الجيش اللبناني يدخل إلى بلدة عيترون الجنوبية والاحتلال يواصل خروقاته
أفاد مراسل المنار بدخول الجيش إلى بلدة عيترون جنوبي لبنان على الحدود مع فلسطين المحتلة، من طريق وادي السلوقي لفك الحصار عن عدد من العناصر الذين أجبرهم الاحتلال على البقاء في مركز كتيبتهم خلال قيامهم، الأحد الماضي، بمحاولة الانتشار في البلدة، وفتح الطريق أمام الأهالي.
وأعلن الجيش اللبناني في بيان أن وحداته انتشرت في بلدة عيترون ومناطق أخرى جنوب نهر الليطاني
ووصلت قوات من الجيش إلى محيط بركة عيترون وعدد من النقاط الأخرى التي انسحب الاحتلال منها. أما الأهالي، فقد اكتفوا بالتجمع مجددًا عند المدخل الغربي لبلدتهم، بالقرب من السواتر الترابية التي كان العدو قد استحدثها هناك في وقت سابق.
وفي يوم الأحد الماضي، دخل بعض أهالي عيترون إلى البلدة رغماً عن العدو الإسرائيلي، لكن ما حصل هو أن قوات الاحتلال أطلقت النار عليهم، مما أدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء وتسجيل إصابات بين المشاركين كجرحى.
في الأيام الأخيرة، عاود جيش الاحتلال إطلاق النار على الأهالي، ولا سيما عند الساتر الذي كان قد رفع عند مدخل البلدة.
وبعد وصول أخبار دخول الجيش اللبناني، تجمع عدد من أهالي عيترون عند المدخل الغربي وتحديدًا عند منطقة الساتر الذي كان العدو الإسرائيلي يثبت فيه. ولكن الجيش اللبناني واصل اتخاذ التدابير التي تحول دون سقوط إصابات في صفوف المدنيين.
من بين تلك التدابير، منع الدخول إلى البلدة في انتظار ما قد تحمله طبيعة الانتشار الذي ينفذه الجيش اللبناني فيها، خوفًا من وقوع إصابات في صفوف المدنيين نتيجة لوجود الذخائر غير المنفجرة والعبوات التي زرعها جنود الاحتلال في عدد من المنازل.
وفي السياق، تم توزيع دعوات من قبل الأهالي لضرورة التوجه غدًا الأحد إلى عدد من القرى الجنوبية واقتحامها ومحاولة الدخول إليها وتحريرها كما حصل يوم الأحد الماضي، في انتظار ما ستحمله الساعات القادمة.
هذا، ومن المفترض أيضًا أن يصل الجيش اللبناني إلى منطقة بلاط، التي تقع عند الأطراف الشرقية الجنوبية لبلدة عيترون، ولكن العدو الإسرائيلي لا يزال في تلك النقطة ولا يزال يحافظ على وجوده في عدد من النقاط.
وكانت بلدية عيترون قد تهيأت أيضًا للدخول مع الجيش اللبناني ونفذت مجموعة من الأعمال المطلوبة في تلك البلدة لتأمين عودة الأهالي. وأفاد مراسل المنار بأن الدخول إلى عيترون سيكون محصورًا بالجنود وضباط الجيش اللبناني وآلياته. ودعت بلدية عيترون الأهالي إلى الحذر مما يمكن أن يكون قد زرعه العدو الإسرائيلي من تفخيخات وذخائر غير منفجرة، خاصة وأنه كان يحرص في الأيام الأخيرة على تنفيذ أعمال تجريف، وعلى دخول جنوده إلى عدد من المنازل وإحراقها وتنفيذ كمائن متقدمة في هذه البلدة، وقد تمكن من اختطاف عدد من الأهالي قبل أن يتم فك أسرهم في اليومين الماضيين.
كما أحرقت قوات العدو تحرق عدداً من المنازل في بلدات العديسة ورب ثلاثين وعيترون، بحسب ما أفاد مراسل المنار.
اعتداءات وخروقات
لم تتوقف الاعتداءات التي يقوم بها جيش الاحتلال في العديد من البلدات الحدودية، سواء بتخريب البنية التحتية أو القيام بتفجيرات تستهدف المنازل والمنشآت المدنية. وفي هذا الإطار، أقدم الاحتلال على جرف عدد من المنازل ومباني الحارة الشرقية الشمالية لبلدة يارون في محاولة فاشلة لترهيب الأهالي.
وخلال فترة وقف إطلاق النار، كانت هناك العديد من المباني لا تزال صامدة في المكان، لكن العدو الصهيوني عمد إما إلى تجريف بعضها أو تفخيخه وتفجيره خلال الفترة السابقة. أما عند نقطة الساتر، وهو المدخل الرئيسي لبلدة يارون، والذي يقع عند الطرف الشمالي للبلدة، فلا تزال هناك دبابة صهيونية تتمركز بشكل كامل.
حركة التجريف الواسعة التي تحصل في بلدة يارون كانت تستهدف المنازل التي كان يتحصن بها جيش العدو خلال الأيام الماضية، ولعل الأمر مرتبط باستكمال الانسحاب من هذه المنطقة واستكمال انتشار الجيش اللبناني من الجزء الغربي للبلدة باتجاه الجزء الشرقي، خاصة أن بلدة يارون قد أصبحت مقسومة إلى نصفين؛ حيث يتمركز الجيش اللبناني في النصف الغربي، بينما يتمركز جيش العدو الصهيوني في النصف الشرقي.
الأهالي يتوافدون إلى بلدة الطيبة
وفي بلدة الطيبة التي انسحب منها جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد انتهاء مهلة الـ 60 يومًا، توافد الأهالي بأعداد كبيرة جدًا إليها، وما زالوا يترددون بشكل دائم ومتواصل.
ومع بداية دخول الأهالي إلى البلدة، بدأت أعمال البحث عن جثامين الشهداء، حيث تعمل العديد من الجرافات والحفارات والآليات للبحث تحت أنقاض المنازل. وبالقرب من النادي الحسيني، يوجد أحد المباني الذي تعرض لغارات جوية، وكان بداخله مقاومون.
وفي العديد من القرى، تعمل الحفارات والآليات على رفع الركام والبحث عن جثامين الشهداء، إلا أن قوات الاحتلال الإسرائيلي بدأت بسياسة منع هذه المحاولات من خلال استهداف جميع الجرافات والآليات والحفارات، حتى الآليات الصغيرة. واليوم في بلدة الطيبة، تم استهداف هذه الآليات بالصواريخ والمسيرات.
لكن في بقية القرى، مثل بني حيان وطلوسة ويارين، كانت كل هذه الحفارات تستهدف بالقنابل المتفجرة بشكل متكرر ودوري، حتى تم منع تحريك أي جرافة في كل هذه القرى التي انسحب منها جيش الاحتلال الإسرائيلي القريب من الحدود، والتي عاد إليها أهلها مع انتهاء مهلة الـ 60 يومًا.
المصدر: موقع المنار