، وطالما أن النظام موجود، ستتمكن إيران من ترميم البرنامج النووي”، بحسب تقرير للمحلل الأمني، رون بن يشاي، في صحيفة “يديعوت أحرونوت” اليوم، الجمعة.
وتسود قناعة في جهاز الأمن “الإسرائيلي” بأنه إذا لم تعمل “إسرائيل” خلال أشهر معدودة من أجل تدمير البرنامج النووي الإيراني، فإنها ستهدر “فرصة تاريخية”، وأن “تقديرات جميع المسؤولين الأمنيين في “إسرائيل” ومسؤولين كثر في البنتاغون وأجهزة الاستخبارات الأميركية، هي أن إنجازات حرب السيوف الحديدية (التي تشنها “إسرائيل” في عدة جبهات منذ 7 أكتوبر)، وخاصة الهجوم الأخير في إيران، إلى جانب الحضيض الاقتصادي والاجتماعي الذي تواجهه، يفتح نافذة فرص لمهاجمة المنشآت النووية وتدميرها بالكامل” حسب التقرير.
وأضاف التقرير أن “نافذة الفرص ستكون مفتوحة لفترة قصيرة، وربما لأشهر فقط. وبعد إغلاقها، سيكون الهجوم ناجعا أقل بكثير وسيدفع المهاجم ثمنا باهظا. واعتبار هام آخر، هو أن ولاية قائد القيادة الوسطى للجيش الأميركي، مايكل كوريلا، الذي يؤيد مهاجمة المنشآت النووية، ستنتهي بعد عدة أشهر، ولا يمكن معرفة موقف خلفه في المنصب وإلى أي مدى سيكون بالإمكان الاعتماد عليه بأن يدعم “إسرائيل” في هذه القضية”.
وأشار التقرير إلى أن رئيس الحكومة “الإسرائيلية”، بنيامين نتنياهو، أراد شن الهجوم بأقرب وقت ممكن، وجهاز الأمن “الإسرائيلي” بدأ ببلورة “خطة بديلة لهجوم جوي واسع يحتاج إلى مساعدة أميركية، ليس بالدفاع عن “إسرائيل” من رد إيراني فقط، وإنما في الجانب الهجومي أيضا”.
ووفقا للتقرير، فإنه لا يوجد غضب في “إسرائيل” بسبب تقرير صحيفة “نيويورك تايمز”، أمس، حول منع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، “إسرائيل” خلال لقائه مع نتنياهو، الأسبوع الماضي، من مهاجمة إيران حاليا، وأنه يوجد إدراك في “إسرائيل” أن تسريب موقف ترامب للصحيفة الأميركية غايته “ممارسة ضغط على إيران وإبراز وجود تهديد عسكري جدّي ومحدّد”.
من الجهة الأخرى، يتخوفون في “إسرائيل” من أن ترامب، رغم تهديداته لإيران وحشد قوة عسكرية أميركية في المنطقة، لن يتجه لاحقا إلى عمل عسكري ضد إيران كي لا يشكل خطراً على القوات الأميركية في المنطقة، ولذلك يقدرون في “إسرائيل” أن “ترامب سيفضل المساومة على اتفاق نووي سيء، كي يتمكن من التباهي بإنجاز دبلوماسي وحسب”.
وحسب التقديرات “الإسرائيلية”، فإن أحد احتمالين سيتحقق. الاحتمال الأول والمفضل على “إسرائيل”، هو أن تصل المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران إلى طريق مسدود، وأن يؤدي ذلك إلى عملية عسكرية أميركية – “إسرائيلية” ضد إيران، وبعدها ستكون إيران “أكثر ليونة وانفتاحا على قبول المطالب الأميركية – “الإسرائيلية” بشأن نزع سلاحها النووي والصاروخي، ثم استئناف المفاوضات بشكل يسمح بالتوصل إلى نتائج تكون مقبولة على “إسرائيل”.
والاحتمال الثاني الذي تتخوف “إسرائيل” منه جدا، حسب التقرير، هو أن يتجه ترامب إلى اتفاق مرحلي مع إيران قبل زيارته إلى المنطقة، الشهر المقبل. “واتفاق كهذا سيمنع عملية عسكرية ولن يحقق الهدف الذي تسعى إليه “إسرائيل”. وخطة الهجوم التي شملها تقرير نيويورك تايمز، أمس، غايتها التسبب بإسقاط النظام وليس فقط عرقلة السباق إلى القنبلة لسنة أو سنتين. ومن أجل تحقيق ذلك ينبغي تدمير كافة مكونات القوة الإيرانية – منشآت نووية، منظومة صنع الصواريخ وكذلك قواعد الحرس الثوري. ولهذا السبب إسرائيل بحاجة إلى مساعدات عملياتية أميركية”.
وذكر التقرير أن رئيس CIA، جون راتكليف، طرح خلال زيارته “لإسرائيل”، الأسبوع الماضي، أنه في حال عدم شن هجوم واسع ضد إيران، بالإمكان تنفيذ عمليات تخريب سيبرانية كبيرة ضد البرنامج النووي الإيراني شبيهة بالعملية الأميركية – “الإسرائيلية” التي نُفذت في العام 2006.
وأضاف التقرير أن مسؤولين سياسيين “إسرائيليين” يصرحون علنا بأنهم ليسوا متأكدين من الوجهة التي يسعى ترامب إليها، “وما إذا كان الرئيس الأميركي ومبعوثه (ستيف ويتكوف) يعلمان ماذا يريدان. ورغم أنه ستكون لدى “إسرائيل” قدرة هجومية مستقلة وناجعة ضد المنشآت النووية الإيرانية خلال فترة قصيرة نسبيا، لكن ليس مؤكدا أبدا أن ترامب، الذي لجم خطة مشتركة في هذه الأثناء، سيعطي ضوءا أخضر. ومن الجائز جدا أن الفرصة الوحيدة ستُهدر ونافذة الفرص لتغيير النظام في إيران ستُغلق”.