كنعاني: قرار حكام الوكالة ضدنا ناجم عن ضغوط أمريكا والثلاثي الأوروبي
قال المتحدث باسم الخارجية ناصر كنعاني إن قرار مجلس حكام الوكالة ضدنا ناجم عن ضغوط سياسية من أمريكا والثلاثي الأوروبي، معلنا تنفيذ خطوات للرد على قرار حكام الوكالة في منشأتي نطنز وفوردو.
وفي مؤتمره الصحفي الأسبوعي اليوم الاثنين اعتبر كنعاني أن أمريكا والدول الغربية تتبع نهجا للتأثير على علاقاتنا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مؤكدا أن البرنامج الإيراني سلمي والوكالة الدولية للطاقة الذرية على علم تام به.
تسييس موضوع حقوق الإنسان غير بناء
وأضاف المتحدث باسم الخارجية إن إيران أعلنت عن موقفها وتعتبر تسييس موضوع حقوق الإنسان غير بناء، لافتا إلى أن هذه الدول تستخدم موضوع حقوق الإنسان لأغراض سياسية لكنها لن تحصل على نتيجة، معتبرا أن خلفية هذه الدول ضبابية والبعض منها لها ملفات في الأمم المتحدة وارتكبت جرائم على مر التاريخ.
سنرد بشكل حازم على أي خطوات غربية غير بناءة
وأكد كنعاني: سنرد بشكل حازم على أي خطوات غربية غير بناءة محتملة ضدنا، وسنعيد تقييم قرار زيارة مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية لطهران بعد قرار مجلس الحكام ضدنا.
وقال : الأسبوع الفائت كان حافلًا ونشطًا في مجال الدبلوماسية الخارجية، مشيرا إلى زيارة وزير الخارجية العماني بدر بن حمد البوسعيدي إلى طهران ولقائه برئيس الجمهورية آية الله إبراهيم رئيسي وعقد جولة من المفاوضات بين وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان ونظيره العماني بخصوص القضايا الثنائية والإقليمية وزيارة نائب وزير الخارجية الأرميني “مناساغان صافاريان” إلى طهران ولقائه بوزير الخارجية.
وردا على سؤال حول خطوات إيران للرد على قرار حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية أوضح كنعاني: إن وزارة الخارجية أعلنت موقفها من هذه التطورات رسميا ليلة أمس، مضيفا أن منظمة الطاقة الذرية الإيرانية ستعلن تفاصيل هذه الخطوات لاحقا وفقًا للظروف.
وتابع: لست في موقف يسمح لي أن أتحدث حول هذه التفاصيل لكننا أبلغنا الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالأمر وقمنا بتنفيذ الخطوات بحضور مفتشي الوكالة في منشأتي نطنز وفوردو.
برنامج إيران النووي سلمي
وقال كنعاني إن صدور هذا القرار جاء في الوقت الذي لدى إيران برنامج نووي سلمي هو الأكثر شفافية مقارنة بعدد المنشآت الخاضعة لإشراف الوكالة في العالم وخضعت إيران لأكبر عدد من عمليات التفتيش والتحقق.
وأضاف : كنا نتوقع منهم تجنب استخدام الأساليب السياسية فيما يتعلق بتعاون إيران البناء مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، خاصة مع المباحثات الأخيرة التي أجراها وفدنا رفيع المستوى مع مسؤولي الوكالة، حتى تتمكن الأطراف من الوصول إلى النتائج لكن الإجراءات التي اتخذتها أمريكا والثلاثي الأوروبي أثبتت للأسف أنها لا تزال تنوي تعطيل الأنشطة التقنية بين إيران والوكالة باتباع نهج سياسي.
وصرح أن لإيران واجبات وحقوق تجاه الوكالة الدولية وإن حقوق إيران تتوقف على واجباتها وأثبتت إيران في تفاعل وثيق وبناء مع الوكالة أنها ملتزمة بعملية التفاعل والتعاون والوفاء بتعهداتها وستواصل أنشطتها في هذا الإطار.
وأضاف متحدث الخارجية أن هذه الدول تستخدم موضوع حقوق الإنسان لأغراض سياسية لكنها لن تحصل على نتيجة، معتبرا أن خلفية هذه الدول ضبابية والبعض منها لها ملفات في الأمم المتحدة وارتكبت جرائم على مر التاريخ وضحت بأرواح الآلاف من الناس في مختلف الحروب ومن خلال تدخلاتها غير القانونية في شؤون الدول من أجل تحقيق رغباتها السياسية.
وأعرب كنعاني عن اعتقاده بأن استخدام حقوق الإنسان كأداة لتحقيق أغراض سياسية يعطل عملية تعزيز قضية حقوق الإنسان باعتبارها قضية ذات مكانة عالية في المجتمع الدولي.
مفاوضات جيدة مع الوكالة في فيينا
وحول زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رفائيل غروسي إلى طهران قال كنعاني : أجری الوفد الإيراني مفاوضات جيدة مع الوكالة خلال زيارته إلی فيينا وتم الاتفاق على تسوية الخلافات والمساعدة في حل القضايا المتبقية والعالقة وتحديد موعد لزيارة وفد الوكالة إلى طهران.
وأضاف: اتخذنا خطوات جديدة بناء على الظروف الجديدة وإصدار القرار السياسي ضد إيران في مجلس المحافظين، ومن الضروري إعادة تقييم القضايا وعلى هيئة الطاقة الذرية الإيرانية أن تتخذ الإجراءات اللازمة بهذا الشأن.
على أربيل أن لا تسمح بتصدير السلاح إلى مثيري الشغب داخل إيران
وردا على سؤال حول تصرفات الجماعات الإرهابية في إقليم كردستان العراق ضد إيران قال: لا نرى إرادة في حكومة بغداد وأربيل لمواجهة هذه الجماعات الإرهابية في الحدود المشترکة، قائلا: نأمل بأن لا يكون العراق منطلقا لأي تهديدات ضد أمننا القومي ، كما ينبغي على أربيل أن لا تسمح للانفصاليين بتصدير السلاح إلى مثيري الشغب داخل إيران لزعزعة استقرار بلادنا.
وأكد كنعاني أن على بغداد وأربيل العمل بمسؤولياتهما تجاه ضمان أمن الحدود المشتركة وأن يتحملا مسؤوليتهما الدولية والتزاماتهما في إطار المفاوضات مع طهران، مضيفا: للأسف، لم يفيا بوعودهما المتكررة، فبادرنا بضمان أمن مواطنينا وحدودنا وأراضينا بالاعتماد علی حقوقنا القانونية.
إيران تؤمن باحترام سيادة العراق ووحدة أراضيه
وصرح أن إيران تؤمن باحترام سيادة العراق ووحدة أراضيه، وهذه المسألة مهمة جدًا لنا، لكن الجماعات الانفصالية والإرهابية داخل العراق وفي إقليم كردستان العراق تنتهك سيادة العراق بتنفيذ الأعمال الإرهابية قبل أن تنتهك أمن إيران وحدودها، لافتا إلى أن إيران ترحب ببسط العراق سيادته وهيمنته على طول الشريط الحدودي بين البلدين، وخاصة في إقليم كردستان.
وحول تصرفات بعض وسائل الإعلام الناطقة بالفارسية المناهضة لإيران الناشطة في لندن وتحريضها على العنف والقيام بالأعمال الإرهابية وزعزعة الأمن في إيران قال كنعاني: اتخذنا إجراءات سياسية ودبلوماسية وقانونية ضد وسائل الإعلام هذه التي تعمل كغرفة حرب لإحداث الفوضى وزعزعة أمننا.
أي عدوان على سوريا وانتهاك سيادتها ووحدة أراضيها انتهاك صارخ للقوانين الدولية
وحول العدوان الصهيوني على سوريا، اعتبر متحدث الخارجية صمت المحافل الدولية ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وعدم إبداء ردود فعل حاسمة ورادعة من أسباب هذا العدوان المستمر على الأراضي السورية، مؤكدا أن شن أي عدوان على سوريا وانتهاك سيادتها ووحدة أراضيها انتهاك صارخ للقوانين الدولية ومدان.
ودعا المنظمات الدولية والأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى إبداء رد فعل جدي تجاه هذا العدوان، مضيفا: لسوء الحظ، كان الشعب السوري لسنوات ضحية للاعتداءات الصهيونية غير القانونية، وفي هذا الصدد، فإننا ندعم أي عمل تقوم به الحكومة السورية لحماية نفسها وضمان أمن شعبها.
لا نهتم بالتغييرات الداخلية والتحولات الحزبية في الولايات المتحدة
وردا على سؤال حول انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي قال: لقد مررنا بعصور مختلفة من هيمنة الديمقراطيين والجمهوريين على مراكز الهيمنة الأمريكية لكن على مدى هذه السنوات لم تتخل الإدارة الأمريكية عن سياساتها العدائية ضدنا وعلى هذا الأساس لا نهتم بالتغييرات الداخلية والتحولات الحزبية في هذا البلد.
وقال: ما نريده هو تخلي الإدارة الأمريكية عن اتخاذ إجراءاتها المعادية وغير القانونية ضد إيران حكومةً وشعباً وان تسمح بسير العلاقات الدولية في اتجاهها الصحيح.
توسيع التعاون الإقليمي أفضل طريقة لإرساء السلام في المنطقة
وتابع كنعاني إن أي زيادة في التواجد العسكري الأمريكي في المياه المنطقة يزعزع الاستقرار والسلام فيها ونعتقد أن أفضل طريقة لإرساء السلام وتعزيز الاستقرار خاصة في المياه الدولية والإقليمية، هو توسيع وتوطيد التعاون بين الدول المتشاطئة والإقليمية.
وفيما يتعلق بالهجوم على ناقلة النفط التابعة للكيان الصهيوني، قال كنعاني: ليس لدي معلومات للتعليق على هذا الهجوم.
صنع الكيان الصهيوني لنفسه أعداء كثيرين في المنطقة
وتابع : بسبب الجرائم التي ارتكبها ضد دول وحكومات المنطقة خلال سنوات عديدة صنع الكيان الصهيوني لنفسه أعداء كثيرين في المنطقة، مستعدين للرد على جرائم هذا الكيان أينما استطاعوا وهناك أطراف في المنطقة لديها دوافع والقدرة على مهاجمة مصالح الكيان الصهيوني، لكن الحكومة الأمريكية تسعى إلى تعزيز قوتها العسكرية وزعزعة الاستقرار في المياه الدولية والإقليمية بذريعة بعض التطورات الإقليمية نحن نرفض هذا.
أمريكا لم تجلب الأمن لأي دولة
وصرح أن أمريكا لعبت دورًا غير بناء ومزعزع للاستقرار في المنطقة لسنوات عديدة، ولم تجلب الأمن لأي دولة في المنطقة تواجدت فيها، معتبرا دعمها المستمر والأحادي للكيان الصهيوني واضح للغاية.
وأضاف أن الجميع يعلم أن الولايات المتحدة تعتبر الكيان الصهيوني حليفها الرئيسي بلا منازع في المنطقة وطالما ضحت بمصالح دول أخرى في المنطقة لصالح تل أبيب.
وحول مزاعم الصهاينة ببيع تكنولوجيا صنع المعدات العسكرية الإيرانية إلى بيلاروسيا، قال كنعاني: لا يجدر بالكيان الصهيوني أن يعلق على علاقتنا الثنائية مع الدول الأخرى، وتصريحاته لا قيمة لها بالنسبة لنا.
ووصف العلاقات بين إيران وبيلاروسيا بالودية وقال هناك لقاءات جيدة بين مسؤولي البلدين ولدينا اتفاقيات جيدة وتتوسع علاقاتنا في إطار المصالح المشتركة.
وبخصوص تقرير صحيفة واشنطن بوست الأخير حول التعاون بين روسيا وإيران في إنشاء معمل لإنتاج الطائرات المسيرة قال كنعاني: لست مخولا بتوضيح تفاصيل الموضوع.
تعاون إيران التكنولوجي والدفاعي مع الاتحاد الروسي يعود إلى ما قبل الحرب في أوكرانيا
وقال: تقوم الإدارة الأمريكية ووسائل الإعلام في هذا البلد، بإلصاق تهمة بيع الأسلحة إلى روسيا في إطار أغراضها السياسية ومنها ممارسة الضغط على إيران والتغطية علی رغباتها في شن الحرب علی دول الأخری لكن أعلنا مرارا أن تعاون إيران التكنولوجي والدفاعي مع الاتحاد الروسي يعود إلى ما قبل الحرب في أوكرانيا، لذا فإن إلصاقها التهم إلينا يأتي في إطار دوافعها السياسية والتغطية على دعمها استمرار الحرب في أوكرانيا.
إيران تريد التوصل إلى اتفاق جيد وقوي ومستقر في أسرع وقت ممكن
ووصف المزاعم التي تطلق حول نية إيران ربط عملية المفاوضات النووية بفصل الشتاء في أوروبا بأنها تكهنات إعلامية لا أساس لها من الصحة، قائلا: أثبتت الجمهورية الإسلامية الإيرانية علی أرض الواقع أنها تريد التوصل إلى اتفاق جيد وقوي ومستقر في أسرع وقت ممكن.
واعتبر أن عدم التوصل إلى الاتفاق يعود إلی عدم وجود الإرادة السياسية لدى واشنطن، مضيفا: إذا كانت لدى الجانب الآخر الإرادة السياسية، فسيكون من الممكن التوصل إلی الاتفاق في أقصر وقت ممكن.
إيران تشجع الهدنة المستقرة في اليمن
وحول تأكيد إيران على ضرورة وقف إطلاق النار في اليمن، قال نحن نهتم بالشأن اليمني ولايران وسلطنة عمان دور بناء لإنهاء الأزمة في هذا البلد، مؤكدا أن إيران تشجع الهدنة المستقرة في اليمن وتشكيل الحكومة الوطنية في هذا البلد.
علاقاتنا مع الصين جيدة للغاية وقوية ومبنية على المصالح المشتركة
وحول زيارة الرئيس الصيني للسعودية قال كنعاني: إن الصين بلد مهم بالنسبة لنا ، ونرحب بدورها الريادي في تعزيز العلاقات والتعاون الإقليمي، مضيفا: ان علاقاتنا مع الصين جيدة للغاية وقوية ومبنية على المصالح المشتركة.
المفاوضات مع السعودية أدت إلى تفاهمات يجب ترجمتها على أرض الواقع
وفيما يتعلق بالعلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية، قال كنعاني: لقد أکدنا مرارا أن المفاوضات أدت إلى تفاهمات واذا تحولت التفاهمات الى اجراءات على ارض الواقع ستوفر الارضیة لتحسين العلاقات وما زلنا ننتظر هذه الإجراءات.
وانتقد كنعاني الدول التي صوتت ضد إيران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو اتخذت موقفاً معارضا ضدها بضغط أمريكي معتبرا ان الإجراءات السياسية لبعض الدول لم تكن بناءة.
وأوضح: عليهم السماح للجمهورية الإسلامية الإيرانية والوكالة الدولية للطاقة الذرية بحل قضاياها خارج الضغوط السياسية التي تمارس على الوكالة ونعتقد أن من صوتوا لصالح القرار لم يتخذوا خطوة بناءة.
وبشأن موقف وزارة الخارجية الايرانية من المجر التي دعمت حق إيران في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، قال كنعاني: إن دفاع اي بلد عن حقنا في القيام بأنشطة نووية سلمية اعتراف بحقها المشروع ويحق لجميع الدول الأعضاء في الوكالة الذرية والدول الأعضاء في معاهدة الضمانات و معاهدة عدم الإنتشار أن تقوم بالأنشطة النووية السلمية في إطار القوانين وأنظمة الوكالة، وايران لن تستثني من ذلك.