ترحيب “إسرائيلي” بتصريحات ترامب بشأن تهجير غزة؛ سموتريتش: سنحولها إلى خطة عمل
أثارت تصريحات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بشأن “نقل” سكان قطاع غزة إلى مصر والأردن تفاعلاً واسعًا في الكيان الإسرائيلي، حيث رحب عدد من المسؤولين بالخطة، مؤكدين عزمهم العمل على تحويلها إلى خطة عملية قابلة للتنفيذ.
ونقلت القناة 12 عن مسؤولين رفيعي المستوى قولهم إن “تصريحات ترامب حول تهجير سكان غزة إلى دول إسلامية ليست مجرد ‘زلة لسان‘، بل تمثل جزءًا من عملية أوسع وأشمل مما يبدو عليه الأمر في الظاهر”.
وفي بيان صدر عن وزير المالية الصهيوني، بتسلئيل سموتريتش، اليوم الأحد، قال إنه “بعد 76 عامًا من احتجاز معظم سكان غزة في ظروف صعبة للحفاظ على رغبتهم في تدمير دولة إسرائيل، فإن فكرة مساعدتهم على بدء حياة جديدة وجيدة في أماكن أخرى هي فكرة رائعة”.
وتابع عضو المجلس الوزاري للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينيت) أنه “بعد سنوات من تقديس الإرهاب، سوف يتمكن الغزيون من تأسيس حياة جديدة وأفضل في مكان آخر”، وأضاف سموتريتش أنه “لسنوات، اقترح السياسيون حلولًا غير قابلة للتطبيق”.
واعتبر أن “حلولا” مثل “تقسيم البلاد وإقامة دولة فلسطينية، تعرض الدولة اليهودية الوحيدة في العالم للخطر، وتؤدي إلى إراقة دماء ومعاناة كبيرة”، واعتبر أن “التفكير خارج الصندوق من خلال حلول جديدة سيجلب السلام والأمن”.
وشدد سموتريتش على أنه سيعمل مع رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، والكابينيت، “على صياغة خطة عملية لتنفيذ ذلك في أقرب وقت ممكن”.
كما عبر رئيس حزب “عوتسما يهوديت”، إيتمار بن غفير، عن دعمه الكامل لتصريحات ترامب. وقال، في بيان، “أبارك الرئيس ترامب على مبادرته لنقل سكان غزة إلى الأردن ومصر. هذا أحد المطالب التي نوجهها لنتنياهو لتشجيع الهجرة الطوعية”.
وتابع أنه “عندما يطرح رئيس أكبر قوة في العالم الفكرة، يجب على الحكومة الإسرائيلية أن تنفذها والعمل الفوري على تشجيع الهجرة”، علما بأن الجيش فشل في إطار “خطة الجنرالات” التي حاول تطبيقها شمالي القطاع خلال حرب الإبادة على غزة، في تهجير الغزيين.
ودعا بن غفير نتنياهو بـ”التمسك بالفرصة” التي يقدمها ترامب، والعمل على البدء بتنفيذ مخططات ممنهجة لدفع الغزيين إلى الهجرة على القطاع الذي يتعرض لحرب إبادة إسرائيلية مدمرة من 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
بدورها، علّقت المقررة الأممية الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيز، على تصريحات ترامب بالقول إن “التطهير العرقي ليس بأي حال من الأحوال ‘تفكيرًا خارج الصندوق‘، بغض النظر عن الطريقة التي يتم الترويج له بها”.
وشددت، في منشور على منصة “إكس”، على أن التطهير العرقي “غير قانوني، وغير أخلاقي، وغير مسؤول”.
وكان الرئيس الأميركي قد طرح، السبت، خطة لـ”تطهير” غزة، قائلا إنه يريد من مصر والأردن استقبال الفلسطينيين من القطاع؛ وأفاد ترامب بأنه ناقش مع ملك الأردن، عبد الله الثاني، المسألة ومن المقرر بأن يبحثها أيضا مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الأحد.
ووصف ترامب غزة بأنها “مكان مدمر” بعد الحرب التي تشنها إسرائيل على القطاع، وقال للصحافيين على متن طائرة “إير فورس وان” الرئاسية، إنه “أود بأن تستقبل مصر أشخاصا. أود بأن يستقبل الأردن أشخاصا”.
وتابع أنه “نتحدث عن مليون ونصف مليون شخص لتطهير المنطقة برمتها. كما تعلمون، على مر القرون، شهدت هذه المنطقة نزاعات عديدة. لا أعرف ولكن يجب أن يحصل أمر ما”.
ونزح معظم سكان غزة البالغ عددهم 2,4 مليون شخص، عدة مرات أحيانا، جراء الحرب الإسرائيلية.
وأفاد ترامب بأن نقل سكان غزة يمكن أن يكون “مؤقتا أو طويل الأجل”. وأضاف “إنه مكان مدمر حرفيا الآن، كل شيء مدمر والناس يموتون هناك”. وتابع “لذا، أفضّل التواصل مع عدد من البلدان العربية وبناء مساكن في مكان مختلف حيث قد يكون بإمكانهم العيش بسلام”.
ودخل تطبيق هدنة هشة بموجب اتفاق على تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، أسبوعه الثاني، علما بأنه تم توقيع الاتفاق في اليوم الأخير لإدارة جو بايدن، سلف ترامب، رغم تشديد الرئيس الأميركي الحالي على الدور الذي لعبه للتوصل إليه.
وتعهّدت إدارة ترامب الجديدة تقديم “دعم ثابت” لإسرائيل من دون عرض تفاصيل سياستها في الشرق الأوسط. وأكد ترامب، السبت، بأنه أمر البنتاغون بالإفراج عن شحنة قنابل زنة ألفي رطل لصالح إسرائيل سبق أن جمدها بايدن.
وقال ترامب “أفرجنا عنها اليوم (الشحنة)”. وأضاف “دفعوا ثمنها وهم ينتظرونها منذ مدة طويلة”. وأثناء حملته الانتخابية في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، قال قطب العقارات السابق ترامب إن غزة قادرة على أن تكون “أفضل من موناكو” لو “بُنيت بالطريقة الصحيحة”.
واقترح صهر ترامب الذي كان موظفا في البيت الأبيض، جاريد كوشنر، في شباط/ فبراير الماضي، لكنه ليس عضوا في الإدارة الجديدة، بأن تخرج إسرائيل المدنيين من غزة لإطلاق العنان لإقامة مشاريع عقارية على الواجهة البحرية.
يأتي ذلك في ظل رفض فلسطيني قاطع لمحاولات تهجيرهم من غزة الأمر الذي سيمثّل تكرارا للنكبة؛ كما نفت إسرائيل بأن تكون لديها أي خطط لتهجير غزة قسرا. لكن عددا من المسؤولين في حكومة نتنياهو، عبروا علنا عن تأييدهم لتهجير الفلسطينيين أو “دفعهم للهجرة” بشكل جماعي.
المصدر: موقع عرب 48