غزة في يومها الـ11.. قصف عنيف والمقاومة تمطر المستوطنات برشقات صاروخية
لليوم الـ11 على التوالي، يواصل الإحتلال الإسرائيلي جرائم استهداف المدنيين في منازلهم بغزة، والتي كانت الأعنف على القطاع وشرقه منذ بدء العدوان، فيما كشفت المقاومة أول معلوماتها الرسمية عن الأسرى، وجنسياتهم، وأعدادهم.
وفي السياق، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن جيش الاحتلال ارتكب اليوم الثلاثاء مجازر بحق أكثر من عائلة راح ضحيتها نحو 80 شهيدا وعشرات المصابين. وقال المكتب إن طائرات الاحتلال كثفت خلال الساعات الماضية من غاراتها في مناطق عدة بمحافظتي خان يونس ورفح اللتين سجلتا العدد الأكبر من الشهداء والمصابين.
كما أوقعت الغارات الإسرائيلية شهداء ومصابين في مخيم البريج وسط القطاع، وشمل القصف أيضا أحياء في مدينة غزة على غرار حي الزيتون. من جهته، قال المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، إن مئات الجثث تحت الأنقاض في غزة ويجب انتشالها، حتى لا تتحول إلى أزمة صحية، مضيفاً أن المئات من الأطفال الأبرياء قُتلوا نتيجة القصف الإسرائيلي العنيف والمكثف على غزة. برنامج الأغذية العالمي، قال إن إمداداته الغذائية في غزة في انخفاض شديد، وأنه يخزن المواد الغذائية في العريش المصرية لاستخدامها عند فتح معبر رفح. من جهتها قالت منظمة الصحة العالمية، إنها بحاجة إلى الوصول بشكل عاجل إلى غزة لتوصيل المساعدات والإمدادات الطبية، بينما حذرت المنظمة التابعة للأمم المتحدة من أزمة إنسانية في القطاع.
هذا وأفادت وزارة الصحة في غزة بتضرر أجزاء من مستشفى غزة الأوروبي جنوبي القطاع جراء قصف طائرات الاحتلال مدخل المستشفى. يأتي ذلك بعد تهديدات إسرائيلية بضرورة إخلاء عدد من مستشفيات غزة.
من جانبه، أفاد مراسل الجزيرة بأن طائرات الاحتلال شنت غارتين على منازل بجوار مستشفى أبو يوسف النجار في رفح جنوبي قطاع غزة.
وفي ظل الجرائم المتواصلة بحق الفلسطينيين، تمارس الولايات المتحدة الأميركية دور الداعم والحليف الأكبر لكيان الاحتلال على كافة المستويات. وفي هذا السياق، قالت وزارة الحرب الأميركية (بنتاغون) إن الوزير لويد أوستن أمر بالاستعداد لنشر نحو ألفي جندي أميركي للاستجابة “للأوضاع المتوترة في الشرق الأوسط”، حسب قوله. وأضافت الوزارة أن أوستن وافق على تمديد وجود حاملة الطائرات “جيرالد فورد” في المنطقة مع اقتراب نهاية فترة بقائها.
كما أعلنت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية عن وصول قائد القيادة المركزية في الجيش الأميركي إلى الأراضي المحتلة للقاء المسؤولين في القيادة العسكرية الإسرائيلية. ونقلت الصحيفة عن القائد الأميركي تأكيده أنه يزور الكيان “للتأكد من وجود ما تحتاجه للدفاع عن نفسها”، حسب زعمه، قائلاً “أهتم على وجه الخصوص بردع أطراف أخرى عن توسيع الصراع”.
أما فيما يتعلق برد المقاومة على العدوان والحصار الهمجي بحق غزة، قالت كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إنها قصفت تل أبيب بدفعة صاروخية رداً على المجازر الصهيونية، وبثت كتائب القسام صوراً تظهر إطلاق الصواريخ. وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن الرحلات الجوية من تل أبيب توقفت مؤقتا بعد إطلاق صواريخ على وسط الكيان الغاصب.
وأفادت مصادر إعلامية بسماع دوي انفجارات لاعتراض القبة الحديدية دفعة صاروخية أطلقت من غزة، باتجاه مدن إسرائيلية عدة؛ منها: عسقلان وتل أبيب.
من جانبها، ذكرت سرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، أنها وجهت ضربة صاروخية تجاه مدينة بئر سبع، ردا على مجازر العدو في حق المدنيين. وكانت الجبهة الداخلية الإسرائيلية ذكرت أن صفارات الإنذار دوّت في مستوطنة ناحال عوز بغلاف غزة.
وقالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن مجازر الاحتلال في مدن قطاع غزة “دليل فشل وإجرام لن يكسر عزيمة شعبنا وتلاحمه مع المقاومة”. وقالت الحركة في بيان على تليغرام “لليوم الحادي عشر وبدعم أميركي يواصل الاحتلال مجازره البشعة وحرب الإبادة الجماعية بحق أهلنا في دير البلح ورفح وخان يونس وفي كل أنحاء قطاع غزة”. وأضافت أن “تصعيد الاحتلال وارتكابه المزيد من الجرائم والمجازر البشعة التي يندى لها جبين الإنسانية سيبقيان وصمة عار على جبين داعمي الاحتلال ومؤيديه من الإدارة الأميركية وبعض الدول الغربية”.
تدمير غزة
وكشف المتحدث باسم كتاب القسام، “أبو عبيدة” تفاصيل جديدة حول الأسرى الإسرائيليين لدى الحركة، قائلاً إنّ “الأعداد كبيرة، وإنهم من جنسيات مختلفة”، لافتًا إلى أنّ “هنالك لدى الفصائل الأخرى أيضًا عدد آخر من الأسرى”.
إلى ذلك، شنت طائرات الاحتلال غارات مكثفة على الأحياء الشرقية لمدينة غزة وحي الزيتون والشجاعية وشمال غرب المدينة، وسط حديث عن استخدام قنابل عنقودية.
وفي آخر حصيلة للضحايا أكدت وزارة الصحة في غزة استشهاد 2808 شخصًا وإصابة أكثر من 11 ألفًا آخرين منذ السابع من تشرن الأول/ أكتوبر الجاري.
وفي الوقت الذي يواصل فيه جيش الإحتلال حشد قواته والتحضير لعملية عسكرية برية محتملة في القطاع، فقد ارتفع عدد النازحين داخل غزة إلى مليون نازح، وسط اتهامات أممية للاحتلال بممارسة التطهير العرقي ضد سكان غزة.
وبات ربع سكان قطاع غزة بلا مأوى بعد نزوحهم من بيوتهم قسرًا تحت القصف والغارات، ويتوزعون بين مراكز الإيواء وعند الأهل والأقارب.
إلى ذلك، حذرت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، لين هاستينغز، من خطورة الوضع اللاإنساني غير المسبوق في غزة ونفاذ الإمدادات الأساسية.
وفي السياق، شنّت طائرات جيش الإحتلال الإسرائيلي، مساء أمس الإثنين، قصفًا جديدًا للمرة الرابعة على معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة، وسط جهود مصرية وعربية ودولية للوصول لهدنة وإدخال مساعدات عاجلة إلى القطاع عبر المعبر الذي لا يزال مُغلقا حتى الآن.
بدورها، أطلقت سرايا القدس وكتائب القسام، مساء أمس، رشقتين صاروخيتين استهدفت تل أبيب والقدس، ومدن ومستوطنات غلاف قطاع غزة.
وأكدت سرايا القدس وكتائب القسام، في بيانين منفصلين، أنّ “الصواريخ التي أُطلقت مساء ضمن معركة طوفان الأقصى، جاءت ردًا على مجازر الاحتلال الإسرائيلي، بحق المدنيين في قطاع غزة”.
وأفادت كتائب القسام، بقصف تل أبيب برشقة صاروخية، فيما قالت سرايا القدس، إنّها “وجهت ضربة صاروخية بأكثر من 100 صاروخ استهدفت مدن ومستوطنات غلاف غزة، سديروت، عسقلان، أسدود، بئر السبع، نتيفوت وصولاً إلى تل أبيب والقدس”.
حماس تنعى اثنين من قادتها استشهدا في العدوان الصهيوني على غزة
ونعت حركة حماس في بيان رئيس القضاء الحركي الشهيد القائد المجاهد الدكتور تيسير إبراهيم، والقائد والداعية الشهيد الدكتور وائل الزرد، اللّذين استشهدا برفقة عائلتيهما إثر قصف الاحتلال الصهيوني الهمجي على منازلهم في قطاع غزة.
وقالت حماس في بيانها “إننا إذ نزف خبر استشهاد المجاهدين الكبيرين لنؤكد على مُضينا بإذن الله في معركة شعبنا ومقاومته الباسلة “طوفان الأقصى” والتي تستلهم من مسيرة وسيرة القادة الشهداء الكبار، معالم التضحية والإرادة والصمود، حتى نكسر شوكة الاحتلال وغطرسته وعدوانه، وإن جرائم المحتل سنقابلها بالرد المتين والعميق ولن تتوقف عزمات أسودنا حتى نحرر فلسطين والأسرى والمسرى”.
المصدر: وكالات فلسطينية