طوفان الأقصى | في اليوم الثالث… المقاومة تسيطر وتصمد والعدو مربك

في اليوم الثالث من طوفان المقاومة الفلسطينية، لا زالت الأخيرة تمسك فعلياً بزمام الميدان لجهة القدرة على الثبات في مستوطنات غلاف غزة واستمرار الاشتباكات مع العدو، الذي يبقى عاجزاً حتى اللحظة عن استرجاع السيطرة على مستوطناته، مكتفياً بما يجيد القيام به وهو استهداف المدنيين وارتكاب المجازر.

إذاً تتواصل العملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها كتائب عز الدين القسام (الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس) ضد الاحتلال الإسرائيلي، وسط تقديرات باحتمال ارتفاع حصيلة الخسائر الإسرائيلية إلى 1000 قتيل، حسبما أكدت يديعوت أحرنوت. كما نقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصدر رسمي كبير، قوله إن “عدد الضحايا الإسرائيليين لا يمكن استيعابه وأكبر بكثير مما تم إعلانه”.

وفي وقت سابق، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن عدد الرهائن الإسرائيليين العسكريين والمدنيين كبير، وإن الوضع يتطلب رداً غير مسبوق، على حد تعبيره.

كما قالت هيئة البث الإسرائيلية إن “الجيش يقاتل مسلحين وصلوا عبر البحر إلى شاطئ زيكيم شمال قطاع غزة”، مضيفة أنه “يجري حالياً الدفع بتعزيزات من الدبابات إثر الاشتباكات في شاطئ زيكيم”.

سبق ذلك تأكيد جيش العدو الإسرائيلي أن قواته ما زالت تقاتل في 7 أو 8 نقاط قرب قطاع غزة. وتجددت الاشتباكات بين جنود الاحتلال وعناصر من القسام في بلدة سديروت، وأفادت القناة الإسرائيلية الـ12 أن المواجهات تدور قرب مفترق جيفيم وسط البلدة. كما أعلنت ‫وسائل اعلام فلسطينية أن المقاومين نفذوا عملية تسلل جديدة الى ‫موقع صوفا العسكري، في وقت قالت فيه القناة 12 الإسرائيلية إن “معارك تدور بين الجيش ومقاتلين فلسطينيين في مستوطنة صوفا جنوب غزة”.

من جانبها، أعلنت إذاعة العدو استمرار الاشتباكات بين الجيش وعناصر القسام في 3 مواقع بمستوطنات عالوميم ونيريم وسديروت.

وكانت الشرطة الإسرائيلية قد أعلنت سابقا أنها تطارد مسلحين تسللوا إلى منطقة جنوب عسقلان، فيما أعلنت إذاعة الجيش عن قرار إخلاء 25 مستوطنة و”كيبوتس” في غلاف غزة.

وقال المتحدث باسم جيش العدو إنّ “بعض عناصر حركة حماس لا يزالون قادرين على التسلل إلى إسرائيل”.

وأضاف أنّ الجيش “يشتبه بوجود مسلحين فلسطينيين في 6 مراكز مختلفة في غلاف غزة تسللوا إليها عبر أنفاق من القطاع إلى “إسرائيل” الليلة الماضية”، مشيرا إلى أنّ اشتباكات تدور في هذه المراكز.

ولفت إلى أنّ القوات الإسرائيلية لا تزال تقاتل في 6 مواقع في غلاف غزة، قائلاَ إن هناك 4 فرق قتالية منشترة في جنوب “إسرائيل”. وأشار إلى أن الأمر سيستغرق وقتا أطول من المتوقع لإرساء الأمن، مضيفا أن الجيش هاجم ودمر أكثر من 800 هدف في قطاع غزة، حسب زعمه.

وقد أعلن الجيش الإسرائيلي سقوط 800 قتيلاً إسرائيلياً و 2400 جريحاً منذ فجر السبت، ونشر قائمة جديدة بأسماء 16 من جنوده قتلوا منذ بداية عملية “طوفان الأقصى”، بينهم ضابط في وحدة النخبة برتبة مقدم، مما يرفع مجموع القتلى في صفوف قواته حتى الآن إلى 73 عسكرياً.

وفي سياق متصل، أعلن الجيش استدعاء 300 ألف جندي احتياط في أكبر عملية من نوعها على الإطلاق. وقالت صحيفة معاريف الإسرائيلية إن الجيش دفع بدبابات ومدافع ثقيلة إلى 20 موقعاً على طول الحدود مع قطاع غزة.

كما قالت الشرطة الإسرائيلية إنها قامت بمجموعة من الإغلاقات التي تشمل أكثر من 10 طرق سريعة وتقاطعات بين مستوطنات غلاف غزة.

يأتي ذلك بينما تواصل المقاتلات الحربية الإسرائيلية شن سلسلة غارات على مناطق متفرقة من قطاع غزة، لليوم الثالث على التوالي.

أسدود تل أبيب وعسقلان تحت القصف

في المقابل،أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أنها وجهت ضربة لمستوطنة سديروت بـ90 صاروخاً.

يأتي ذلك عقب ساعات من اعلان كتائب القسام قصف تل أبيب والقدس برشقات صاروخية ردا على قصف بيوت المدنيين في قطاع غزة، كاشفة عن أنها وجهت ضربة صاروخية كبيرة لأسدود وعسقلان بـ120 صاروخا.

من ناحيتها، أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي سقوط صاروخ أطلق من قطاع غزة على الشارع رقم 1 بين القدس وتل أبيب.

ودوت صفارات الإنذار في القدس وتل أبيب ومحيطهما، بينما قال جيش الاحتلال إن صفارات الإنذار تدوي في مختلف أنحاء الكيان بما فيها القدس وتل أبيب.

وكشف الإسعاف الإسرائيلي عن إصابة 3 إسرائيليين في عسقلان جراء قصف صاروخي، كما أصيب شخص بجروح خطيرة جراء سقوط صاروخ في أسدود.

منظومة دفاع جوي جديدة

وكشفت كتائب القسام لأول مرة عن إدخالها منظومة دفاع جوي محلية الصنع من طراز “مُتبّر 1” إلى الخدمة. وفي السياق، أعلنت كتائب القسام اليوم أنها استهدفت مقاتلات إف-16 في سماء بحر غزة على بعد 35 كيلومترا بصاروخي أرض-جو من طراز “متبر 3”.

الاحتلال يقتل أسراه

هذا وأعلن المتحدث باسم حركة حماس أبو عبيدة أن قصف الاحتلال الليلة واليوم على قطاع غزة، أدّى إلى مقتل 4 من أسرى العدو واستشهاد آسريهم من مجاهدي القسام.

عمليات أسر جديدة

وأسرت كتائب القسام، مجموعة جديدة من الجنود الإسرائيليين، في وقت تخوض فيه اشتباكات عنيفة داخل مستوطنات الغلاف. يأتي ذلك في وقت قالت فيه وسائل إعلام إسرائيلية أن هناك تقارير عن احتجاز رهائن وسط تبادل لإطلاق النار مع مسلحين بمنطقتين في سديروت.

وبيّنت المصادر ذاتها أن سلطات الاحتلال أصدرت تعليمات للسكان في سديروت ومحيطها بعدم الخروج من المنازل مع استمرار الاشتباكات.

من جهته، قال جيش العدو الإسرائيلي إن الاشتباكات مستمرة في سديروت، معلنا اشتباهه في وجود نحو 40 مسلحا فلسطينيا بمناطق غلاف غزة. وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في وقت سابق اليوم أنه لا يزال يشتبك مع عناصر حماس في “7-8 مواقع” في محيط غزة.

المصدر: مواقع إخبارية