المقاومة تسلّم المحتجزين من بين ركام جباليا ومن أمام منزل السنوار.. وتستقبل 110 أسرى فلسطينيين
سلّمت “كتائب القسام” (الجناح العسكري لحركة حماس) اليوم الخميس الأسيرة المجندة آغام بيرغر من بين ركام مخيم جباليا شمال قطاع غزة إلى الصليب الأحمر، وذلك في إطار الدفعة الثالثة من تبادل الأسرى في ظل اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع. ووسط حشد جماهيري كبير من أمام منزل رئيس حركة حماس القائد الشهيد يحيى السنوار في خان يونس، تسلّم الصليب الأحمر الأسيرتين الصهيونيتين أربيل يهود وغادي موزيس، إضافة إلى خمسة أسرى تايلانديين. وعقب ذلك، أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي أن الأسرى السبعة المفرج عنهم من غزة وصلوا إلى الأراضي المحتلة.
وفي حين نقلت “هيئة البث الإسرائيلية” عن مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيفن ويتكوف، تأكيده التزام واشنطن بإعادة جميع الأسرى ومواصلة المرحلتين الثانية والثالثة من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، أفادت “يديعوت أحرونوت” العبرية عن مصدر أمني أن “الحافلات التي تقلّ الأسرى الفلسطينيين عادت أدراجها إلى الأماكن التي انطلقت منها”، مشيراً إلى أن “هناك تعليمات بتأخير قافلة الأسرى الفلسطينيين المقرر الإفراج عنهم من السجون الإسرائيلية”. بالتزامن قالت القناة الـ12 الإسرائيلية إن “مصلحة السجون الإسرائيلية تلقت تعليمات من القيادة السياسية بوقف إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين”، زاعمة أن ذلك “ناتج عن الفوضى خلال تسلم الأسرى في خان يونس”، حسب تعبيرها.
هذا التراجع عن تسليم الأسرى الفلسطينيين والذي لا يعتبر مفاجئاً مع عدو غادر ومتفلت من كل الالتزامات كالعدو الاسرائيلي، جاء عقب تصريح لرئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو بأن “المشاهد من غزة مروّعة وأطالب بضمان أمن الرهائن وعدم تكرار هذه الصور”، في تعبير واضح عن الغضب من صور القوة والنصر التي قدمتها فصائل المقاومة أثناء عملية تسليم الأسرى.
وفي وقت سابق، أتمّت “سرايا القدس” (الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي) إجراءات تسليم الأسيرين المحتجزين لديها وهما: أربيل يهود وغادي موزيس المخطط الإفرج عنهما اليوم ايضاً من خان يونس. وقالت إذاعة جيش الاحتلال إن الصليب الأحمر في طريقه لاستلام الأسيرتين من خان يونس.
وأفرجت كتائب القسام عن الأسيرة المجندة آغام بيرغر من ساحة الرزان في مخيم جباليا، والتي شهدت عمليات قصف وتدمير إسرائيلية كبيرة ضمن العملية العسكرية الوحشية التي شنها الاحتلال بهدف تهجير أهل الشمال، وقُتل خلالها وأصيب عدد كبير من جنود العدو حتى الأيام الأخيرة قبل وقف اطلاق النار، في دلالة على قدرات المقاومة الكبيرة وصمودها.
كما انتشر مقاتلو سرايا القدس في خان يونس جنوبي قطاع غزة حيث من المتوقع إطلاق سراح يهود وموزيس، في وقت قالت إذاعة جيش الاحتلال إن حركة الجهاد تحاول “استغلال إطلاق سراح الأسيرين لإظهار قوتها في خان يونس”.
وذكرت “القناة الـ13 الإسرائيلية” أن “تل أبيب” أخُطرت رسميا بأن الأسيرين غادي موزيس وأربيل يهود سيفرج عنهما من غزة قبل الساعة 12 ظهراً بالتوقيت المحلي. وأفادت هيئة البث أنه من المتوقع أن يتم تسليم الأسيرين يهود وموزيس من أمام منزل رئيس حركة حماس في غزة الشهيد القائد يحيى السنوار المدمر في خان يونس جنوبي القطاع الفلسطيني المحاصر.
بالمقابل تحرر 110 أسرى فلسطينيين ضمن الدفعة الثالثة من صفقة تبادل الأسرى، ومن بين الأسرى المحررين 32 أسيرا محكوما بالسجن المؤبد و48 أسيرا من أصحاب الأحكام العالية، بالإضافة إلى 30 أسيرا من الأطفال، وقد جرى إقرار هذه الدفعة الاستثنائية مقابل عودة النازحين إلى شمالي القطاع في ظل تذرع “إسرائيل” بعدم الإفراج عن الأسيرة أربيل يهود في الدفعة السابقة.
ويأتي ذلك بعد عرقلة الاحتلال إجراءات تحرير الأسرى الفلسطينيين بقرار من المستوى السياسي، وبرر ذلك “حتى يتم ضمان خروج آمن للرهائن الإسرائيليين في الدفعات اللاحقة”، وأعلنت جمعية الهلال الأحمر تعامل طواقمها مع 14 إصابة في بيتونيا بالقرب من سجن “عوفر” خلال قمع جيش الاحتلال للفلسطينيين الذين يترقبون تحرر الأسرى، بينها 3 إصابات بالرصاص الحي ومثلها بالمطاطي و8 حالات اختناق بالغاز المسيّل للدموع.
وتندرج هذه الإجراءات الإسرائيلية في إطار نهج الاحتلال المستمر في استهداف أي مظاهر فرح فلسطينية بتحرر الأسرى، حيث كثفت قواته في السابق من عمليات القمع والاعتقال والاعتداءات والاقتحامات لمنازل عوائل الأسرى المحررين عند تنفيذ دفعات سابقة من الصفقة.
المصدر: مواقع إخبارية