17 شهيداً خلال يومين من العدوان على الضفة الغربية والمقاومة تتصدى في جنين وطولكرم
تواصل قوات الاحتلال الصهيوني، لليوم الثاني، عدوانها على محافظتي جنين وطولكرم، وهو الأوسع منذ اجتياح عام 2002، فيما انسحبت من طوباس.
وبحسب مصادر طبية، فقد أسفر العدوان على شمال الضفة الغربية، حتى اللحظة عن استشهاد 17 مواطنا بينهم 8 في جنين، و5 في طولكرم، و4 في طوباس، وإصابة أكثر من 30 آخرين، ما يرفع حصيلة الشهداء منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى 667.
ففي طولكرم، وسعت قوات الاحتلال عدوانها على طولكرم ليشمل مخيمها إلى جانب مخيم نور شمس، وداهمت عشرات المنازل فيه وأخضعت عددا كبيرا من المواطنين للتحقيق الميداني، فيما تواصل حصار مخيم نور شمس وتغلق مداخله كافة مع اقتحام المنازل وتفتيشها.
واستشهد 5 مقاومين فلسطنيين في طولكرم. وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال إن قوة إسرائيلية بتوجيه من الشاباك اغتالت 5 مقاومين بينهم قائد كتيبة طولكرم بسرايا القدس محمد جابر “أبو شجاع”.
وأفادت مصادر محلية، باستشهاد الشاب مجد ماجد داوود (21 عاما)، وهو طالب في جامعة خضوري في تخصص الهندسة المعمارية برصاص قوات الاحتلال خلال اقتحامها للمخيم، واحتجزت جثمانه ومنعت طواقم الإسعاف من دخول المخيم.
وقال بيان نقلته وسائل عبرية مختلفة عن جيش الاحتلال والشاباك إن “الجيش اغتال محمد جابر أبو شجاع المطلوب الأول في الضفة الغربية، وقائد كتيبة طولكرم في الذراع العسكري للجهاد الإسلامي والمسؤول عن سلسلة طويلة من العمليات ضد الجيش”. وذكر جيش الاحتلال في بيانه، إن عملية الاغتيال تمت بعد محاصرة منزل وتبادل لإطلاق النار في مخيم نور شمس شرقي طولكرم.
وحول تفاصيل عملية الاغتيال، أوردت القناة 14 العبرية، أنه في حوالي الساعة الرابعة فجرًا، حاصر الجيش الإسرائيلي مبنى في مخيم طولكرم، كان يتواجد بداخله عدد من المقاومين من بينهم أبو شجاع.
وأضافت أن “قوة من الجيش الإسرائيلي أطلقت صاروخًا على المبنى المحاصر، خلال تبادل لإطلاق النار مع المجموعة المسلحة، وفي نهاية الاشتباكات استشهد قائد كتيبة طولكرم “أبو شجاع” و4 آخرين كانوا برفقته، فيما اعتقل الجيش الإسرائيلي فلسطينيًا مطلوبًا من المبنى”.
وكان أبو شجاع قد نجا من عدة عمليات اغتيال سابقة لجيش الاحتلال، حيث استهدفته قوات الاحتلال بالقصف وعمليات خاصة نفذتها داخل مخيم نور شمس، وأعلن الاحتلال عن اغتياله، إلا أنه ثبت عدم صحة تلك الأنباء وقتها، وخرج أبو شجاع عقب انسحاب الاحتلال محمولاً على الأكتاف بين الجماهير. كما تعرض أبو شجاع لعدة محاولات اعتقال من قبل أجهزة السلطة الفلسطينية لكنها كلها باءت بالفشل.
وذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اعتقلت خلال العملية المقاوم محمد قصاص “البيرح”، أحد مؤسسي كتيبة طولكرم في سرايا القدس.
واعلنت كتيبة طولكرم في “سرايا القدس” تمكن مقاتلوها من إيقاع قوة مشاة إسرائيلية في كمين مركب في محور المنشية خلف مسجد أبو عبيدة في طولكرم، وذلك في في إطار الرد الأولي على اغتيال قائدها “أبو شجاع”.
وأوضحت الكتيبة أنّ وحدة الهندسة تمكنت من تفجير عبوة معدة مسبقًا في القوّة، ومن ثم أمطرهم المجاهدون بزخات من الرصاص موقعين إصابات مباشرة.
وفي جنين، تواصل قوات الاحتلال حصار المدينة، واقتحام الحي الشرقي منها، كما دفعت بتعزيزات عسكرية، إلى محيط مخيمها وسط اندلاع مواجهات عنيفة، وسماع دوي انفجارات بين حين وآخر.
وقال محافظ جنين كمال أبو الرب، إن الوضع في جنين صعب، ولا تزال قوات الاحتلال تحاصر المدينة ومخيمها وتغلق الطرق الواصلة إليها. وأضاف أن قوات الاحتلال تواصل تدمير مركبات المواطنين وممتلكاتهم، وتجريف الشوارع والبنية التحتية، ومداهمة المنازل والتنقل من منزل إلى الآخر في المدينة والمخيم.
وأشار إلى أن قوات الاحتلال أجبرت عددا من المواطنين على إخلاء منازلهم وأخبرتهم بعدم العودة إليها قبل أربعة أيام، وحولتها إلى ثكنات عسكرية.
وفي اليوم الثاني من العدوان على جنين ومخيمها، ارتفعت حصيلة الشهداء إلى 8، والإصابات إلى سبع بينها حالة خطيرة، وعدد من المعتقلين، فيما تواصل قوات الاحتلال محاصرة مستشفيي ابن سينا، والشهيد خليل سليمان الحكومي.
وقال مدير مستشفى جنين وسام بكر إن آليات الاحتلال لا تزال تتمركز على مداخل المستشفى وتضع سواتر ترابية في الشوارع المؤدية إليه. وأضاف أن التيار الكهربائي لا يزال مقطوعا عن أجزاء كبيرة من شوارع جنين والمخيم بما فيها المستشفى الحكومي، وأن المستشفى يعتمد حاليا على المولدات الكهربائية.
وتابع: “نعتمد حتى الآن على مخزوننا من الوقود لتشغيل أقسام المستشفى وغرفه، وبالنظر إلى انقطاع المياه عن جنين فإننا نلجأ إلى خزان المياه الموجود في المستشفى، حيث يتوفر فيه حتى الآن نصف سعته”. وأشار إلى أن قوات الاحتلال تعيق عمل الطواقم الطبية وتواصل التدقيق في البطاقات الشخصية للمرضى الداخلين إلى المستشفى والخارجين منه.
وفي طوباس، انسحبت قوات الاحتلال من مخيم الفارعة، بعد عدوان استمر أكثر من 30 ساعة، وخلّف أربعة شهداء، وعددا من المعتقلين، ودمارا في المنازل والبنية التحتية.
ويأتي تصعيد الاحتلال عدوانه على محافظات الضفة الغربية، تنفيذا لتصريحات وزير الخارجية الاحتلال يسرائيل كاتس بأنه “يجب التعامل مع التهديد في الضفة مثل غزة، وتنفيذ إخلاء للسكان، هذه حرب على كل شيء”.
وباستشهاد المواطنين في جنين وطوباس وطولكرم، يرتفع عدد الشهداء في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إلى 663 شهيدا.
المقاومة تتصدى للعدوان
وأفادت سرايا القدس – كتيبة طولكرم في بيان مقتضب، بأن مجاهديها استهدفوا تجمعاً لجنود العدو في احد المنازل المتحصنين فيها في محور المدارس في مخيم نور شمس، بالتزامن مع اشتباكات مُسلحة عنيفة مع قوات الاحتلال المقتحمة لمخيم طولكرم في محاور القتال المختلفة، حيث أمطرت السرايا قوات العدو بزخات من الرصاص.
وبدوره، أفاد الاعلام العسكري لكتائب شهداء الأقصى – طولكرم، أن مقاتلوها اكتشفوا قوة خاصة صهيونية برفقة وحدة من اليمام تسللت إلى محور المربعة، وخاضوا معها اشتباكات ضارية بالأسلحة الرشاشة والعبوات المتفجرة.
وزفت كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني – فتح إلى الشعب الفلسطيني المرابط وإلى احرار أمتنا العربية والإسلامية، الشهيد البطل المشتبك فراس صقر تركمان، من مقاتلي كتائب شهداء الأقصى في جنين، الذي ارتقى شهيدًا ضمن معركة طوفان الأقصى، مساء الأربعاء خلال تصديه للعدوان الصهيوني الغاشم بحق مدينة جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية.
وأكدت الكتائب أن تصاعد عدوان الاحتلال الهمجي بحق مدن شمال الضفة الغربية ومخيماتها لن يكون إلا دافعًا للمزيد من سعي أبناء شعبنا لانتزاع حريتهم المسلوبة من محتلهم الغاصب.
وشددت أن “مقاتليها الميامين، الذين سطروا البطولات أمس بتصديهم واشتباكاتهم وعبواتهم المتفجرة بالقوات الصهيونية المتوغلة على مختلف المحاور في كل المدن والمخيمات، سيبقون الدرع والسند لشعبنا بجانب اخوتهم المقاتلين من شتى فصائل المقاومة”.
كتائب المجاهدين في الضفة المحتلة، أفادت في بيان عسكري فجر اليوم، بأنه وفي إطار تصديها للعدوان الصهيوني على مدن الضفة، تمكن مجاهدوها من استهداف قوات العدو الصهيوني المتوغلة في حارة الدمج بمخيم نورشمس بطولكرم بالعبوات الناسفة والرصاص الحي محققين اصابات مباشرة، وذلك الاشتراك مع كتائب القسام وكتائب شهداء الأقصى.
كما استهدفت الكتائب آلية صهيونية من نوع ” نمر” بكمين معد مسبقاً وتفجير عبوة ناسفة أدت لاصابتها بشكل مباشر في شارع حيفا في جنين، كما فجرت عبوة ناسفة بجرافة صهيونية من نوع D9 قرب مسجد الأسير بحي الجابرايات في جنين وإصابتها بشكل مباش.
كما خاضت الكتائب ضارية بالأسلحة المناسبة والمتنوعة مع آليات وجنود العدو الصهيوني في محاور التوغل في مدينة جنين ومخيمها.
وبدأت قوات الاحتلال منذ فجر الأربعاء، عملية اجتياح واسعة في مدن ومخيمات جنين وطولكرم وطوباس شماليّ الضفة الغربية، تخلله قصف بغارات جوية وإطلاق الرصاص على المواطنين، وحصار المستشفيات والأهالي ومنعهم من الدخول أو الخروج.
ويُذكر أنّ الضفة الغربية تشهد تصاعدًا في عمليات الاقتحام الإسرائيلية منذ اندلاع الحرب الأخيرة على قطاع غزة قبل عشرة أشهر، ووفقًا لمصادر طبية فلسطينية، خلفت هذه الاعتداءات أكثر من 660 شهيدًا وحوالي 5400 جريح منذ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.