الرئيسية » Top » الليرة اللبنانية تسجل أكبر انهيار تاريخي في البلاد وخبيرة تؤكد أن العلاج هو بالاستغناء عنها

الليرة اللبنانية تسجل أكبر انهيار تاريخي في البلاد وخبيرة تؤكد أن العلاج هو بالاستغناء عنها

تتعرض الليرة اللبنانية إلى انهيار غير مسبوق في تاريخ البلاد، بحيث سجلت اليوم الأربعاء في السوق السوداء 76 ألف ليرة لبنانية للدولار الواحد.

وقد ارتفع أمس سعر صرف الدولار خلال 24 ساعة أكثر من 10 آلاف ليرة لبنانية من دون تدخل المصرف المركزي للجم هذا التدهور الكبير في سعر الصرف الذي ينعكس على كل القطاعات في البلد.

وتقول الخبيرة المالية المتخصصة بالاقتصاد النقدي ليال منصور ، إنه “ليس من المفترض أن يرتفع سعر الصرف 10 آلاف ليرة لبنانية في يوم واحد، وصحيح أن الارتفاع سيستمر، إلا أن الارتفاع الجنوني يتداخل مع المضاربة والمراهنة وهذا يؤدي إلى تصحيحه وسينخفض قليلًا ليتصحح ومن ثم يعاود ارتفاعه على مهل، دائمًا الطريق صعودي خاصة أننا رأينا أن تدخل المصرف المركزي قليل جدًا خلال الثلاثة أشهر الأخيرة وهذا ما يؤدي إلى الارتفاع بطريقة سريعة، دائمًا كان تدخل المصرف المركزي لا يخفض سعر الصرف ولكن كان يبطئ ارتفاعه وعندما توقف عن التدخل أصبح يرتفع بطريقة سريعة ولكن ليس إلى مستوى 10 آلاف خلال يوم”.

ورأت أنه “لا يمكن أن نحلل كل يوم ما الذي يساهم في ارتفاع سعر الصرف، مجرد أن الدولار ثابت وانكسر هذا الثبات سيواصل ارتفاعه دائمًا لأنه لسنا في بلد كانت عملته محررة، وحتى لو لم تقفل المصارف وحتى لو بقينا بظل الانهيار مع استقرار، وكلمة استقرار تعد نسبيًا أننا نتراجع لأنه في الاقتصاد لا يوجد استقرار، إذا كان هناك استقرار هذا يعني أنه كنمو هناك تراجع نسبيًا، لا يوجد شيء اسمه استقرار في الانهيار الاقتصادي وطبيعي أن الليرة ستواصل انهيارها وكلما طبعنا أموال كلما انهارت الليرة أكثر وأكثر”.

وأكدت منصور أن “أزمة سعر الصرف تدوم ولا تنتهي، وهي ليست مثل باقي الأزمات، أزمة سعر الصرف خاصة في بلد مدولر جدًا يبقى دائمًا طالما لم يتم اللجوء بعد إلى الدولرة الشاملة أما إذا اعتمدوا الدولرة الشاملة فإنه من الممكن أن يتوقف انهيار الليرة اللبنانية وتبقى كما هي، الانهيار يقف هنا وكلما تأخرنا عن هذه الخطوة كلما سيزداد الفقر”.

وأوضحت أنه “يجب التمييز بين أزمة سعر الصرف والأزمات الباقية، لدينا فساد أزمة مصرفية عدم ثقة وحكومات سيئة وأزمة سعر الصرف، طبعًا الجميع يطالب بالإصلاح وهو ضروري إنما لن يحسن الليرة، الإصلاح يعيد الثقة في المصارف بعد سنوات ومن الممكن أن يحسن أشياء كثيرة إلا أنه لا يحسن الليرة لأنه نحن في بلد جدًا مدولر والاتجاه واحد لسعر صرف العملة”.

وأكدت منصور أن تداعيات انهيار سعر الصرف على الصعيد الاجتماعي، الفقر سيزداد والكبت سيترجم بالإجرام والسرقة والانتحار”، مشيرةً إلى أنه “طالما كل شيء تدولر من دون دولرة رسمية فالأزمة ستزيد، العملة في لبنان لطالما كانت الدولار وليست الليرة، ومنذ 40 عامًا لبنان مصنف من أكثر البلدان المدولرة في العالم، مرضنا ليس مرض اليوم مرضنا منذ زمن أننا نتعامل بعملة غير عملة وطننا، وكيف من الممكن التفكير الآن بتحسين عملة وطننا ونحن عندما كان الاقتصاد جيد لم تكن عملة وطننا الليرة، العلاج الوحيد هو بالاستغناء عن الليرة ولم يعد باستطاعتنا استعمال عملة كانت ميتة منذ 40 سنة والآن ميتة رسميًا”.

وقد انعكس انهيار سعر الصرف بشكل كبير على أسعار مختلف السلع والخدمات الأساسية في لبنان.

وأشار عضو نقابة أصحاب المحطات جورج البراكس ، إلى أن “سعر صرف الدولار على جدول تركيب أسعار المحروقات الذي صدر صباح اليوم 73500 ليرة لبنانية، وسعر صفيحة البنزين ارتفع ليصبح مليون و359 ألف ليرة لبنانية”.

وأضاف أنه “نشهد الآن ارتفاع إضافي في الدولار وعلى سعر صرف 78 ألف ليرة لا نجد دولارات في السوق، والمشكل الرئيسي هو بسعر صرف الدولار وليس بسعر المحروقات لأن الدولار لا يتواجد مثلما يجب وهذا سينعكس على ارتفاع متواصل في أسعار المحروقات وكافة السلع الإستهلاكية الثانية لأن الواضح أن الكتلة النقدية بالدولار أصبحت قليلة أو أن هناك مضاربة من قبل المعنيين، لا نعلم”، لافتًا إلى أن “الجدول الثاني لسعر المحروقات سيصدر بعد الظهر إلا أن الحل الأنسب هو دولرة التسعير لإرساء الاستقرار في الأسواق”.

المصدر: سبوتنيك

x

‎قد يُعجبك أيضاً

جنوب لبنان يودّع شهيدتي الغدر الصهيوني في بلدة حانين

شيّع جنوب لبنان وأهالي بلدة حانين الحدودية شهيدتي الإجرام الصهيوني مريم قشاقش وابنة أخيها الطفلة ...