المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو، وإقرار “إسرائيلي” بتوازن رعب جديد أوجده حزب الله
تواصل المقاومة الإسلامية في لبنان عملياتها ضد مواقع ومستوطنات العدو الصهيوني، عند الحدود مع فلسطين المحتلة، دعمًا لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادًا لمقاومته الباسلة والشريفة.
وفجر اليوم، ردت المقاومة الإسلامية على اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة واستهداف المدنيين وخصوصًا في طير حرفا، واستهدفت مبنى يتموضع فيه جنود العدو في مستعمرة المطلّة بالأسلحة المناسبة وأصابوه إصابة مباشرة.
وعند الساعة (7:10) صباح اليوم السبت، استهدفت المقاومة دشم وتحصينات وحامية موقع راميا بالأسلحة الصاروخية المباشرة والموجهة وقذائف المدفعية وأصابته إصابة مباشرة. وعاودت المقاومة عند الساعة (10:00)، استهداف موقع راميا بقذائف المدفعية.
كما استهدفت المقاومة عند الساعة (8:20)، التجهيزات التجسسية المستحدثة في موقع جلّ العلام بالأسلحة المناسبة وأصابتها إصابة مباشرة.
وعند الساعة (15:15) استهدف مجاهدو المقاومة موقع السماقة في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة المناسبة وأصابوه إصابة مباشرة. وبعدها بقليل، عند الساعة (15:40)، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية موقع رويسة القرن في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابة مباشرة.
“إسرائيل” في ورطة: حزب الله أوجد توازن رعب جديد لا تستطيع التعايش معه
التقديرات الإسرائيلية تُشير إلى أن حزب الله جاهز للحرب، وأنّ المسيرات المتفجّرة تُعد مصدر قلق لـ “إسرائيل”، بعد أن استطاع الحزب في الآونة الأخيرة تحقيق نجاحات كبيرة عبرها، استخبارياً وعملياتياً، كما أنّها تُستخدم من ضمن سياق الحرب النفسية لتعزيز الشعور بالخوف وعدم الأمان عند الحدود مع لبنان.
ارتفاع وتيرة هجمات حزب الله وحدتها، في الأيام الأخيرة، أدى إلى حصول ارتفاع موازٍ في مستوى القلق والخشية في “إسرائيل”، اللذّيْن عُبر عنهما في تحليلات وقراءات طرحها خبراء ومعلقون إسرائيليون، حذّروا فيها من تطور قدرات حزب الله، لا سيما لجهة قدرات قوة الرضوان التي لم تتضرر على الرغم من مرور 7 أشهر على الحرب، فهي ما زالت قادرة على تنفيذ اجتياح لمناطق في “إسرائيل”، إضافةً إلى “الصواريخ الدقيقة” التي لم تعد محصورة بالصواريخ بعيدة المدى، بل شملت أيضاً الصواريخ قصيرة المدى؛ وتُعد أيضاً المسيرات المتفجّرة مصدر قلق آخر لـ “إسرائيل”، بعد أن استطاع حزب الله في الآونة الأخيرة تحقيق نجاحات كبيرة عبرها، استخبارياً وعملياتياً، كما أنّها تُستخدم من ضمن سياق الحرب النفسية لتعزيز الشعور بالخوف وعدم الأمان عند الحدود مع لبنان، فيما أشار معلقون إلى أنّ السيد حسن نصرالله نجح في فرض معادلات جديدة على “الجيش” الإسرائيلي.
قوة الرضوان ما زالت تستطيع اقتحام الجليل
كشف موقع “مكور ريشون” الإسرائيلي أنّه خلال نقاش سرّي حصل هذا الأسبوع في لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، استلم أعضاء الكنيست استطلاعاً استخبارياً عما يحصل على الحدود الشمالية، وجرى نقاش حول ذلك تحدث فيه ممثل شعبة الاستخبارات العسكرية في “الجيش” الإسرائيلي، “أمان”، الذي قال إنّ الاتفاق مع لبنان قد يؤثر على التواجد العلنيّ العسكري لقوات حزب الله التي تعمل في المنطقة، لكنه لن يزيل بشكلٍ تام “التواجد المدني” لمقاتلي قوة الرضوان، وأضاف أنّ “حزب الله أسس قوته العسكرية على جزء من سكان القرى، لكي يكونوا قريبين دائماً من الحدود مع إسرائيل”.
وأعدّت صحيفة “إسرائيل هيوم”، تقريراً بشأن جهوزية قوة الرضوان في حزب الله، لفتت فيه إلى أنه بعد 7 أشهر من القتال، لم تتضرر القدرة العملياتية لهذه القوة بشكلٍ مهم، بحيث أنّها ما زالت قادرة على تنفيذ اجتياح في “إسرائيل”.
وفي هذا السياق، قال رئيس قسم الأبحاث في مركز “علما” المتخصص بالساحة الشمالية، طال بيري، لصحيفة “إسرائيل هيوم”، إنّ سبب ذلك هو أن حزب الله يمتلك جيشاً بكل ما للكلمة من معنى، وبناءً على ذلك، يستطيع حزب الله التعامل مع مقتل العديد من مقاتليه.
حزب الله أدخل الدقة إلى الصواريخ قصيرة المدى
عقد مركز “علما” المتخصص بالساحة الشمالية مؤتمراً، يوم الخميس الماضي، تحدث فيه الباحث المتابع لشؤون حزب الله طال بيري، خلال مشاركته في حلقة نقاش تحت عنوان “حزب الله – بين نواياه وقدراته”، وقال إنّ “المشكلة الرئيسة هي مشروع الدقة لحزب الله، فهذا لا يتوقف عند الصواريخ التي يبلغ مداها 350 كيلومتراً وشعاع إصابة يصل إلى 10 أمتار، بحيث يمكن لمثل هذا الصاروخ أن يصيب سيارة في تل أبيب إذا تم إطلاقه من منطقة البقاع في لبنان، إذ سرعان ما تحولت إمكانات الدقة إلى صواريخ قصيرة المدى، لذلك ما يثير القلق هو مسألة إدخال الدقة في الترسانة قصيرة المدى – التي تشكل 65000 صاروخاً وقذيفة صاروخية”.
ولفت بيري إلى أنّه في “تقديرنا الجديد: بدلاً من مئات الصواريخ والقذائف الصاروخية الدقيقة والذخائر الدقيقة، لدى حزب الله الآلاف، نقدر أنّ لديه عدّة آلاف دقيقة، من بين 250 ألف ذخيرة”، مضيفاً: “نقدّر أن لبنان لديه أنفاق تحت الأرض لإطلاق صواريخ بعيدة المدى”.
وتحدثت في حلقة النقاش أيضاً، رئيسة مركز “علما”، المقدم احتياط ساريت زهافي، التي قالت إنّ الجناحين المدني والعسكري في حزب الله لا يعيشان بشكلٍ منفصل، فحزب الله أوجد “مجتمع مقاومة”، بحيث أن الأجهزة المدنية لحزب الله تُشكّل خطراً مهماً على “إسرائيل”، إذ في اللحظة التي تُنشئ فيها بنية تحتية مدنية وتتصل مباشرة بالسكان، وتدعمها، فإنّها تسمح لحزب الله بغرس قيم الثورة الإسلامية، والتبعية، بحيث لا يمكن للسكان تخيل أيّ شيء آخر، و”بهذه الطريقة، يصنع حزب الله أيضاً درعاً بشرياً”.
لا حل في “إسرائيل” لمسيرات حزب الله
أشارت صحيفة “إسرائيل هيوم” إلى أن التقديرات في “إسرائيل” تقول إن حزب الله جاهز للحرب، وهو “معني بها في أيّ سيناريو”، وأضافت الصحيفة أنّ السيد نصر الله، قد يزيد من عمليات الإطلاق نحو الشمال، التي ارتفعت معدلاتها في الأشهر الأخيرة (لا سيما عبر المُسيرات).
ونقل موقع “القناة 12” عن مصادر في سلاح الجو الإسرائيلي قولها إنّ مخطط تحليق الطائرة المسيرة ووقت الرد القصير للقوات في الميدان، يجعل عملية الاعتراض معقدة، إلا أنّه “طوال أشهر الحرب كانت هناك نجاحات”، ومع ذلك، قال مصدر رفيع المستوى في قيادة المنطقة الشمالية لموقع “القناة 12″، إنّه “لا يوجد، ولن تكون هناك حماية 100%”، لافتاً إلى أنّه توجد في نهاية المطاف متغيرات كثيرة تُؤثر على النجاح، مثل حالة الطقس من جهة، وتعقيدات تفعيل منظومات كثيرة من جهة ثانية.
وفي هذا السياق، رأى مراسل “القناة 12” في الشمال، غاي فيرون، إنّه يوجد نجاحات لحزب الله في الآونة الأخيرة في إدخال مُسيرات إلى “إسرائيل”، من النوع الذي يُصور ويجمع المعلومات، و”هو موضوع حتى الآن لا يوجد له الرد الأمني المناسب”، وكشف بيرون أنهم في “إسرائيل” يعرفون أنّه “يوجد العديد من الطائرات غير المأهولة التي تخترق المجال الجوّي الإسرائيلي وتصوّر وتجمع معلومات من دون عائق من قبل المؤسّسة الأمنيّة”.
وأضاف بيرون أنّ حزب الله يزيد من استخدام الطائرات غير المأهولة في الآونة الأخيرة، حيث نفّذ استهدافات فتّاكة أدت إلى مقتل جنود من “الجيش” الإسرائيلي، مشيراً إلى أنّ الإصابة المباشرة تدل على معلومات استخبارية (جيدة) يجمعها حزب الله عن القوات الإسرائيلية على الرغم من كل الحذر الموجود في المنطقة.
ووصف المراسل العسكري في صحيفة “معاريف”، آفي أشكينازي، مسيّرات حزب الله الانتحارية، بأنّها سلاح كاسر التوازن، ولفت أشكينازي إلى أنّ حزب الله في السابق (قبل العام 2000)، عمل بصورة منهجية وأطلق صواريخ ضد الدروع نحو مواقع “الجيش” الإسرائيلي في الحزام الأمني، بهدف زرع الخوف وسط الجنود والمقاتلين، ليوجد لديهم شعور بعدم الأمن داخل المواقع، وإحساس بأنّهم مكشوفين في كل المنطقة.
واليوم، يعود حزب الله، وفقاً لأشكينازي، لاستخدام الحرب النفسية ذاتها، حيث يهدف في الأسابيع الأخيرة إلى تعزيز الشعور في مستوطنات الشمال والمواقع العسكرية بأنّ كل من يتحرك في المنطقة، مكشوف، لكن هذا المرة، يستخدم حزب الله مسيّرات متفجرة ينجح في الأسابيع الأخيرة، في تفعيلها بصورة فعالة ضد قوات “الجيش” الإسرائيلي، من ضمن تصوّر للسيد نصر الله بأنّ “إسرائيل” واقعة في فخّ وفي حالة ضعف، وأنّها ليست معنية بتوسيع ساحة القتال في الشمال.
وفيما يخص فعالية المسيرات، لفت مراسل قناة “كان” في الشمال، روبي هامرشلاغ، إلى أنّ “الطائرات من دون طيار هذه، هي أحد أكبر الكوابيس لقيادة المنطقة الشمالية، وفي الواقع مناطق التجمع الذي يتواجد فيها جنود الجيش الإسرائيلي هي نقاط الضعف هنا في قيادة المنطقة الشمالية”.
وأضاف المراسل العسكري للقناة “الـ 14″، هيلل بيتون روزن، أنّ حزب الله يدرس، ويرصد، يراقب، ويرى أماكن وجود تجمّعات الجنود، ويوجّه (نيرانه) إليها، وأضاف روزن أنّ حزب الله يمتلك قدرة مشابهة للتي لدى “الجيش” الإسرائيلي، مع عدد أقل من التكنولوجيات المتطورة، لكنه إلى الآن ينجح في رصد الجنود الإسرائيليين، واستهدافهم بشكلٍ دقيق جداً حيث يريد، وقد نجح بفعل هذا عدة مرات متتالية.
روزن حذّر من أنّه لا يوجد لدى “إسرائيل” حالياً قدرة جيدة بما فيه الكفاية للتعامل مع هذا التهديد سواء من ناحية الكشف والتحذير، أو من ناحية اعتراض هذه القطع الجوية غير المأهولة.
نصر الله والمعادلات القتالية الجديدة
حذّر المراسل العسكري في صحيفة “معاريف”، آفي أشكينازي، من أنّه منذ 7 تشرين الأول الماضي، نجح السيد نصر الله في إحياء حلْم وَضْع معادلة قتالية جديدة: قصْف النبطية والبقاع في لبنان سيؤدي إلى قصْف ميرون؛ قصْف منزل في النبطية سيؤدي إلى إطلاق 20 إلى 30 صاروخاً على كريات شمونة، أو إطلاق مسيّرة على عرب العرامشة؛ وقصْف بعلبك يؤدي إلى إطلاق مسيّرة متفجرة قاتلة على المطلة.
وأضاف أشكينازي أنّ “إسرائيل” في ورطة، فبالإضافة إلى الحرب التي لا تنتهي على الحدود الشمالية، نشأ توازن رعب جديد لا تستطيع “إسرائيل” التعايش معه ولو لساعة واحدة، وبات أيّ حل في الشمال يتطلب من صنّاع القرار في “إسرائيل” العمل على تفكيك هذا التهديد.
وتطرق المسؤول السابق في الشاباك، فيكتور بن عامي، إلى زيادة الفعالية الهجومية لدى حزب الله، في حديث مع “القناة 14″، وقال إنّه يوجد ارتقاء مستوى من جانب حزب الله، وتراجع مستوى من الجانب الإسرائيلي.
أمّا المسؤول السابق في وحدة الـ 504، المقدم احتياط ماركو مورينو، فقال في حديث مع “القناة 14” أيضاً: “بدأت أشعر أنّ حزب الله بالتغيير التكتيكي (الذي يُنفذه)، يمكن أن يحقق تغييراً استراتيجياً، ففي الأيام الأخيرة، كثف الهجمات، ولدينا تقريباً كل يوم مصابين في صفوف الجنود”، وحذّر مورينو من أنّ “إسرائيل بدأت تفقد الحدث في الشمال”، في ظل غياب قرار بشأن الاستراتيجية الإسرائيلية في الشمال، مع تطبيق حالة الاستيعاب والدفاع، ومع وجود 20 ألف نسمة يعيشون في حزام أمني داخل “إسرائيل”، ونحو 70 ألفاً آخرين، تم إجلاؤهم، ولا يُعرف إن كانوا سيعودون أم لا.