تناقض في رواية شرطة الإحتلال بشأن الدهس في تل أبيب: تحقيق أوليّ يؤكّد أن السلاح بلاستيكيّ
لم تنشر الشرطة “الاسرائيلية” أي صورة للسلاح الذي ادعت في البداية، أنه كان بحوزة المنفذ، كما لم يؤكد جهاز الأمن العام (الشاباك)، أن خلفية العملية، هي خلفية قومية، وهو ما يناقض عمليات مماثلة، نُفذت في وقت سابق.
وقُتل شخص وأُصيب 5 آخرون بجراح متفاوتة الخطورة، من جراء عملية دهس مزعومة، نُفِّذت في مدينة تل أبيب، مساء الجمعة، استشهد منفذها، وهو من كفر قاسم. وكشف بيانان صدرا عن الشرطة، تناقضا كبيرا، إذ زعم الأول أن سلاحا كان بحوزة المنفذ، فيما أكد آخر أن ما زُعم أنه سلاح، لم يكن كذلك، في حين أشار التحقيق الأولي إلى أن الشهيد كان بحوزته “سلاح لعبة بلاستيكي”، بحسب ما أوردت هيئة البث “الإسرائيلي” العامة (“كان 11”).
ولم تنشر الشرطة أي صورة للسلاح الذي ادعت في البداية، أنه كان بحوزة المنفذ، كما لم يؤكد جهاز الأمن العام (الشاباك)، أن خلفية العملية، هي خلفية قومية، وهو ما يناقض عمليات مماثلة، نُفذت في وقت سابق. كما أن البيان الأخير الذي أصدرته الشرطة بشأن ما حدث، ذكر أن “ملابسات الحدث، يجري التحقيق فيها من قبل الوحدة المركزية في لواء تل أبيب، ومن قبل الشاباك”.
وبحسب “كان”، فقد أفاد التحقيق الأوليّ بأن المركبة التي استقلها المنفذ، تعود إلى زوجته، وليست مسروقة، كما ادعت معظم وسائل الإعلام العبرية في البداية. كما أكد أن ما زُعم أنه سلاح حقيقيّ، لم يكن سوى “لعبة بلاستيكية”.
وارتفع بذلك عدد القتلى من جراء العمليات التي نُفّذت، منذ بداية العام الجاري إلى 18 قتيلا.
وسارعت وسائل الإعلام العبرية إلى حسم مسألة أن منفذ العملية، هو شاب من مدينة كفر قاسم، بسبب وجود بطاقة الهوية “الإسرائيلية”، التابعة له، في المركبة التي استقلها المنفذ؛ وأفادت لاحقا بأنه يشتبه بأن منفذ العملية من الضفة الغربية المحتلة، وقد تحصل على السيارة، التي كانت فيها بطاقة الهوية. وأشارت إلى أن الشرطة، تفحص ذلك.
وبعيد ذلك بوقت وجيز، أكدت الشرطة أن منفذ العملية من كفر قاسم، مشيرة إلى أنه يبلغ من العمر 45 عاما، واسمه يوسف أبو جابر؛ كما أوضحت أن لا خلفية أمنية لديه. وفي الصدد ذاته، أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عبر موقعها الإلكترونيّ، بأن والد منفذ العملية المزعومة، من الضفة، ووالدته من كفر قاسم.
وفي بيانها الأول الذي أصدرته الشرطة، ذكرت أن “سيارة مسافرة من الشمال إلى الجنوب، صدمت أربعة أشخاص بالقرب من منتزه ’تشارلز كيلور’” في تل ابيب، مضيفة أن “ضابط شرطة كان في محطة وقود قريبة، سمع ضجيجًا، ولاحظ سيارة مقلوبة رأسًا على عقب، والعديد من الأشخاص ممددين على الأرض”.
وذكر البيان أن “الشرطي اقترب من السيارة مع مفتشي شرطة بلدية تل أبيب، ولاحظ أن السائق كان يحاول الوصول إلى السلاح الذي بحوزته… فقام الشرطي والمفتشون بتحييد السائق وقتلوه”، على حدّ زعم الشرطة، التي لم تنشر أي صورة للسلاح الذي ادعت أنه كان بحوزة المنفذ.
وفي بيان أصدرته لاحقا، يحوي تناقضا مع بيانها الأول، ذكرت الشرطة أن الضابط الذي كانت قد أشارت إليه، برفقة أفراد الأمن الآخرين؛ قد “رصدوا السائق وهو يحاول الوصول إلى شيء يشبه البندقية كان معه، وحيدوه”.
يأتي ذلك فيما كان متطرفون يهود من عصابة “تدفيع الثمن” الإرهابية، قد اعتدوا فجر الجمعة، على مدينة كفر قاسم، وأحرقوا سيارات للأهالي، وخطّوا عبارات عنصرية معادية للعرب؛ كما يأتي بعد مقتل مستوطنتين وإصابة ثالثة بعملية إطلاق نار، نُفّذت في الأغوار، في وقت سابق الجمعة.
وفي ظل تصعيد الإحتلال بالمسجد الأقصى في القدس المحتلة، بعدما اقتحمت الشرطة المسجد والاعتداء على المصلين فيه واعتقال المئات منهم قبيل فجر، الأربعاء، طالبت الشرطة المستوطنين الذين بحوزتهم رخصة سلاح بأن يحملوا سلاحهم معهم إلى أي مكان يتوجهون إليه خلال أيام عيد الفصح اليهودي الذي من المقرر أن ينتهي نهاية الأسبوع المقبل.
وطالبت الشرطة هؤلاء “بالقدوم مسلحين إلى صلوات العيد في الكُنس، وحمل السلاح عندما يخرجون للتنزه”.
وكانت الشرطة نفسها قد أعدمت الشاب محمد العصيبي (26 عاما) من بلدة حورة في النقب في مثل هذه الليلة من الأسبوع الماضي، قرب باب السلسلة في البلدة القديمة بالقدس المحتلة.
وزعمت الشرطة آنذاك أن الحدث لم يوثق والكاميرات على أجساد عناصر الشرطة لم تكن مفعلة، وفي تلك الزاوية لا يوجد كاميرات، علمًا أن الزقاق المؤدي للمسجد الأقصى عبر باب السلسلة يوجد فيه كاميرات في المكان.
وفي إشارة على تناقض الشرطة في رواياتها المزعومة، صرح قائد شرطة الاحتلال السابق في القدس، يائير يتسحاكي، في حينه إنني “لا أصدق أنه لا يوجد كاميرات مراقبة وثقت الحدث عند مداخل الأقصى، أنا بنفسي نصبت كاميرات في المنطقة خلال فترة عملي”.
المصدر: عرب 48