عبد اللهيان في العراق… مستعدون لاستكمال المفاوضات النووية وعودة العلاقات مع مصر والسعودية
أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أميرعبداللهيان، أن بلاده ترحب بالمفاوضات الدبلوماسية، لافتاً إلى “العمل لأشهر عدة على توقيع اتفاق جيد وقوي ومستقر”، معلناً “الاستعداد لإكمال هذه المفاوضات”.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره العراقي فؤاد حسين في العاصمة العراقية بغداد، أعلن عبداللهيان أنه “لا يخفى على أحد أن العراق اتخذ إجراءات إيجابية وبناءة في سياق الحوار لرفع الحظر عن ايران”، مضيفاً أنه “رغم سماع تصريحات ورسائل متناقضة من الجانب الأمريكي، لكننا مستعدون لاتخاذ خطوات على أساس المفاوضات السابقة والخطوط الحمراء لايران لإتمام المفاوضات التي جرت في فيينا”.
في الوقت نفسه، لفت عبد اللهيان إلى أنه “إذا اختار الجانب الأمريكي مسارًا آخراً، فإننا مستعدون لتنفيذ خطة بديلة”.
لم نسع لإمتلاك الأسلحة النووية وندعم تنفيذ قرار العراق بشأن انسحاب القوات المحتلة
وتابع وزير الخارجية الإيراني أنه “في إطار اختتام المفاوضات، سيتوجه مسؤولو الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إيران في الأيام المقبلة، ونأمل أن يتمكن رافائيل غروسي لاتفاق مع زملائنا في منظمة الطاقة الذرية حول القضايا التقنية، بعيداُ عن النهج المسيس”، مشيراً إلى أن “إيران لم تسع قط لامتلاك الأسلحة النووية والقنبلة الذرية”.
من جهة ثانية، أشار أمير عبد اللهيان إلى أن ايران “تدعم العراق حكومة وشعباً لتنفيذ قرار برلمانه بشأن انسحاب القوات الاجنبية من أراضيه”.
وحول التعاون الاقتصادي والتجاري والسياحي بين طهران وبغداد، صرح وزير الخارجية الإيراني “فيما يتعلق بالتعاون الترانزيت والسياحة الدينية بين البلدين، يندرج استكمال خطط سكة حديد البصرة – شلامجة وكرمانشاه – خسروي – المنذرية – بغداد على جدول الاعمال بشكل جدي”ـ متابعاً أن “شركات إيرانية مهمة ومتنوعة في مجال الخدمات الفنية والهندسية ما زالت تستعد لتعزيز التعاون من أجل تنفيذ مشاريع البنية التحتية في العراق”.
ورأى اميرعبداللهيان أن “عودة العراق الشقيق الى دوره الطبيعي في المنطقة تبعث إلى الارتياح نظراً لعلاقاتنا الممتازة مع بغداد”.
نرحب بعودة العلاقات بين إيران والسعودية وبين إيران ومصر
وبشأن وساطة العراق حول عودة العلاقات بين إيران والدول العربية، قال “إننا نقدر جهود وزير الخارجية والحكومة العراقية فيما يتعلق بالمحادثات بين إيران والسعودية في بغداد، وكذلك جهودهم لتعزيز الحوار والتعاون بين الجمهورية الإسلامية الايرانية و جمهورية مصر العربية”.
وأكد وزير الخارجية الايراني ترحيب بلاده “بعودة العلاقات مع السعودية ومصر في إطار تعزيز التعاون مع الدول الإسلامية ودول المنطقة”.
ضرورة الاسراع في متابعة اغتيال قادة النصر
في جانب آخر، أكد وزير الخارجية الإيراني “ضرورة الإسراع في متابعة ملف اغتيال قادة النصر الشهداء الفريق الحاج قاسم سليماني والحاج أبو مهدي المهندس ورفاقهما”.
طهران تدعم عراقاً واحدًا مستقلاً
وقال أمير عبد اللهيان “إن طهران تدعم عراقاً واحداً ومستقلاً”، مؤكداً أن “قوة العراق وتقدمه من قوة إيران وأمنها، ونؤكد دعمنا للحكومة العراقية”. كما أعرب عيد اللهيان عن شكره “على حسن الاستقبال والمحادثات الطيبة للغاية التي أجريت بحضور مسؤولي البلدين في وزارة الخارجية العراقية”.
حسين: الحوار مع ايران بناء… وبحثنا موضوع الحظر مع الجانب الاميركي
من جهته، وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين أكد أن بلاده تسعی للعب دور الوسيط المهم في المنطقة، “حيث تحول اليوم الی مركزاً للمباحثات الاقليمية”. وأوضح فؤاد حسين أن “الحوارات مع الجانب الايراني كانت بناءة وهناك تفاهمات كثيرة حول المواضيع الدولية والاقليمية، والحوارات كانت سياسية واقتصادية حيث تم بحث موضوع الغاز والكهرباء”.
وأكد وزير الخارجية العراقي أنه “بحث مع الجانب الاميركي موضوع الحظر علی ايران، وأهمية حل هذا الملف”، مؤكداً ان الطرف العراقي “يسعی باستمرار من أجل وصول هذه المواضيع الی حلول بناءة”.
كما أعلن حسين أن الحكومة العراقية “اتخذت مجموعة من الإجراءات لحماية الحدود مع إيران”، لافتاً إلى أنه بحث مع عبد اللهيان “مجموعة من القضايا التي تهم البلدين”، وأن “الوضع الأمني والحدودي جزء من المباحثات”.
وفي السياق، أشار الى ان “الدستور العراقي يمنع استخدام الأراضي العراقية للهجوم على دول الجوار”، مضيفاً أنه “تطرقنا إلى المستحقات الإيرانية المتعلقة بشراء الغاز”. ولفت حسين الى أن “مسألة المستحقات الإيرانية كانت جزءاً من مباحثاتنا في واشنطن، وهناك خطوات في ملف الربط السككي”.
خلال لقائه الرئيس العراقي… عبداللهيان: لتوسيع العلاقات مع العراق
هذا وبحث وزير الخارجية الايراني مع الرئيس العراقي عبداللطيف رشيد، العلاقات الثنائية. وأكد اميرعبداللهيان في هذا اللقاء، “ضرورة تطوير العلاقات الثنائية بين الجمهورية الاسلامية الإيرانية وجمهورية العراق”.
كذلك، فقد تم بحث القضايا المرتبطة بالمطالب المالية الإيرانية، وأمن الحدود، وأنشطة الشركات الإيرانية في العراق، وتجريف نهر “اروند” الحدودي.
بدوره، شكر الرئيس العراقي، نظيره الايراني السيد ابراهيم رئيسي على دعوته لزيارة طهران، واصفاً العلاقات بين إيران والعراق بـ “العلاقة الكاملة والعميقة”، مؤكداً “إرادة بلاده لتطوير هذه العلاقات في جميع المجالات”.
وأكد رشيد أن العراق وإيران “بلدان جاران، تربطهما علاقات تاريخية وأواصر مشتركة حيث بإمكانهما أن يسهما في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وتشجيع الركون إلى الحوار والتهدئة لحل الإشكاليات في القضايا الإقليمية والدولية”، لافتا إلى أن ترسيخ الأمن يتطلب تعاون جميع دول المنطقة.
يُذكر أن وزير الخارجية الايراني وصل الى مطار بغداد فجر الاربعاء على رأس وفد في زيارة رسمية لاجراء مباحثات سياسية مع كبار المسؤولين العراقيين. وكان في استقبال امير عبداللهيان في مطار بغداد نائب وزير الخارجية هشام العلوي وبعض المسؤولين في وزارة الخارجية العراقية والسفير العراقي لدى إيران.
وزير الخارجية الإيراني يلتقي رئيس الوزراء العراقي
والتقى عبداللهيان رئيس الوزراء العراقي محمد السوداني، وتم البحث في هذا اللقاء القضايا الثنائية والإقليمية والدولية المهمة.
وكان التأكيد على ضرورة دفع المطالبات المصرفية الإيرانية والحفاظ على الحدود وضبطها وضرورة ممارسة العراق لسيادته الكاملة في منع أي تحركات تهديدية ضد إيران وتعزيز خطوط المواصلات والنقل وعقد الجولة القادمة من اجتماع اللجنة العليا المشتركة والانتهاء من الوثيقة الشاملة للتعاون، من القضايا المهمة التي طرحها أميرعبداللهيان.
بدوره أعرب رئيس الوزراء العراقي عن شكره لدعم إيران المستمر للعراق، وأكد على استعداد بلاده لتنفيذ الاتفاقات المبرمة خلال زيارته لإيران.
وقال السوداني إن العراق مستمر في لعب دوره في إرساء السلام في المنطقة والمساعدة في تعزيز عنصر الحوار في التطورات الإقليمية.
المصدر: موقع المنار + وكالات ايرانية