بعد 24 عاماً على أول مواجهة رياضية بينهما.. ايران وأمريكا تجددان النزال الثلاثاء
يلتقي المنتخب الإيراني لكرة القدم مع نظيره الأمريكي مجدداً في مونديال قطر 2022 غداً الثلاثاء، في نزال مشحون سياسياً وحاسم رياضياً لبلوغ الأدوار الإقصائية، بعد مواجهة مماثلة جرت في مونديال عام 1998، وانتهى حينها بفوز ايران 2-1.
في الحسابات الرياضية، فإن فوز أي من الفريقين يضمن له مكاناً في الدور الثاني، بينما الهزيمة تعني الإقصاء. لكن المعنى الأبعد للتنافس، هو المسيطر على اللقاء.
وكانت الولايات المتحدة وإيران عدوّين أيديولوجيين لدودين لأكثر من أربعة عقود، فقطعتا العلاقات الدبلوماسية بعد الثورة الإسلامية في العام 1979، وتحديداً في العام التالي بعد أشهر من احتجاز عشرات الطلاب الأميركيين رهائن في السفارة الأميركية في طهران.
ويسعى مدرّب المنتخب الأميركي غريغ بيرهالتر جاهداً إلى التأكيد على أن لا أبعاد سياسية للمباراة المصيرية لبلاده. وقال في هذا الصدد “لقد لعبت في ثلاث دول مختلفة، ودرّبت في السويد، والشيء الذي يميز كرة القدم هو أنك تقابل العديد من الأشخاص المختلفين من جميع أنحاء العالم، ويجمعك حب مشترك لهذه الرياضة”.
وتابع “أتصور أن المنافسة ستكون شديدة بسبب حقيقة أن كلا المنتخبين يريد العبور إلى الدور الثاني – ليس بسبب السياسة أو بسبب العلاقات بين بلدينا. نحن لاعبو كرة قدم وسنتنافس وسيتنافسون بدورهم وهذا كل ما في الامر”. لذلك، فقد تكون رغبة بيرهالتر في أن تغيب السياسة عن المناسبة مجرّد تمني.
ذلك أن عشية المباراة، وقعت حادثة نادرة في العلاقات بين البلدين، عندما أقدم الاتحاد الأميركي لكرة القدم على إزالة كلمة “الله” من علم الجمهورية الإسلامية على مواقع التواصل الاجتماعي. لكن الاتحاد الأميركي سرعان ما أزال المنشور الأحد بعد احتجاج من نظيره الإيراني لدى الاتحاد الدولي للعبة (فيفا).
وبالتالي، فإن تلك الخطوة، أكّدت المؤكد بأن المواجهة بين المنتخبين لا يمكن إلا أن تحمل طابعاً سياسياً.
وخلال مشاركتها الثانية في كأس العالم، وجدت إيران نفسها في العام 1998 ضمن مجموعة عدوّها اللدود، الولايات المتحدة. وأقيمت تلك المباراة في مدينة ليون الفرنسية في 21 حزيران/يونيو ومثّلت فرصة للتهدئة.
وتسرّبت السياسة حينها لتنعكس خلافاً حيال طقوس المباراة. فرفضت إيران، التي اعتُبرت المنتخب الضيف، الالتزام ببروتوكول فيفا الطبيعي المتمثل في التوجّه إلى اللاعبين الأميركيين للمصافحة قبل انطلاق المباراة. ونُزع فتيل الأزمة المحتملة ببراعة من قبل الحكم السويسري أورس ماير، الذي اقترح أن يقف الفريقان لالتقاط صورة مشتركة.
وامتثل الإيرانيون بسعادة مقدّمين باقات من الورود البيضاء إلى نظرائهم الأميركيين كرمز للسلام، ووقفوا كتفاً إلى كتف. وفاز الإيرانيون بالمباراة حينها (2-1) مسجّلين أوّل انتصاراتهم المونديالية.
المصدر: يونيوز