الأكثر يمينية على الإطلاق.. حكومة نتنياهو الجديدة تؤدي اليمين
أدى بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس (29 ديسمبر/كانون الأول 2022)، اليمين الدستورية كرئيس للوزراء في كيان الإحتلال، بعد دقائق على منح 63 نائبا من أصل 120 ثقتهم للحكومة التي شكلها من وزراء من حزبه الليكود وأحزاب دينية متشددة ويمينية متطرفة.
وتسعى حكومة نتنياهو لتوسيع المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية وتنفيذ سياسات أخرى أثارت انتقادات في الداخل والخارج. وستكون حكومة نتنياهو الجديدة الحكومة “الإسرائيلية” الأكثر يمينية على الإطلاق، حيث تم تمثيل السياسيين اليمينيين المتطرفين أيضاً في ائتلاف لأول مرة.
“هروباً من الملاحقة بتهم الفساد”
وتريد الحكومة الجديدة تنفيذ تغييرات سياسية بعيدة المدى، ومن بين أمور أخرى، إضعاف النظام القضائي عمداً. ووفقاً لخبراء، يمكن أن تؤدي التغييرات أيضاً إلى إلغاء محاكمة نتنياهو بتهمة الفساد الجارية حالياً.
واضطر السياسي المخضرم (73 عاماً)، الذي يُحاكم بتهم فساد ينفيها، إلى تهدئة المخاوف بشأن مصير الحريات المدنية منذ أن حصل تكتله المكون من أحزاب قومية ودينية على أغلبية برلمانية في انتخابات أول نوفمبر/تشرين الثاني.
وأثار تحالف نتنياهو مع حزبي “الصهيونية الدينية” و”القوة اليهودية” اليميني المتطرف قلقاً نظراً لمعارضتهما قيام دولة فلسطينية وما سبق من تحريض زعيميهما – وكلاهما من المستوطنين بالضفة الغربية – ضد النظام القضائي “الإسرائيلي” والأقلية العربية وحقوق مجتمع الميم.
وهذه هي الحكومة السادسة التي يشكلها نتنياهو، زعيم حزب الليكود المحافظ. ويعود رئيس الوزراء السابق إلى السلطة بعد عام ونصف العام في صفوف المعارضة.
واتهم نتنياهو المعارضة بأنها رفضت قبول نتائج الانتخابات، وأنها قامت بدلاً من ذلك بتحريض المواطنين ضد حكومته. وقال إن “خسارة الانتخابات ليست نهاية الديمقراطية، إنها جوهر الديمقراطية”.
وحتى قبل مراسم أداء اليمين اليوم الخميس، تم دفع العديد من التغييرات التشريعية المثيرة للجدل من خلال البرلمان. واعتُبر هذا شرطا مسبقا لاتفاق ائتلاف مشترك.
غضب داخل الكنيست
ولدرء هذه الانتقادات، تعهد نتنياهو مراراً بتعزيز التسامح والسعي لتحقيق السلام. وقال في كلمة أمام الكنيست إن إنـهـاء “الصراع العربي الإسرائيلي” على رأس أولوياته، إلى جانـب إفشـال برنامـج إيران النووي وبناء القدرات العسـكرية
لـ “إسرائيل”.
وقال نتنياهو إن كل شيء سيتم عمله “بما لا يجعل إيران تدمرنا بقنبلة نووية”. كما ستعمل الحكومة على إبرام المزيد من اتفاقيات التطبيع مع الدول العربية، بعد أن أبرمت صفقات مماثلة مع دول الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب.
وكانت هناك تدخلات غاضبة في الكنيست من جانب المعارضة، قبل بدء مراسم أداء اليمين الدستورية، حيث استعرض نتنياهو أولوياته في الأعوام الأربعة المقبلة.
قلق فلسطيني .. و”إسرائيلي” أيضاً
وبالنسبة للفلسطينيين، أضفى تشكيل حكومة نتنياهو مزيداً من القتامة على آفاق قاتمة بالفعل. فبعد عام تصاعدت فيه المواجهات في الضفة الغربية، من المزمع الآن توسيع المستوطنات اليهودية على أراض يأمل الفلسطينيون في إقامة دولتهم عليها في المستقبل. وتعتبر معظم القوى العالمية بناء المستوطنات على أراض تم الاستيلاء عليها خلال الحرب غير قانوني.
كما أثار تعيين إيتمار بن غفير، وهو مستوطن في الضفة الغربية أدين في عام 2007 بالتحريض ضد العرب ودعم جماعة يهودية متشددة على قوائم الإرهاب “الإسرائيلية” والأمريكية، في منصب وزير الشرطة القلق في الداخل والخارج.
وبن غفير محام يقول إن مواقفه أصبحت أكثر اعتدالاً.
وحذر رئيس كيان الإحتلال “الإسرائيلي” إسحق هيرتسوغ، الذي يُعد دوره شرفياً إلى حد بعيد، يوم الأحد من إلحاق ضرر محتمل بحقوق الأفراد. واستنكرت الشركات “الإسرائيلية” الدعوات لمراجعة قانون مكافحة التمييز في البلاد.
من جانبه، قال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن هذه الخطوط العريضة التي أعلنها حزب ليكود تمثل “تصعيدا خطيرا وسيكون لها تداعيات على المنطقة”.
وقال نتنياهو، الذي شغل المنصب ثلاث سنوات في التسعينيات ثم من 2009 إلى 2021، إنه يأمل في تحقيق انفراجة في إقامة علاقات دبلوماسية مع السعودية مثلما فعل في عام 2020 مع دول خليجية أخرى تشارك “إسرائيل” مخاوفها تجاه إيران.
ولم تشر الرياض إلى أي تغيير في موقفها بأن أي تقدم مع “إسرائيل” مرهون بإقامة دولة فلسطينية.
المصدر: ع.ح./ف.ي/أ.ح (رويترز، د ب ا)