السيد نصرالله: على العدو أن ينتظر منّا المفاجأت.. وايران السند الأقوى للمقاومة
أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله انه” تم الغاء الاحتفالات بمناسبة عيد المقاومة والتحرير بعد استشهاد السيد ابراهيم رئيسي ورفاقه”.
وفي الاحتفال التكريمي للشهداء الابرار الرئيس السيد ابراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين امير عبداللهيان ورفاقهما في مجمع سيد الشهداء(ع) – الضاحية الجنوبية لبيروت، قال السيد نصر الله:”نعبر عن مشاركتنا مشاعر ومعاني الفقد وبعض وفائنا للذين وقفوا معنا دائما ولم يتخلوا عنا في يوم من الأيام، و نتقدم بالعزاء وأسمى آيات العزاء بهؤلاء الأعزاء الكرام لصاحب العزاء الإمام المهدي (عج) ولسماحة الإمام القائد السيد الخامنئي ولمراجعنا العظام وللشعب الايراني العزيز والصابر وللمسؤولين ولعائلاتهم الشريفة فرداً فرداً، و نحتاج إلى معرفة الشهداء لأننا بحاجة إلى القدوة وبدون القدوة يبقى ما نؤمن به مجرد أفكار ونظريات”.
وأضاف الأمين العام لحزب الله :”تعرفنا على السيد ابراهيم رئيسي في ثلاثة مواقع أحدث تحولاً فيها وشهدناه يعمل كرئيس للجمهورية في الليل والنهار وحاضراً في كل المحافظات وفي القرى البعيدة وعرّض نفسه لمخاطر وقدم تجربة مهمة جداً ، وهذا الرئيس كان فقيها وعالماً ومؤمناً ومتدينا والمتواضع جداً والمحب جداً والقريب من الناس وخصوصاً الفئات المحرومة والفقيرة والشجاع في مواجهة الظالمين والطغاة والمؤمن بالمقاومة وقضيتها ومعركتها ، العامل الدؤوب في الليل والنهار ولم يكن لديه يوم عطلة وإلى جانب هذا كله المطيع لقائده وإمامه السيد الخامنئي، و انا افتخر بأني جندي عند سماحة الإمام الخامني دام ظله الشريف”.
وأردف قائلا:”عمل السيد ابراهيم رئيسي من خلال موقعه في رئاسة الجمهورية على دعم القضية الفلسطينية وحركات المقاومة في المنطقة على كل صعيد وكان التزامه كبيراً في هذه المسألة وساعده الوزير حسين أمير عبداللهيان المؤمن بالمقاومة وعاشق لها ونعرفه منذ وقت طويل، الشهداء كان عشقهم وحبهم وروحهم مع الفقراء والمحرومين وهذه هي مدرسة الإسلام ومدرسة الرسول الأعظم وآل بيته عليهم السلام”.
ولفت السيد نصر الله إلى أن” إيران صمدت أمام الأخطار والتحديات التي تواجهها منذ الأيام الأولى لانتصار الثورة عام 1979، وعهد الرئيس رئيسي شهد تطوراً في الحضور الدبلوماسي لإيران وشهد إعطاء الأولوية للعلاقة بدول جوار إيران والشرق، و كان لدى السيد رئيسي إيمان كبير بالقضية الفلسطينية والمقاومة وحركات المقاومة وكان لديه عداء شديد للصهاينةّ، و في عهد الشهيد السيد رئيسي تم الحفاظ على العلاقات مع الشرق والحفاظ على العلاقات مع الغرب ضمن مستوى معين”.
واِشار السيد الى ان:” إيران تدعم حركات المقاومة بالمال والسلاح والتدريب والخبرة والتجارب والسيد رئيسي كان التزامه بذلك كبيراً”.
وقال الأمين العام لحزب الله انه ” عندما انتصرت الثورة الإسلامية في ايران كانوا يخططون أن يصل صدام إلى طهران خلال أسابيع،و عندما حصلت الحادثة وقبل حسم النتيجة بشهادة الأعزاء رأينا التحليلات أن الشعب الإيراني سيدير ظهره”.
ولفت الى ان”رسالة مشاهد التشييع المليونية في اليومين الماضيين في أكثر من مكان هو ثالث جنازة في تاريخ البشرية بدون مبالغة”.
مشيراً إلى ان” التشييع المليوني يجب أن يطمئن جميع الأصدقاء ورسالة للعدو الذي فرض الحروب على ايران والعقوبات والتضليل والاغتيالات وبقيت ايران قوية وصامدة وتكبر وتقوى ويعلو شأنها في العالم على كل صعيد، ويجب على العدو أن ييأس وأحد أسباب فشل السياسة الأمريكية هو الانفصال عن الواقع وإنكار له ولذلك أخطؤوا في افغانستان والعراق وفي ايران والمنطقة”.
وتابع السيد :”الدولة الايرانية أحزنها جداً شهادة رئيسها والدستور الإيراني يعالج المسألة والمؤسسات الايرانية تعمل وهي دولة قانون على رأسها قائد حكيم وعظيم”.
واضاف:”الرسالة الثانية لمشاهد التشييع ان ايران هي دولة قوية متماسكة صلبة، ورغم انه احزنها جدا استشهاد السيد رئيسي وعبداللهيان ورفاقهما ولكنه لم يربكها او يضعفها”.
وأردف قائلا:”لم يتم تعطيل البلد في ايران رغم الحادثة المحزنة لانها دولة دستور ومؤسسات وقانون وعلى راسها قائد كبير وعظيم الى جانب الثقة والحاضنة الشعبية”.
ورأى السيد نصر الله ان” أحد أسباب فشل السياسات الأميركية تجاه المنطقة هو إنكار الواقع والانفصال عنه”.
وفي موضوع دعم المقاومة قال إنه” قاعدة ثابتة لدى الجمهورية الإسلامية وجزء من هويتها وطبيعتها وجزء أصيل من دينها ولا يتبدل مع تبدل المسؤولين،و لكل الأعداء الذين ينتظرون ان تضعف ايران وان تتراجع وأن تتخلى عن فلسطين وعن المقاومة أنتم تعيشون اوهاما وسرابا وخيالات”.
واضاف الأمين العام لحزب الله:” الجمهورية الاسلامية كاتت وستبقى السند الاقوى في هذا العالم إلى جانب فلسطين وحركات المقاومة، إيران منذ عام 1979 مستمرّة في دعمها لحركات المقاومة بل يزداد الدعم أكثر ويظهر إلى العلن بشكل واضح”.
وحول مسار معركة طوفان الأقصى قال سماحته:” اليوم ونحن في الشهر الثامن من الحرب على غزة “الإسرائيليون” أنفسهم في السلطة والمعارضة كلّهم يجمعون على أن ما عايشه الكيان هذه السنة لم يسبق له مثيل، العدو يعترف بالمعاناة الشديدة التي يواجهها ويعترف بالعجز والفشل”.
واضاف:”من اهم ما يعاني منه الكيان الصهيوني موضوع اعتراف بعض الدول الاوروبية بدولة فلسطين وهذا سيفتح الباب امام دول اخرى، هذا الاعتراف هو خسارة استراتيجية للكيان الصهيوني، وهو من نتائج طوفان الاقصى وما بعد طوفان الاقصى”.
واشار السيد نصرالله إلى انه”من نتائج طوفان الاقصى وثبات المقاومة وصمودها “اسرائيل” اليوم امام المحكمة الجنائية بعد طلبها اصدار مذكرات توقيف بحق نتنياهو وغالانت”.
وتوجه السيد نصر الله: بالشكر الى”كل الاساتذة والطلاب في كل انحاء العالم الذي تحركوا نصرة لغزة، المظاهرات في جامعات العالم وأمس أمام الكونغرس الأميركي تبيّن حجم المشاعر الإنسانية التي استنهضها طوفان الأقصى في كل العالم”.
واكد ان”إسرائيل لم تحترم يومًا قرارًا دوليًا فقد شنّت أعنف الغارات على رفح بعد قرار محكمة العدل الدولية”.
وأضاف:” نتنياهو واضح أنه تبرّأ من الأجهزة الأمنية في الكيان وذلك خلال الحرب وقال إنه لم يقدموا له تقييمات صحيحة حول التهديدات من غزة، نتنياهو ذاهب نحو حائط مسدود ويأخذ الجبهة المقابلة إلى نصر تاريخي ومؤزر”.
وتابع:” من مظاهر الفشل الصهيوني أن نتنياهو تبرأ من الأجهزة الأمنية والعسكرية وكشف ظهرها، و مئات عائلات الجنود الصهاينة ومئات أساتذة الجامعات والنخب يطالبون بوقف الحرب وهذا ما سيزيد الضغط على حكومة العدو”.
واردف الأمين العام لحزب الله قائلا :” فاجأتكم غزة وانهارت قوات النخبة لديكم وحزب الله بادر إلى فتح الجبهة وفاجأكم اليمن ، وعندما قصفتم القنصلية الايرانية بدمشق فاجأتكم الجمهورية الإسلامية بوعدها الصادق”.
واضاف:”اقول لنتنياهو ولحكومة العدو يجب ان تنتظروا من مقاومتنا المفاجآت، نحن في المقاومة درسنا كل خطواتكم فلا خداعكم ينطلي علينا وهذه المقاومة سوف تستمر اسنادا لغزة واهدافنا وشعاراتنا واضحة”.
وختم السيد نصر الله:”نحن مسيرة تنتمي الى الشهداء ونواصل الطريق بالتضحيات والانجازات وهذا يتطلب منا الثبات والصمود واليقين”.
المصدر: موقع المنار