تقرير: توقعات بتزايد الضغوط من أجل انسحاب “إسرائيلي” بعد انتخاب عون
مصدر أميركي: انتخاب عون لم يكن سيتم من دون انسحاب الجيش “الإسرائيلي” من الناقورة والقطاع الغربي لجنوب لبنان، الإثنين الماضي* إدارة بايدن تعارض بقاء قوات “إسرائيلية” في جنوب لبنان، لكن في “إسرائيل” يأملون بأن يسمح ترامب بذلك
يتوقع مسؤولون أميركيون و”إسرائيليون” أن انتخاب قائد الجيش اللبناني، جوزيف عون، رئيسا للبنان سيزيد الضغوط على “إسرائيل” من أجل سحب قواتها من جنوب لبنان حتى نهاية كانون الثاني/يناير الجاري، حسبما نقل عنهم موقع “واللا” الإلكتروني اليوم، الجمعة.
ومن شأن تأخير انسحاب الجيش “الإسرائيلي” من جنوب لبنان، وانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار، أن يمس بمكانة عون. وقال مسؤول أميركي إن انسحاب القوات “الإسرائيلية” من القطاع الغربي في جنوب لبنان، يوم الإثنين الماضي، كان خطوة بالغة الأهمية لانتخاب عون، وفقا لـ”واللا”.
وأضاف المسؤول الأميركي أن هذا الانسحاب كان “نقطة أساسية. ولم تكن انتخابات الرئاسة ستنتهي مثلما حدث من دون هذا الانسحاب. وحقيقة أن الجيش “الإسرائيلي” خرج من الناقورة والقطاع الغربي في جنوب لبنان، منحت مصداقية هائلة للجيش اللبناني ولعون بشكل شخصي. فقد أظهر الجيش اللبناني للجميع أن قادر على تنفيذ المهمة”.
وقالت مصادر “إسرائيلية” في الأيام الأخيرة إن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن، يسرائيل كاتس، وقيادة الجيش “الإسرائيلي” لا يريدون تنفيذ انسحاب كامل وإنما إبقاء القوات في ثلاثة مواقع مركزية في جنوب لبنان، وعبر معظم الوزراء الأعضاء في الكابينيت السياسي – الأمني عن تأييدهم لذلك.
ونقل “واللا” عن مسؤولين “إسرائيليين” قولهم إن إدارة بايدن عارضت ذلك بشدة، لكن وزراء الكابينيت يأملون بأن توافق إدارة ترامب على بقاء القوات “الإسرائيلية” في جنوب لبنان.
وقال مصدر رفيع في إدارة بايدن، وعلى اتصال وثيق مع مستشاري ترامب، إنه في حال عدم انسحاب القوات، ستجد “إسرائيل” نفسها في مواجهة مع المجتمع الدولي، “وسيبدأ الإسرائيليون قريبا رسائل من العالم كله بأن عليهم قبول الواقع وأنه لا يوجد احتمال أن يبقوا في لبنان”.
وأشارت مصادر أميركية رفيعة إلى أنه في أعقاب اتفاق وقف إطلاق النار، قبل ستة أسابيع، قادة إدارة بايدن والسعودية مجهودا مشتركا من أجل ضمان انتخاب رئيس للبنان، أمس، وأن فرنسا وقطر أيدتا هذا المجهود وشاركا فيه.
وسعى المبعوث الأميركي الخاص، عاموس هوكشتاين، الذي زار المنطقة في الأسبوع الأخير، من أجل انتخاب عون. وقال مسؤولان أميركيان إن عون هو قائد عسكري مهني، مؤيد للغرب ومعارض لحزب الله، ويحظى بثقة معظم اللبنانيين، حسبما نقل “واللا” عنهما.
وأضاف أن هوكشتاين ومستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، جيك سوليفان، التقيا قبل زيارة هوكشتاين إلى لبنان، مع مستشار ترامب للأمن القومي، مايك والتز، ونسقوا مواقف وخطوات من أجل ضمان انتخاب عون رئيسا، واتفقوا على أن نتائج الانتخابات ينبغي أن تضمن عدم عودة حزب الله لإظهار قوته ونفوذه أثناء حملة انتخاب عون.
وأكد هوكشتاين للمسؤولين السعوديين الذي التقى معهم في الرياض، يوم الأحد الماضي، وللبنانيين الذين التقاهم في اليوم التالي، أنه يتحدث باسم إدارة بايدن، وأن طاقم ترامب يوافق على كل كلمة يقولها حول انتخابات الرئاسة اللبنانية، حسبما نقل “واللا” عن مصدر أميركي رفيع.
والتقى هوكشتاين في الرياض مع وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، ومع مبعوثه، يزيد بن فرحان، وفي بيروت التقى مع رئيس مجلس النواب، نبيه بري، ورئيس الحكومة، نجيب ميقاتي، وانضم عون أيضا إلى اللقاء في مرحلة معينة.
وقال مصدر أميركي رفيع لـ”واللا” إن اللقاء الأهم عقده هوكشتاين مع رئيس القوات اللبنانية، سمير جعجع، مساء الإثنين الماضي، في جبل لبنان، وأن اللقاء استمر إلى ما بعد منتصف بهدف إقناع جعجع بإلغاء معارضته لترشيح عون وكي يوعز لنواب حزبه بتأييد عون.
وصباح يوم الثلاثاء الماضي، التقى هوكشتاين مع عشرات النواب اللبنانيين في بيروت، وقسم منهم لم يكونوا قد قرروا كيف سيصوتون في الانتخابات.
وأفاد مصدران أميركيان رفيعان بأن أحد النواب اللبنانيين قال لهوكشتاين “من منحك الحق بأن تقرر من سيكون الرئيس”، وأن هوكشتاين أجاب أنه لا يقول للنواب من عليهم أن ينتخبوا، لكنه أضاف (في لهجة ابتزازية) “لكن هذا حقي أن أقرر بشأن الوقت الذي ستستثمره الولايات المتحدة في لبنان وأين تريد تبذير أموالها”.
وأضاف هوكشتاين أن هذا ليس تهديدا، لكنه قال إن إدارة بايدن وكذلك إدارة ترامب المقبلة تعتقدان أن انتخاب رئيس جديد الآن سيكون في صالح لبنان.
وقبيل مغادرته لبنان، يوم الثلاثاء، هاتف هوكشتاين المبعوث السعودي يزيد بن فرحان، وطلب منه السفر إلى لبنان ومواصلة الضغط على النواب اللبنانيين. وقال مصدر أميركي رفيع لـ”واللا” إن “السعوديين لعبوا دورا أساسيا. وعمليا، كان هذا جهد مشترك لولي العهد محمد بن سلمان وإدارة بايدن”.
وبعد إعلان رئيس تيار المردة، سليمان فرنجية، عن سحب ترشيحه من سباق الرئاسة، أول من أمس، باتت الطريق مفتوحة أمام انتخاب عون، أمس.
وقال بايدن خلال اتصال مع عون لتهنئته، أمس، إن عون سيشكل “قيادة بالغة الأهمية عندما تطبق لبنان وإسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار بشكل كامل، وأنا أعتمد جدا على الرئيس عون ومقتنع جدا أنه الرئيس الصحيح في هذه الفترة”، حسب بيان صادر عن البيت الأبيض.
وصوت لصالح عون 99 نائبا من أصل 128 نائب في البرلمان، وكتب أحد النواب المعارضين لانتخاب عون احتجاجا على التدخلات الخارجية، في بطاقة التصويت: “جوزيف عاموس بن فرحان”.
المصدر: عرب 48