خطوة طهران وموسكو الجديدة لإحداث نقلة في التعاون الاقتصادي الاستراتيجي
يزور أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الأدميرال علي شمخاني روسيا بدعوة من نظيره الروسي “نيكلاي باتروشيف” وذلك لحضور اجتماع “محادثات الأمن الإقليمي” الخامس المنعقد في العاصمة الروسية موسكو، والتي يحضرها أمناء الأمن القومي للدول المجاورة لأفغانستان.
وسيعقد هذا الاجتماع، الذي أسست له الجمهورية الإسلامية الإيرانية، صباح الأربعاء، حيث سوف يتم استعراض آخر التطورات الأمنية والسياسية والاقتصادية في أفغانستان من قبل جيران هذا البلد، إلى جانب بذل جهود مشتركة في هذا المجال.
ومن الخطط الرئيسية التي تم التخطيط لها لهذه الزيارة، لقاء شمخاني ومناقشة ومتابعة الاتفاقيات الثنائية مع كبار المسؤولين الروس.
وعلى الرغم من أن تفاصيل هذا الجزء من خطط زيارة شمخاني إلى روسيا لم تُنشر بعد، ومع الأخذ في الاعتبار زيارة أمين مجلس الأمن القومي لروسيا الاتحادية، نيكولاي باتروشيف، إلى إيران في نوفمبر من هذا العام ومحور المحادثات بين الطرفين بشأن متابعة الاتفاقات بين البلدين، فمن المؤكد أن لقاء باتروشيف لمواصلة المشاورات التي بدأت في طهران سيكون أحد الخطط الرئيسية لزيارة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني إلى روسيا.
ومنذ شهر كانون الثاني من العام الماضي وبعد زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى روسيا والاتفاقيات الشاملة التي تم التوصل إليها بين رئيسي البلدين للارتقاء بالعلاقات التجارية والاقتصادية والتكنولوجية إلى مستويات استراتيجية؛ إلتقى مسؤولون كبار من إيران وروسيا في طهران وموسكو بانتظام وذلك بهدف تفعيل الاتفاقات ومتابعتها.
وكانت محاور مثل استكمال الممر الشمال والجنوب الاستراتيجي باستثمارات روسية، وتطوير التعاون الترانزيتي، والاستثمار في قطاعات الصلب والنفط والطاقة، وإنشاء آليات مختصة بالتبادلات النقدية والمصرفية، والتعاون في إطار منظمات شانغهاي وبريكس من أهم محاور التعاون بين البلدين في الوضع الجديد الراهن.
كما أن شؤوناً في مجال السياسة الخارجية، بما في ذلك الحرب في أوكرانيا وأفغانستان وسوريا، ستكون من بين القضايا الأخرى التي سيناقشها الطرفان خلال الاجتماعات الثنائية.
هذا وأكدت سلطات الجمهورية الإسلامية بوضوح، أن نهج طهران في هذه المجالات هو حل المشاكل على أساس “الحوار، وتبني الحلول السياسية، ووقف الأعمال العسكرية”.
وأعلنت جمهورية إيران الإسلامية مرارا استعدادها لاستخدام القدرات المتاحة لإقناع أطراف النزاع في الأزمة الأوكرانية للتوصل إلى حل سياسي وتجنب استمرار الحرب وإراقة الدماء.
وكذريعة لمواصلة سياسة حرب الاستنزاف في أوكرانيا، تحاول الدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة، ومن خلال استخدام الدعاية الكاذبة الإيحاء بأن المحور رئيسي للتعاون الثنائي بين إيران وروسيا هو شراء وبيع المعدات العسكرية بهدف تعزيز قاعدة موسكو الهجومية في هذه الحرب.
الحقيقة هي أن أهم نقطة مشتركة بين إيران وروسيا، والتي شكلت محور العلاقات الثنائية في الظروف الجديدة الراهنة، هي تبادل القدرات الاقتصادية والتجارية لتحييد العقوبات غير القانونية.
تصريحات نيد برايس المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، ردا على زيارة مستشار الأمن القومي الروسي لطهران والتأكيد على أن “التعاون المتزايد في بعض الحالات” بين إيران وروسيا يمثل “تهديداً عميقاً” على الساحة العالمية، يوضح أن ما تعتبره أميركا تهديداً ليس الطائرات بدون طيار والصواريخ والمعدات العسكرية، بل هو نهج الدول المستقلة في التآزر مع بعضها البعض لتحييد العقوبات الاقتصادية الظالمة، والتي استخدمها الغرب طوال سنوات عديدة كسلاح تدميري لفرض إرادته السياسية على الدول الرافضة لقبول هيمنة الغرب.
المصدر: نور نيوز