العراق يعلن حصيلة جديدة لضحايا حريق حفل الزفاف وإيقاف 9 أشخاص
أعلنت السلطات العراقية مقتل نحو 100 شخص وإصابة عدد مماثل في حصيلة جديدة غير نهائية للحريق الذي اندلع الليلة الماضية في قاعة أفراح أثناء حفل زفاف في قضاء الحمدانية بمحافظة نينوى شمالي العراق، كما أعلنت إيقاف 9 أشخاص على خلفية الحادث الذي عزته إلى مخالفة قواعد السلامة.
وقدمت المصادر الرسمية العراقية أرقاما متفاوتة لعدد ضحايا الحريق الذي يعد من بين أسوأ الحرائق التي شهدها العراق في السنوات الماضية.
فقد قال وزير الداخلية العراقي عبد الأمير الشمري إن آخر إحصائية سجلتها مديرية الصحة في محافظة نينوى هي 93 قتيلا وأكثر من 100 مصاب، بحسب ما نقلته عنه وكالة الأنباء الرسمية.
من جهته، قال وزير الصحة العراقي صالح مهدي الحسناوي للجزيرة إن الحريق في قضاء الحمدانية (شرق الموصل) خلف ما لا يقل عن 87 قتيلا وأكثر من 100 مصاب، مضيفا أنه تم تشكيل خلية أزمة تعمل على مدار الساعة بشأن الحريق.
وقبل ذلك، قال رئيس خلية الإعلام الأمني بالعراق سعد معن للجزيرة إن 93 شخصا قتلوا وأصيب 100 في الحريق، وأضاف المسؤول العراقي أنه لا مؤشرات على وجود قصد جنائي في حريق الحمدانية.
وتابع سعد أن 9 أشخاص ألقي القبض عليهم وتم إصدار مذكرة توقيف بحق 4 آخرين هم ملاك القاعة، التي اندلع فيها الحريق.
وفي وقت سابق اليوم، ذكر محافظ نينوى نجم الجبوري أن ما لا يقل عن 114 شخصا لقوا حتفهم وأصيب نحو 200 جراء الحريق.
وأضاف الجبوري أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن الحريق ناجم عن ألعاب نارية داخل القاعة.
أما الهلال الأحمر العراقي فأعلن عبر حسابه الرسمي في فيسبوك أن الحادث خلف 450 ضحية، من دون أن يحدد عدد القتلى والمصابين.
الملابسات والأسباب
وفيما يتعلق بملابسات الحادث وأسبابه، قال مستشار رئيس الوزراء العراقي إن الضحايا قضوا نتيجة للفساد وسوء الإدارة في السنوات العشرين الماضية، مشيرا إلى أن هناك تحقيقات وإجراءات تنفيذية وإدارية لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث.
من جهته قال المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية اللواء خالد المُحَنّا إن الألعاب النارية وانعدام إجراءات السلامة وراء حريق الحمدانية، مشيرا إلى أن إقفال مخارج الطوارئ في قاعة الأفراح تسبب في ارتفاع عدد الضحايا.
وقبل ذلك، صرح مدير إعلام الدفاع المدني بالعراق أن قاعة الأفراح في الحمدانية كانت تفتقد لإجراءات السلامة، مشيرا إلى أن صعوبة الخروج من باب المبنى أدت لارتفاع عدد الضحايا.
وقال المسؤول بالدفاع المدني إن أبواب الطوارئ في قاعة الأفراح بالحمدانية كانت مغلقة وقت الحريق.
وكانت مديرية صحة نينوى ذكرت أن الحريق أدى إلى انهيار أجزاء من القاعة نتيجة استخدام مواد بناء سريعة الاشتعال تتداعى خلال دقائق عند اندلاع النيران.
أما الدفاع المدني العراقي فقال إن الانبعاثات الغازية السامة المصاحبة لاحتراق ألواح الإيكوبوند البلاستيكية السريعة الاشتعال والمخالفة لتعليمات السلامة، كل ذلك ،أدى إلى انتشار النيران، مشيرا إلى افتقار المبنى لمتطلبات من بينها منظومات الإنذار والإطفاء.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية إن عددا كبيرا من المصابين حالتهم غير مستقرة، وإن الإصابات الحرجة تمت إحالتها إلى مستشفيات متخصصة.
تحقيقات أولية
وقال محافظ نينوى نجم الجبوري إن التحقيقات الأولية تشير إلى أن حريق الحمدانية ناجم عن ألعاب نارية داخل قاعة الأفراح.
وأضاف الجبوري أنه تم نقل ضحايا الحريق إلى مستشفيات نينوى وإقليم كردستان.
من جانبه، قال المنسق الإعلامي في الدفاع المدني العراقي نُـؤاس صباح شاكر إن ما فاقم حريق مدينة الحمدانية في الموصل هي المخالفات المتعلقة بالسلامة في القاعة.
وأضاف أن الدفاع المدني بلّغ مالك القاعة بالمخالفات الواجب إزالتها في وقت سابق من هذا العام.
وفي حين فتحت الحكومة العراقية تحقيقا لتحديد ملابسات الحادث، أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الحِداد العام في عموم العراق لمدة 3 أيام على أرواح ضحايا الحريق، وكان السوداني وجه وزيري الداخلية والصحة باستنفار كل الجهود لإغاثة المصابين.
ووصف الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد ما جرى في الحمدانية بالفاجعة المؤلمة، مشددا على ضرورة فتح تحقيق ومعرفة ملابسات الحادث.
من جانبها، وصفت بعثة الأمم المتحدة في العراق حريق الحمدانية بأنه مأساة هائلة، وقالت إنها تشعر بالصدمة بسبب الخسائر الفادحة في الأرواح.