غايات نتنياهو الثلاث بالسيطرة على محور فيلادلفيا
“قرار الكابينيت حول فيلادلفيا يتعلق باستمرار الحرب. وتطويق وتقطيع قطاع غزة، المجاعة والبوليو (شلل الأطفال)، سيساعد “إسرائيل” في تشديد الضغط على الفلسطينيين كي يغادروا، وعلى الدول العربية كي تستقبل لاجئين من القطاع”
اعتبر رئيس تحرير صحيفة “هآرتس”، ألوف بِن، اليوم الأربعاء، أن إعلان رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أول من أمس، أن محور فيلادلفيا سيبقى تحت سيطرة إسرائيل، “ما يعني تجميد المفاوضات مع حماس حول وقف الحرب وإعادة المخطوفين، غايته دفع ثلاث غايات”.
وأشار بِن إلى أن لدى نتنياهو منذ دخوله إلى الحياة السياسية ثلاث غايات، “البقاء في الحكم لأطول فترة ممكنة، استبدال النخب في إسرائيل، وتحطيم الحركة الوطنية الفلسطينية”، ومن أجل تحقيق ذلك، “بإمكانه أن يغير مواقفه، ويكذب، وتقديم مواقف متناقضة بذات القدر المقنع، لكنه يعود دائما إلى الثالوث غير المقدس: رئاسة الحكومة، تحريض ضد ’اليسار’ وتخليد الاحتلال في المناطق”.
ووفقا لبِن، فإن “نتنياهو يركز اهتمامه الآن، قبل أي شيء وفوق أي شيء، على المعركة الانتخابية في الولايات المتحدة. ومقتل المخطوفين الستة يسهل عليه صد ضغوط الرئيس جو بايدن من أجل التوصل إلى صفقة”.
وأضاف أن “نتنياهو يؤيد دونالد ترامب بشكل قاطع. ولن يمنح كامالا هاريس إنجازا على شكل وقف إطلاق نار في قطاع غزة، بل على العكس. ومثلما يستمتع بإثارة خلاف بين خصومه السياسيين في البلاد، فإنه سعيد بانقسام الحزب الديمقراطي حول قضية فلسطين. وإذا بقي ناخبون تقدميون في البيت من أجل معاقبة ’جينوسايد جو’ و’كيلر كامالا’ بسبب دعمهما لإسرائيل، وإذا سقطت ولاية مركزية مثل ميشيغان بأيدي ترامب، فهذه ستكون هدية جميلة من التابع الإسرائيلي لسيده”.
ووصف قرار الكابينيت السياسي – الأمني ببقاء قوات الجيش “الإسرائيلي” في محور فيلادلفيا بأنه “ركلة علنية” بوزير الأمن، يوآف غالانت، وبرئيس أركان الجيش، هيرتسي هليفي، لأنهما أوصيا بانسحاب مؤقت من المحور من أجل إعادة 20 – 30 مخطوفا. وخلال مؤتمر الصحافي، أول من أمس، “داس نتنياهو غالانت وصوره كعميل لحماس في الكابينيت واستخف برؤساء جهاز الأمن الذين أخطأوا التقدير، وبحسبه هم مخطئون الآن أيضا”.
وتابع بِن أن “نتنياهو يريد أن يدفع غالانت إلى الاستقالة، وفي هذه الأثناء يستخدمه كدمية كراهية من أجل تعزيز قاعدة أنصاره. ويعتزم غالانت البقاء في منصبه وأن يبني نفسه بواسطة معارضته لنتنياهو كزعيم لليمين العاقل، لكن ليس لديه أنصار كثيرون في حزب الليكود”.
ولفت إلى أنه “قبل الحرب على غزة، وخلال فترة الانقلاب على النظام القضائي، رأى نتنياهو قادة الجيش كخصوم سياسيين له، سوية مع مؤيدي الاحتجاجات. وبخطابه أول من أمس أوضح أن رأيهم لا يهمه، وأنه يفهم أكثر منهم ويهتم أكثر منهم بأمن إسرائيل”.
وتوقع بِن أن “الضغوط على رؤساء جهاز الأمن كي يستقيلوا و’يقولوا الحقيقة’ عن نتنياهو ستتزايد الآن، أملا بأن تعزز انتقاداتهم العلنية حركة الاحتجاج والدعوة إلى تبكير الانتخابات. ونتنياهو يصلي بالتأكيد من أن يسقطوا في المصيدة ويستقيلوا من مناصبهم لصالح أتباعه، ولذلك يحظر عليهم أن يرضخوا للضغوط ويتركوا مواقعهم لخدم الحاكم”.
ورأى أن “الدلالة الأهم في قرار الكابينيت حول فيلادلفيا يتعلق باستمرار الحرب. وقد أوضح نتنياهو أن إسرائيل لن تنسحب من المحور حتى التوصل إلى اتفاق دائم، أي أن “إسرائيل” ستكمل تطويق قطاع غزة وتسيطر عليه منذ الآن، وأقواله مدعومة بعمليات الجيش، الذي يشق شارعا جديدا على طول حدود غزة – مصر، مثلما فعل في محور نيتساريم في وسط القطاع”.
وأشار إلى أن “التطويق والتقطيع، المجاعة والبوليو (شلل الأطفال)، سيساعد إسرائيل في تشديد الضغط على الفلسطينيين كي يغادروا، وعلى الدول العربية كي تستقبل لاجئين من القطاع”.
وشدد بِن على أن “حكومة اليمين الحالية توجه الأمور إلى ذلك ’اليوم التالي’ في قطاع غزة ولاحقا في الضفة الغربية أيضا، القريبة جدا من نقطة غليان. وبالإمكان تخيل نتنياهو يتطلع إلى المؤتمر الصحافي المستقبلي، الذي سيهتف فيه لنفسه كعادته: ’اليسار أخافنا طوال سنين من القضية الديمغرافية، لكني صمدت أمام الضغوط’”.
وخلص بن إلى أن نتنياهو يتعامل مع الرهائن وفقا “لمقولة الأديب اليهودي – الروسي، أناتولي ريفكوف، والمنسوبة بالخطأ إلى ستالين: ’الموت يحل كافة المشاكل. يوجد رجل – توجد مشكلة، لا يوجد رجل – لا توجد مشكلة”.
المصدر: عرب 48