نتنياهو: غزة ستكون منزوعة السلاح وتحت السيطرة الأمنية “الإسرائيلية”
قال رئيس حكومة الإحتلال الصهيوني، بنيامين نتنياهو، مساء السبت، إن قطاع غزة سيكون منزوع السلاح في “اليوم التالي” للحرب التي تشنها “إسرائيل” على القطاع المحاصر، وجدد تأكيده أن “إسرائيل” ستحتفظ بـ”السيطرة الأمنية الكاملة” على قطاع غزة، مشددا على أنه سيمنع إدارة قطاع غزة مدنيا بواسطة السلطة الفلسطينية بـ”صيغتها الحالية”.
جاء ذلك في مؤتمر صحافي مشترك عقده نتنياهو مع وزير أمنه، يوآف غالانت، والوزير في “كابينيت الحرب”، بيني غانتس، في أعقاب التقارير عن اجتماعات عقدها رئيس الموساد، دافيد برنياع، مع مسؤولين قطريين في أوسلو، لتحريك المفاوضات الرامية للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس.
كما عقد المؤتمر الصحافي في ظل تعالي أصوات عائلات المحتجزين “الإسرائيليين” في قطاع غزة، مطالبة حكومة نتنياهو بالتحرك “في أسرع وقت” لتأمين الإفراج عنهم، وذلك بعد مقتل ثلاثة منهم “عن طريق الخطأ” بنيران جنود إسرائيليين في حي الشجاعية شمالي قطاع غزة، رغم أنهم كانوا يرفعون علما أبيض وطلبوا المساعدة بالعبرية.
وشدد نتنياهو على أن “إسرائيل” ستواصل حربها على قطاع غزة إلى حين تحقيق الأهداف المعلنة المتمثلة بـ”القضاء على حركة حماس، وإنهاء قدرتها على حكم قطاع غزة وإعادة الرهائن” وذلك “رغم تصاعد الضغوط الدولية وكذلك الحوادث التراجيدية” في إشارة إلى مقتل محتجزين “إسرائيليين” برصاص جيش الإحتلال الصهيوني.
وبرر نتنياهو قتل المحتجزين الثلاثة في غزة بـ”الظروف الصعبة التي يقاتل فيها الجنود بالمعركة”، واصفا الحادث بأنه “مأساوي”. وقال “حادث مقتل الرهائن الثلاث عن طريق الخطأ، مأساوي، ويعتصر له القلب، ولكن يجب أن نذكر الظروف الصعبة التي يقاتل فيها الجنود في المعركة”.
وألمح نتنياهو إلى أن مفاوضات جديدة جارية لاستعادة المحتجزين “الإسرائيليين” في غزة، وقال إن “الهجوم الإسرائيلي” على غزة ساعد في التوصل إلى اتفاق جزئي لإطلاق سراح الرهائن في تشرين الثاني/ نوفمبر. وأضاف “التعليمات التي أعطيها لفريق التفاوض مبنية على هذا الضغط الذي بدونه ليس لدينا شيء”.
وقال نتنياهو في المؤتمر الصحافي إن حكومته تعمل مع كل من قطر ومصر في مسعى للتوصل إلى صفقة تتيح الإفراج عن الرهائن “الإسرائيليين” لدى فصائل المقاومة في قطاع غزة، وقال إن لدى تل أبيب ما وصفه بـ”الانتقادات الشديدة لقطر”، وأضاف “ستسمعون عنها لاحقا، لكننا نحاول الآن استكمال إجراءات الإفراج عن الرهائن”.
واعتبر نتنياهو أن “الضغط العسكري (على فصائل المقاومة في قطاع غزة) ضروري لإعادة المخطوفين”، وأضاف “سنواصل القتال حتى النصر الكامل، ونقلت ذلك إلى مستشار الأمن القومي الأميركي. نحن مصممون أكثر من أي وقت مضى على الاستمرار حتى النهاية”، في إشارة إلى الهدف الإسرائيلي المعلن للحرب بـ”القضاء على حركة حماس”.
وقال نتنياهو إنه قال للرئيس الأميركي، جو بادين، إن “إسرائيل ستسيطر أمنيا على المناطق الفلسطينية المحتلة عام 1967 حتى عندما كان الأخير نائبا للرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما، وقال “عندما كان بايدن نائبًا قلت له: يمكن أن يكون للفلسطينيين أي سلطة لإدارة حياتهم ولكن ليس الأمن”.
وأضاف “قلت له أن هذا هو الشيء الوحيد المطروح “إسرائيليا”، وأضاف أنه “لا يستبعد احتمال التوصل إلى تفاهم حول هذه القضية مع الولايات المتحدة”، مشددا على أن قطاع غزة سيكون في اليوم التالي للحرب “منزوع السلاح وتحت السيطرة الأمنية للجيش “الإسرائيلي”، وقال إن تل أبيب ستمنع “إدارة القطاع مدنيا بواسطة من يربون أطفالهم على تدمير “إسرائيل”.
وعن تصاعد المواجهات مع حزب الله على الجبهة الشمالية، قال نتنياهو إن “وضعنا سلم أولويات لعملياتنا، علينا أولا وقبل كل شيء تحقيق النصر في الجنوب (ضد فصائل المقاومة في غزة)، لكن من الواضح أنه عندما ننتهي من القضاء على حماس، لا يمكننا أن نترك الحدود الشمالية على حالها”.
وأضاف “لا يمكننا إنهاء الحرب بهذه الطريقة. قلنا للأميركيين: لا بد من حل هذا الأمر دبلوماسيا أو عسكريا، وسنحله”.
بدوره، قال غانتس إن حادث مقتل “المخطوفين مؤلم جدا وللأسف هذا حدث في ظل الظروف الصعبة التي يعمل بها الجنود”. مستدركا بالقول في كلمة له خلال المؤتمر: “يجب علينا أن نواصل المعركة حتى تتحقق أهدافها بالكامل والاستمرار في منح الجيش الوقت اللازم للقيام بمهامه، وبذل كل ما في وسعه لإعادة المختطفين. وهذا ما سنواصل القيام به”.
وشدد على أن “ستكون الحرب صعبة والقتال سيطول. سيتعين علينا تحقيق الأهداف. وسيتعين علينا التأكد من أن هناك أولوية لإعادة المختطفين، وسيكون علينا المواصلة بتصميم على المدى الطويل من أجل تحقيق جميع الأهداف التي وضعناها لأنفس”.
من جانبه، قال غالانت في كلمة خلال المؤتمر، إن “المعركة في غزة طويلة، وثمنها كبير جدا”. وأضاف: “حققت قوات الجيش حتى الآن إنجازات كبيرة والمعركة ستكون طويلة حتى تحقيق النصر الكامل”، كما تحمّل بصفته وزيرا للأمن، مسؤولية قتل الرهائن “عن طريق الخطأ”.
المصدر: عرب 48